اعلنت قوات الدعم السريع السودانية الاربعاء، انها نقلت الجنود المصريين الذين احتجزتهم في قاعدة مطار مروى العسكرية الى الخرطوم، مجددة تعهدها باعادتهم الى بلادهم "متى سنحت الفرصة المناسبة".
وقالت قوات الدعم السريع في بيان عبر صفحتها في فيسبوك انها نقلت الجنود "الذين كانوا في مطار مروي خلال الاشتباكات التي وقعت مع القوات الانقلابية (الجيش) السبت الماضي، إلى العاصمة الخرطوم".
وطمأن البيان الى ان الجنود "جميعهم بخير ويتلقون الرعاية اللازمة"، مضيفا انه سيتم تسليمهم الى بلادهم "متى سنحت الفرصة المناسبة لذلك وفقاً للأوضاع التي تمر بها البلاد"، في اشارة الى المعارك العنيفة التي تخوضها قوات الدعم السريع مع الجيش في الخرطوم ومدن سودانية عدة.
ورقة ضغط
وكان قائد هذه القوات شبه العسكرية محمد حمدان دقلو "حميدتي" اكد السبت، القوات المصرية المتواجدة في قاعدة مروى الجوية، والتي اعلنت قواته "استسلامها" في وقت سابق، "ليست محتجزة"، وافرادها في "أمان".
ونشرت قوات الدعم السريع السبت، فيديو يظهر ما قالت انه "استسلام" الجنود المصريين لها في القاعدة، وذلك في خضم اشتباكات بينها والجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، الحليف السابق لحميدتي.
والاحد، قال مصدر عسكري في الجيش السوداني لقناة "الجزيرة" إن قوات الدعم السريع فرت اصطحبت معها "الأسرى المصريين" لدى انسحابها من قاعدة مروى التي تمكنت القوات المسلحة من استعادتها والسيطرة عليها بالكامل.
واعلن الجيش المصري في بيان غداة احتجاز الجنود انه ينسق مع السلطات المعنية في السودان لضمان تأمين قواته الموجودة في هذا البلد في اطار مناورات عسكرية مشتركة.
ولاحقا، اكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الجنود هم "قوة رمزية" تتواجد في السودان بغرض تنفيذ تدريبات مشتركة "وليس لدعم طرف على حساب طرف آخر".
وضع كارثي
وفي الاثناء، ارتفع عدد الضحايا المدنيين منذ بداية الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 174 قتيلا، واكثر من الف جريح، بحسب نقابة أطباء السودان (اللجنة التمهيدية) التي قالت ان من بين القتلى 30 مدنيا.
وقالت النقابة إن 39 من أصل 59 مستشفى أساسية في الخرطوم والولايات المتاخمة لمناطق الاشتباك، توقفت عن العمل وباتت خارج الخدمة، موضحة أن 9 مستشفيات تعرضت للقصف، فيما تم إجلاء 16 مستشفى بشكل قسري.
كما تسببت المعارك في وضع كارثي احبر المدنيون معه على التزام منازلهم وسط نقص حاد في مياه الشرب والغذاء، فيما قالت لجنة أطباء السودان المركزية ان معظم مستشفيات العاصمة ومرافقها الصحية اصبحت خارج الخدمة.
وكان الطرفان المتناحران تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن هذا التصعيد المفاجئ، والذي ياتي بعدما تاجل لمرتين توقيع اتفاق سلام بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 2019.
وتعثر توقيع الاتفاقية التي كان يفترض ان تفسح الطريق لتشكيل حكومة مدنية، وذلك بسبب خلافات حول بند اساسي في اتفاق السلام يتعلق بشروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
والدعم السريع هي قوة انبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي كانت ذراع البشير الباطش لقمع التمرد في اقليم دارفور.