تختلف زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الاخيرة الى موسكو ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين عن سابقاتها من اللقاءات بين الزعيمين، لتزامنها مع تعزيز الانفتاح على دمشق والنظام الرسمي فيها في اعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في السادس من فبراير الماضي.
في خطوة نادرة اعلنت دمشق مسبقا عن موعد زيارة الرئيس الاسد الى موسكو، وهو ما لم يكن يحدث في وقت سابق عندما توجه الرئيس السوري الى طهران وموسكو وابو ظبي، حيث كان يتم الاعلان عن اجتماعاته في تلك العواصم بعد عودته الى بلاده ، وهذا مؤشر على انه يسيطر بشكل كامل على الوضع الامني والسياسي في بلاده .
والخصوصية والاهمية تتزامن كذلك مع وصول الوساطة الروسية بين دمشق وانقرة الى مرحلة حساسة والحديث عن لقاء قمة بين الرئيس السوري بشار الاسد والتركي رجب طيب اردوغان، وهو ما سيزيد الانفتاح على سورية من دولة غربية اوربية من حلف الناتو.
الى جانب جملة المشاريع الاقتصادية التي ستنطلق بتوسع وشمول بين روسيا وسورية وهو ما تم الاعلان عنه رسميا، والامر سيقود الى اعادة اعمار سورية بدعم روسي كامل ، حيث ان روسيا غير خاضعة للعقوبات الاميركية وقانون قيصر، ولها حرية التحرك والمبادرة والدعم ، ويعكس هذا التوجه الى الوضع الاقتصادي الروسي المريح خلافا لما يتم ترويجه بانه اقتصاد منهار بفعل الحرب على اوكرانيا والعقوبات الاميركية على روسيا .
الرئيس الاسد اعلن عن ضرورة تعزيز المكانة الروسية التي تفرض نفسها كقوة عظمى مناكفة للتفرد الاميركي ويطالب بزيادة القوات العسكرية الروسية في بلاده، وهو ما يقوي التواجد الروسي على شواطئ المياة الدافئة بموافقة من النظام الرسمي والذي بات قويا في بلاده.
زيارة الاسد جاءت في وقت بدت التغيرات الاقليمية واضحة سيما بعد الوساطة الصينية بين السعودية وايران وهو ما رحبت به قمة موسكو، في تلميح الى ان السعودية تقترب من الحلف المضاد للفلك الاميركي بعد ان كانت احدى اسسه القوية ، وستحول الموقف السعودي الى داعم رئيسي لعودة سورية الى الجامعة العربية وقبيل اجتماع رباعي على مستوى وزراء الخارجية لروسيا وسورية وايران وتركيا.
الزيارة الرئاسية السورية الى موسكو تعيد الى الواجهة مكانة دمشق كلاعب عربي واقليمي ودولي مهم في ظل التحولات في المشهد العالمي، وقد عززت القمة مكانة موسكو التي تحارب في اوكرانيا ودمشق التي تواجه معارضة في الشمال الشرقي من البلاد مدعومة من الولايات المتحدة الاميركية