قمة البيت الأبيض حول الإرهاب لم تسفر عن أي إجراء عملي

تاريخ النشر: 21 فبراير 2015 - 06:33 GMT
البوابة
البوابة

سعت الولايات المتحدة الى تعبئة الاسرة الدولية ضد “الارهاب” الجهادي في قمة عالمية في واشنطن لم تسفر عن اي اجراء عملي.

واختتم الرئيس باراك اوباما ووزير خارجيته جون كيري في واشنطن اجتماعا كبيرا استمر ثلاثة ايام “ضد عنف المتطرفين” بحضور ممثلين لاكثر من ستين دولة ومنظمة.

وبين المشاركين خصوصا الامينان العامان للامم المتحدة بان كي مون والجامعة العربية نبيل العربي ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ووزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ورئيس الاستخبارات الروسي الكسندر بورتنيكوف.

واعد البيت الابيض لهذا اللقاء منذ فترة طويلة وكان يفترض ان يثير ضجة كبيرة بعد الاعتداءات الاسلامية في باريس وكوبنهاغن وفي اوج هجوم عسكري ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.

وقال اوباما “نحن موجودون هنا لاننا موحدون ضد آفة التطرف العنيف والارهاب”، داعيا الحكومات الحليفة لبلده الى “البقاء ثابتة في المعركة ضد منظمات ارهابية”.

لكن الرئيس الاميركي حذر من ان هذه المعركة “لا علاقة لها بان نكون يهودا او مسيحيين او مسلمين: فكلنا في المركب نفسه وعلينا ان نتكاتف للخروج من هذه الازمة”.

وحرص اوباما مثلما تفعل ادارته منذ اشهر على الا يتحدث عن “مكافحة التطرف الاسلامي” في خطوة وقائية تجنبا للغة قد تنتقد الاسلام لكن المعارضة الجمهورية تنتقدها.

ويرى الرئيس الديموقراطي ان “فكرة ان الحرب يخوض حربا ضد الاسلام كذبة مخيفة” وكذلك فرضية “اننا نواجه صدام حضارات”.

وكان اوباما دشن ولايته الرئاسية في 2009 بخطاب شهير في القاهرة مد فيه اليد الى العالم الاسلامي.

لكن خصمه السياسي الجمهوري جون ماكين كتب في تغريدة على تويتر ان “فكرة ان الاسلام الراديكالي ليس في حالة حرب مع الغرب كذبة رهيبة”.

من جهته، فضل وزير الخارجية الاميركي جون كيري ادراج مكافحة “الارهاب” وخصوصا الاسلامي في مجرى التاريخ المعاصر. وقال ان “القرن العشرين يعرف بمكافحة الانهيار الاقتصادي الكبير والعبودية والفاشية والاستبداد. الآن جاء دورنا (…) يطلب منا اليوم خوض حرب جديدة ضد عدو جديد”.

وتحدث عن “معركة اساسية لجيلنا”.

اما نظيره الاردني ناصر جودة فقد رأى انها “الحرب العالمية الثالثة (…) حربنا كمسلمين (…) حربنا الجماعية كاسرة دولية”.

من جهته، قال بان كي مون انه في الواقع “ظهور جيل جديد من الجماعات الارهابية مثل داعش (احد اسماء تنظيم الدولة الاسلامية) وبوكو حرام (في نيجيريا) يشكل تهديدا خطيرة للسلام والامن العالميين”.

والى جانب مشاطرته قلق واشنطن من سيطرة الجماعتين على مساحات واسعة، قال ان اكثر من عشرين الف مقاتل اجنبي من اكثر من مئة بلد التحقوا بتنظيم الدولة الاسلامية في الاشهر الاخيرة بينهم اربعة آلاف جاؤوا من اوروبا.

وقال كيري انه امر “غير مسبوق” مشيرا الى انه عدد مماثل للجهاديين الذين توجهوا “للقتال في افغانستان في الثمانينات (…) لكن خلال عقد كامل”.

واكد كازنوف من جهته ان “اكثر من 400 شاب فرنسي موجودون حاليا في المنطقة السورية العراقية” و”1400 فرنسي يشاركون بشكل او بآخر في الشبكات القتالية”.

واكدت مستشارة الامن القومي في البيت الابيض سوزان رايس التزام بلادها بتسريع تقاسم المعلومات مع حلفائها حول الجهاديين الاجانب.

لكن بمعزل عن الدعوات الى “تضامن” الاسرة الدولية، لم يؤد الاجتماع الى اي اجراء ملموس.

وقال النائب الجمهوري مايكل ماكول انها “قمة بلا مضمون”، بينما تحدث آخرون عن “ندوة بلا اهمية”.

ومع ذلك اشاد بيان البيت الابيض “بخطة عمل ضد التطرف العنيف5″ التي تبناها المشاركون ويفترض ان تؤدي الى “تقدم عملي خلال قمة ستعقد على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة” في ايلول/سبتمبر المقبل.

وقالت رايس “قد نحتاج الى سنوات وربما الى عقود لننجح لكننا سننتصر”.