برزت خلال الساعات القليلة الماضية جملة من التطورات، تعكس حجم التوتر في الساحة الشمالية السورية ، والتصلب في المواقف بين الاطراف الفاعلة وهي روسيا واميركا وتركيا التي تنوي اجتياح المنطقة لابعاد شبح ما تصفه بالخطر الكردي الذي يضرب امنها القومي في العمق.
وساطة اميركية بين قسد وانقره
وعلى مدار الساعات الماضية حاول الولايات المتحدة عبر المبعوث الأميركي إلى سورية، نيكولاس غرانجر، التوسط بين قوات سورية الديمقراطية (قسد) والمخابرات التركية في سبيل وقف العملية العسكرية، وعرضت انقره على الاكراد وقف وقف عملياتها الجوية والبرية، ووقف ضربات طائرات مسيرة (البيرقدار)، وابتعاد قوات "قسد" عن الحدود التركية السورية مسافة 30 كم جنوباً، كما طلبت انقرة إنشاء نقاط مراقبة مشتركة مع قوات التحالف الدولي ، كذلك وضع كاميرات مراقبة، كما تمسكت انقرة بتسليم عشرة من عناصر وقيادات حزب العمّال الكردستاني في مناطق شرقي الفرات الى المحاكم التركية
الشروط تضمنت ايضا ضرورة تخصيص جزء من الموارد الاقتصادية الزراعية والباطنية في شرقي الفرات للسوريين الموجودين في غربه، حيث تسيطر على تلك الخيرات قسد لوحدها
قسد ترفض الشروط التركية
وفق المصادر فقد رفضت قسد تلك الشروط، فيما ظهر الامتعاض الاميركي من تهديدات الفصيل الكردي بوقف التعامل مع التحالف الدولي ووقف الحرب على الارهاب، حيث تعتبر الولايات المتحدة المقاتلين الاكراد راس حربة في الحرب على داعش وتتذرع بحماية قسد كونها تساهم ايضا في وقف التقدم الايراني والمليشيات التابعة له شمال سورية
كما هدد الاكراد بفتح ابواب السجون التي يحرسونها والتي يقبع فيها الالاف من عناصر داعش
الامر لم يتوقف عند المعارضة الكردية للتوجهات الاميركية بل ان واشنطن اتهمت القيادات الكردية بالتجسس على الاجتماعات مع الاميركيين لصالح القوات الروسية والنظام في دمشق ، ومما زاد الطين بلله بالنسبة للاميركيين وصعقهم هو ترك الاكراد للدوريات المشتركة مع روسيا من دون اي موافق من قسد وبات الروس يتحركون بشكل منفرد في مناطق مسؤوليتهم في شرقي الفرات.
قلق اميركي من تصرفات قسد
ووفق المعلومات فان التمادي الكردي في التعامل مع قوات الاسد سيشكل خطرا على الوجود الاميركي ويعمل اختراقا وفجوة امنية كبيرة سيما وان الارتباط الروسي مع النظام وثيق فيما يضع الاسد ثقته بالقوات الشيعية وحزب الله والحرس الثوري الايراني وهؤلاء سيتجولون في المستقبل بكل حرية وسهولة في مناطق تواجد الاميركيين ان ظل الاكراد على تصرفاتهم وموقفهم
وتطالب القوات التركية جماعة قسد بالانسحاب من تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني) ، الا ان الاخيرة تعتقد بان تنفيذ الاوامر يعني كارثة ستؤدّي إلى ضرب مشروع الإدارة الذاتية والحكم الذاتي الذي تقاتل من اجلة منذ 12 عاما وترى ان الانسحاب الى عمق 30 كيلو متر وفق الرغبات التركية يعني الابتعاد جغرافياً عن المكون الكردي السوري
وبشان تسليم القيادات المطلوبة من حزب العمال الكردستاني فان قسد على يقين بانها تتشكل من عدة مكونات كردية ابرزها حزب العمال الكردستاني الذي تطالب براسه انقره ولا يمكن لقيادة قسد اتخاذ قرار بتسليم القيادات المطلوبة كون القيادات الأمنية والعسكرية والاقتصادية الحقيقية هي بيد قادة من حزب العمال الكردستاني التي ترفض أي حوار او مفاوضات مع تركيا وتدفع باتجاه الحرب فقط