دخلت وتيرة الحرب في اليمن منعطفا جديدا مع بدء قوات التحالف العربي عملية برية هي الأولى ضد الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق في محافظة مأرب بمشاركة ألوية برية عربية.
وأعلنت مصادر محلية في محافظة مأرب شمال شرق البلاد أن وحدات من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية تحركت من معسكر اللواء 107 في صافر مساء الأحد باتجاه مديريتي حريب وبيحان.
ويعتبر هذا التحرك الأول عقب هجوم مأرب والذي قتل فيه 92 جنديا بينهم 45 إماراتيا و10 سعوديين.
وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر عسكرية يمنية، عن موافقة دول التحالف على إرسال ألوية عسكرية برية، للمشاركة في العمليات العسكرية الدائرة ضد الحوثيين في المحافظات الشمالية والجنوبية الغربية، مشيرة إلى أنه وقع الاتفاق على حجم القوات البرية التي ستشارك في العمليات الميدانية في المحافظات التي مازالت تحت سيطرة قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي.
وحسب المصدر ذاته، فإن دولا عربية مشاركة في التحالف وافقت أخيرا على إرسال وحدات عسكرية برية للمشاركة في تحرير المدن اليمنية.
وسترسل مصر والأردن والمغرب والسودان وقطر والكويت، ألوية قتالية برية إلى محافظات مأرب وعدن والحديدة وتعز، وذلك خلال الأيام القادمة.
وبحسب المصادر، فقد بادرت الكويت وقطر إلى إرسال الألوية العسكرية إلى السعودية، في حين تستعد القوات البحرية المصرية والمغربية لنقل القوات البرية إلى الموانئ اليمنية في عدن.
السعودية تفتتح قاعدة الدواسر الجوية للمرة الأولى
في غضون ذلك، كشفت مصادر يمنية عن افتتاح السعودية لأول مرة قاعدة الدواسر الجوية التي تملك أحدث الأسلحة المتطورة في مجالات الدفاع والمراقبة والمهمات الهجومية.
وكشفت هذه المصادر أن نظام مراقبة دقيق سيكون من مهام هذه القاعدة، حيث ستغطي أجهزة المراقبة والتصوير مساحة تتعدى 100 كم مربع ترصد كل التحركات.
إلى ذلك، شهدت مأرب اشتباكات تتراوح بين العنيفة والمتقطعة، ففي الجبهة الجنوبية الغربية شهدت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بالجفينة والبلق، فيما شهدت المخدرة اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وكذلك شهدت منطقة صلب شمال مأرب اشتباكات متقطعة بالأسلحة الثقيلة.
إلى ذلك، ذكر موقع "المشهد" اليمني نقلا عن شهود عيان أن مأرب تشهد تحليقا مكثفا للطيران واشتباكات بمنطقة الجفينة غرب المنطقة.
قوات قطرية
أكد مصدر يمني، أن قوة عسكرية قطرية وصلت إلى منفذ الوديعة اليمني، بمحافظة حضرموت (شرقا) متوجهة نحو محافظة مأرب (شمال شرقي صنعاء)، لتعزيز قوات التحالف العربي المرابطة في منطقة صافر شرق مأرب.
يأتي ذلك في حين قالت قناة "الجزيرة" القطرية، إن القوة القطرية قوامها 1000 مقاتل، بأكثر من 200 مدرعة، معززة بعتاد ثقيل ومتوسط وصواريخ دفاعية، وسيلحقها صباح الاثنين قوات أخرى تفوق الأولى عددا وعدة بمنظومة اتصالات متطورة، وكما أكده مصدر لـ "عربي21" مقيم في الرياض.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لقوات ومدرعات قالوا إنها في طريق مدينة الخرج، شرق السعودية وتتجه إلى الجنوب.
يأتي هذا التحرك ردا على تفجير مخزن الأسلحة بمحافظة مأرب، الذي أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من جنود دول التحالف.
ولم يصدر إلى الآن أي موقف قطري رسمي يؤكد هذا الخبر، وفيما إذا كانت قطر تنوي المشاركة بريا ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وقال الناطق باسم قوات التحالف، أحمد عسيري، إن "مستودعا للأسلحة في مأرب تعرض لهجوم بصاروخ أرض – أرض، ما أدى إلى اندلاع حريق أسفر عن مقتل عشرة جنود سعوديين و45 إماراتيا وخمسة بحرينيين، إضافة إلى إصابة آخرين بجروح، نقلوا إلى داخل المملكة للعلاج، غادر عدد كبير منهم".
وأشار إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد أسباب الخسائر المرتفعة في الأرواح.
وأكد عسيري أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقيق أهدافها المرحلية، مشددا على أن قوات التحالف تهدف إلى تحقيق أمن اليمن واستقراره، موضحا أن هذا العمل لن يثني قوات التحالف عن مهمتها، بل سيكون حافزا للمضي قدما وفاء لأرواح القتلى.