واصلت القوات التابعة للمشير خليفة حفتر قصفها المكثف على طرابلس لليوم الثاني، فيما تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتسريع التعاون مع حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وجدد استعداد بلاده لدعمها عسكريا.
لا تزال أصوات المدفعية الثقيلة تهز جنوبي العاصمة الليبية طرابلس صباح الأربعاء، وذلك لليوم الثاني على التوالي دون توقف.
وشهدت منطقة صلاح الدين، جنوبي طرابلس، مساء الثلاثاء، تساقطا عشوائيا لقذائف صاروخية، ما أدى إلى خسائر مادية، دون الوقوف على خسائر بشرية.
وفي ساعة متاخرة من مساء الثلاثاء، أعلنت قوات الحكومية، أن مليشيات اللواء خليفة حفتر، أطلقت وابلًا من صواريخ "غراد" بشكل عشوائي تجاه أحياء سكنية في العاصمة طرابلس.
ونشرت عملية "بركان الغضب"، التابعة للحكومة الليبية، عبر حسابيها على "تويتر" و"فيسبوك"، مقطع فيديو، يُظهر نيران قذائف تم إطلاقها ليلًا.
وفي سياق متصل، أعلنت قوة مكافحة الإرهاب (حكومية)، تدمير سيارة محملة بالذخائر لمليشيات حفتر بمحور "اليرموك" جنوبي طربلس، وفق قناة "فبراير"(خاصة).
ومنذ 4 أبريل/ نيسان الماضي، تشهد طرابلس، مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا، وكذلك محيطها، معارك مسلحة بعد أن شنت قوات حفتر هجوما للسيطرة عليها وسط استنفار للقوات الحكومية.
والخميس الماضي، وبعد 8 أشهر من تعثر قواته في اقتحام العاصمة الليبية، أعلن حفتر كعادته بدء "المعركة الحاسمة" للتقدم نحو قلب طرابلس، دون إحداث أي جديد على الأرض.
وسبق لحفتر أن أصدر إعلانات مماثلة أكثر من مرة، دون أن يتحقق ما وعد به، وعندما بدأ الهجوم على طرابلس، في 4 أبريل/نيسان الماضي، زعمت قواته أنها ستسيطر على العاصمة في 48 ساعة، غير أن هجومه ما زال متعثرا.
جاء ذلك فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن أنقرة ستعمل على تسريع التعاون مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، وجدد تعهد بلاده بتقديم دعم عسكري لحكومة الوفاق ودعم الخطوات المشتركة في شرق البحر المتوسط.
وقال أردوغان في تصريحات أدلى بها للصحافيين في مدينة جنيف، التي زارها للمشاركة في المنتدى العالمي الأول للاجئين في مكتب الأمم المتحدة: “سنعمل على تسريع التعاون بين تركيا وليبيا، وعبّرنا للجانب الليبي عن استعدادنا للمساعدة في أي لحظة إذا احتاج الأمر”.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقّع أردوغان والسراج، مذكرتي تفاهم، تتعلقان بالتعاون الأمني والعسكري، وتحديد مناطق الصلاحية البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي.
وصادق البرلمان التركي على مذكرة التفاهم المتعلقة بتحديد مناطق الصلاحية البحرية، في 5 ديسمبر/كانون أول الجاري، فيما نشرت الجريدة الرسمية التركية، المذكرة في عددها الصادر يوم 7 من الشهر ذاته.
وحول إرسال طائرات مسيرة إلى الجزء التركي من جزيرة قبرص، قال أردوغان: “سنزيد عددها إذا تطلب الأمر، وكل شيء يمكن أن يتغير في أي وقت وفقا للحاجة”.
والجمعة، وافقت جمهورية شمال قبرص التركية، على تخصيص مطار “غجيت قلعة” بناءً على طلب من قيادة قوات السلام التركية في قبرص، في ضوء المستجدات الأخيرة شرقي المتوسط، وذلك لحماية الحقوق والمصالح المشروعة لتركيا وقبرص التركية في المنطقة.
ونفذت طائرة تركية بدون طيار من طراز “بيراقدار TB2″، الإثنين، أول مهمة لها شرقي البحر المتوسط، عقب وصولها جمهورية شمال قبرص التركية.