قصف الجيش السوري احياء في دمشق من جبل قاسيون واستخدم المروحيات في معارك عنيفة يخوضها مع الجيش الحر والتي اندلعت في عدة احياء في العاصمة وتصاعدت بعد تفجير مبنى الامن القومي الذي تحدثت تقارير اثره عن عمليات انشقاق واسعة في صفوف الجيش.
وقال نشطاء ان بطاريات المدفعية المتمركزة على جبل قسيون المطل على دمشق بدأت قصف حي نهر عيشة وحي المزة في دمشق وضاحية المعضمية بصورة متقطعة حوالي الساعة السابعة والنصف مساء (1630 بتوقيت جرينتش).
وقال سكان ونشطاء ان مروحيات تابعة للجيش السوري اطلقت نيران المدافع الرشاشة وصواريخ في بعض الاحيان على عدة مناطق سكنية في دمشق في اطار معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة في انحاء العاصمة.
واضافوا ان المروحيات اطلقت صواريخ على منطقة الميدان بوسط العاصمة وضاحية كفر بطنا وعلى مخيم اليرموك الفلسطيني على الحافة الجنوبية للمدينة. وقالوا ان الطائرات اطلقت نيران المدافع الرشاشة على حي الحجر الاسود القريب وضاحية الجبر المجاورة لساحة العباسيين الرئيسية.
وتحدثت تقارير عن عمليات انشقاق واسعة ومتواترة في صفوف الجيش النظامي عقب هجوم دمشق.
وقتل حوالى مئة شخص في اعمال عنف في سوريا الاربعاء بينهم 16 في عمليات قصف واشتباكات في دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
واحصى المرصد في حصيلة لضحايا اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا 97 قتيلا هم 46 مدنيا و43 عنصرا من قوات النظام وثمانية مقاتلين معارضين.
وقال الإعلام الرسمي السوري في وقت سابق إن القوات الحكومية هاجمت مواقع لمقاتلي المعارضة في العاصمة بعد فترة وجيزة من تعهد دمشق بملاحقة المسؤولين عن التفجير الانتحاري الذي استهدف اجتماعا لوزراء وقادة عسكريين في مبنى الامن القومي.
ووقع انفجار اثناء اجتماع داخل مبنى الامن القومي السوري ما اسفر عن مقتل وزير الدفاع العماد داود راجحة ونائبه العماد آصف شوكت وهو صهر للرئيس بشار الاسد، اضافة الى نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة حسن تركماني، ووزير الداخلية محمد الشعار.
وقالت وكالة الأنباء السورية إن القوات المسلحة قتلت عددا كبيرا من "الارهابيين" في حي الميدان بوسط العاصمة واشتبكت مع مسلحين في حي القابون.
وقال نشطاء في أحياء شهدت اشتباكات على مدى الأيام الأربعة الاخيرة إن القوات الحكومية وميليشيا موالية للحكومة تتدفق عليها لسحق المعارضين المسلحين.
وقالت سوزان أحمد إحدى سكان حي البرزة حيث كان المعارضون المسلحون مختبئين إن الوجود الأمني كثيف حاليا ولا يوجد في الشوارع سوى القوات الموالية للأسد.
وبث التلفزيون الحكومي لقطة قال إنها صورت يوم الأربعاء تظهر رجالا يرتدون ملابس الجيش المموهة يحتمون من إطلاق النار ويطلقون الرصاص. وهذه أول مرة يعرض فيها الاعلام الرسمي اشتباكات في قلب دمشق.
وقال بيان عسكري قريء في التلفزيون الرسمي في وقت سابق يوم الاربعاء إن سوريا ستقطع اي يد تضر بأمنها القومي.
وبثت قنوات تلفزيون عربية ما قالت إنها لقطات حية لعشرات المسلحين السوريين وهم يقتحمون موقعا أمنيا في جنوب دمشق يوم الأربعاء.
وأظهرت اللقطات مقاتلين يحيطون بالمبنى ويطلقون النار ويلوحون ببنادقهم في الهواء. وأمكن مشاهدة دخان يتصاعد في الخلفية إلا أنه لم يتضح ما إذا كانت النيران اشتعلت في المبنى الأمني نفسه.
ووقع الحادث في منطقة الحجر الأسود.
