اكدت قطر على لسان الدكتور سيف علي الحجري, رئيس مجلس إدارة أصدقاء البيئة جاهزيتها الكاملة لإنجاح مؤتمر تغير المناخ الذي ستحتضنه الدوحة قريبا، وجدد الدكتور الحجري تأكيده على الاهتمام الكبير الذي توليه بلاده لقضية البيئة، مشيراً إلى أن المؤتمر الثامن عشر للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي (COP18) الذي تستضيفه قطر أواخر هذا العام, يعتبر فرصة سانحة لمنظمات المجتمع المدني للتعبير عن أفكارها ومقترحاتها تجاه النهوض بالبيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية. وقال: إن مركز أصدقاء البيئة سيضطلع بواجبه في هذا الصدد، معربا عن أمله في أن يخرج المؤتمر بقرارات وأسس وتشريعات تسهم في مواجهة تحدي تغير المناخ في العالم، مشددا على أن دولة قطر ستكون على قدر هذا التحدي البيئي العالمي.
قال الحجري إن قضية البيئة تعتبر من القضايا الهامة في الحياة, وهي جزء من منهج الإسلام الذي يحثنا على المحافظة على نعم الله ومنها البيئة، مشيراً إلى التحديات التي تواجه البيئة في وقتنا الحاضر وضرورة حماية كافة مكوناتها وعناصرها من أجل الأجيال الحاضرة والمستقبلية, وذلك من خلال تغيير السلوك والتعامل القويم تجاهها، معبرا عن أمله في أن تكون التقنيات الحديثة في العالم من العوامل التي تؤدي إلى التنمية البيئية المستدامة، وليس تدميرها، داعيا إلى الاعتناء بالطفل من صغره وتعليمه السلوك الإيجابي نحو البيئة والتفاعل المفيد معها.
وأشار الحجري إلى أن العالم اليوم يشهد مفارقة غريبة، فكلما كان أكثر تقدما وحضارة، زادت التحديات السلبية التي تواجه البيئة، سواء ما يتعلق منها بالبيئة الحية كالطيور والنباتات وغيرها أو البيئة غير الحية متمثلة في نعم الله الأخرى كالماء والطاقة مثلا. وذلك بسبب غياب السلوك، مؤكداً أن من الواجب شرعا على المسلم المحافظة على هذه النعم. وقال إن هذا التوجه يتعين أن يبدأ بالفرد وينتهي بأصحاب القرار.
وفي ندوة خاصة تحدث عدد من المختصين في جملة من القضايا التي كانت موضع نقاش وتداول، في مجالات البيئة والتراث وغيرها من الأمور الاجتماعية.
وتحدث الداعية عبدالسلام بسيوني علاقة الإسلام بالبيئة التي ترتكز على عدة قوانين منها قانون الحب في التعامل مع البيئة والتآلف معها في المكان والزمان وقانون لا ضرر ولا ضرار كقاعدة شرعية لا يسمح من خلالها الإضرار بالبيئة لاسيما أنها ليست ملكا لأحد, بل كل الناس شركاء فيها وفي الماء والكلأ, فضلا عن قانون الإيجابية في التعامل معها، مؤكداً أن الإسلام يجرم تلويث وتدمير البيئة، ويدعو لتنميتها وإعمارها.
وقال يوسف علي الكاظم أمين سر مركز أصدقاء البيئة عن قضية البيئة باعتبارها أحد الشواغل والهموم العالمية، مشيراً إلى الكثير من المؤتمرات والقمم البيئية التي عقدت منذ عام 1992 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية وغيرها حتى قمة جوهانسبرج الأخيرة في جنوب إفريقيا لمناقشة مشاكل وتحديات البيئة والتغير المناخي دون جدوى في الوصول إلى توافق دولي بشأن هذه التحديات الكبيرة.
واعتبر الكاظم الدول الغربية المتسبب الرئيسي في مشكلة تغير المناخ جراء الانبعاثات الضارة بالبيئة، وبين أن كل المثاليات التي تتحدث عن البيئة يجب تطبيقها على الأرض. وأشار إلى العديد من الأمور التي يمكن الاستفادة عبرها من المخلفات البيئية, ومن ذلك إعادة التدوير.
