اعلن رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع عقب مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة الاحد، انه قد يلتقي نظيره الاسرائيلي ارييل شارون قبل نهاية الشهر الجاري، فيما حذر وزير خارجيته نبيل شعث من عواقب توقف جهود السلام في الشرق الاوسط بفعل انشغال الادارة الاميركية بالانتخابات الرئاسية.
وقال قريع في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع الرئيس مبارك "أعتقد أنه سيكون هناك لقاء (مع شارون) قبل نهاية شباط الحالي."
وكان قريع الذي تولى منصب رئيس الوزراء في السلطة الوطنية الفلسطينية في تشرين الاول/اكتوبر الماضي قد تجنب الاجتماع مع شارون متهما اياه بعدم السعي جديا لتحقيق السلام.
لكن المسؤولين الاميركيين يمارسون ضغوطا من أجل عقد اجتماع بين رئيسي الوزراء لكسر دائرة العنف الفلسطيني الاسرائيلي واستئناف المفاوضات.
وقال قريع "كان هناك لقاء بين الدكتور صائب عريقات (وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني) والاخ حسن ابو لبدة مدير مكتبي وبين مدير مكتب شارون وطرحت فيه مجموع القضايا التي يهمنا أن تكون على أجندة الاجتماع (مع شارون) وأيضا لم نصل الى تفاهم كامل."
وأضاف أن اجتماعا اخر سيعقد يوم 15 شباط/فبراير الحالي بين مدير مكتبه ومدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي وبحضور عريقات للتحضير للاجتماع.
وتابع أنه يأمل أن يكون اجتماع منتصف شباط/فبراير هو الاجتماع التحضيرى الاخير ليتم بعد ذلك اللقاء بينه وبين شارون.
وكان شارون الذي تبنى مع الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس خطة "خارطة الطريق" للسلام قد ذكر أنه يرحب بلقاء قريع لكنه لن يقدم تنازلات من أجل عقد اللقاء.
ويخشى الفلسطينيون من أن يؤدي اجتماع قريع وشارون الى تحسين موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي في مواجهة متاعب داخلية دون أن يحصلوا على شيء في المقابل.
وتبادل الفلسطينيون والاسرائيليون الاتهامات بالتقاعس عن الوفاء بالتزامات خطة خارطة الطريق التي تدعو الى قيام دولة فلسطينية الى جوار اسرائيل بحلول العام القادم.
وقال قريع انه تبادل الرأي مع مبارك حول "المستجدات والتطورات الجديدة على الساحة الفلسطينية. من أهم المستجدات كما هو معروف أن هناك تمهيدا أو تحضيرا للقاءات (فلسطينية اسرائيلية)."
وأضاف أن المباحثات شملت أيضا ما تردد "عن موضوع انسحابات (اسرائيلية) من غزة وتفريغ مستوطنات فى غزة".
وكان شارون قد أعلن قبل نحو أسبوع عن خطة لتفكيك 17 مستوطنة يهودية من بين 21 مستوطنة يعيش فيها نحو 7500 اسرائيلي في قطاع غزة غير أن الفلسطينيين قابلوا الخطة بتشكك.
وقال قريع "نعيد بناء وتأهيل أجهزتنا الامنية التي دمرت الكثير منها الحكومة الاسرائيلية وجيش الاحتلال الاسرائيلي لمواجهة التطورات والمستجدات الجديدة التي تم الحديث عنها..الاعلان عن تفكيك مستوطنات غزة... هذه الخطوة نأمل أن تكون صحيحة".
وتابع "هذه خطوة على طريق تفكيك مستوطنات الضفة الغربية (أيضا) لأن العملية بكاملها هي عملية واحدة وهي الارض مقابل السلام. الضفة الغربية وقطاع غزة مقابل السلام."
شعث يحذر من عواقب انتظار الانتخابات الاميركية
الى ذلك، حث وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة على مواصلة تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط اذا توقفت المشاركة الاميركية قبيل انتخابات الرئاسة.
واكد شعث امام مؤتمر امني في المانيا ان انشغال واشنطن بالانتخابات التي تجري في تشرين الثاني/نوفمبر لدرجة تحول دون دفع خطتها من اجل اقرار "خارطة الطريق" سيكون "كارثة" وانه ينبغي على اعضاء اخرين باللجنة الرباعية ملء الفراغ.
وقال "اذا كانت الولايات المتحدة مشغولة جدا..فبامكانها أن تسمح لشركاء اخرين مثل الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة بمواصلة العمل. التوقف حتى (تشرين الثاني) نوفمبر سيكون كارثة للفلسطينيين والاسرئيليين."
وتسعى اللجنة الرباعية لتنفيذ "خارطة الطريق" التي تتضمن خطوات منها اقامة دولة فلسطينية مستقلة الا انها لم تحقق تقدما يذكر.
وتابع شعث "ينبغي ان تجتمع اللجنة الرباعية مرة اخرى وينبغي ان ترفض فكرة توقف المشاركة الاميركية حتى الانتخابات."
ورد السناتور الاميركي ريتشار لوجار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قائلا "لا اعتقد ان الرئيس يرغب في الانتظار. هذا لن يكون عام عطلة."
وقال جيورا ايلاند رئيس مجلس الامن القومي في اسرائيل امام مؤتمر ميونيخ ان بلاده لا تزال ملتزمة بخارطة الطريق كأساس أمثل للتفاوض.
وقال "غير انه اذا ثبت خلال الاشهر القليلة المقبلة استحالة تنفيذ خارطة الطريق فلن يكون هناك بديل امام اسرائيل سوى بدء عملية انفصال من جانب واحد. هذا يعني ان نأخذ من جانبنا قرار ببدء عملية فصل بين شعبينا."
ولجهته، فقد اكد زعيم حزب العمل الاسرائيلي شمعون بيريس انه يريد أن يعرض الاتحاد الاوروبي على الاسرائيليين والفلسطينيين علاقات أوثق ان توصل الجانبان لاتفاق سلام.
وقال بيريس بعد اجتماع مشترك مع وزيرة الخارجية الاسبانية أنا بالاثيو ووزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات في مدينة طليطلة بأسبانيا "بمجرد أن يتوصل الطرفان لاتفاق سلام يجب أن يقبل الاتحاد الاوروبي دخولنا في دائرته وأن يكون بمثابة العامل المشترك في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية."
وسئل بيريس عما اذا كان يلمح لحصول اسرائيل على عضوية كاملة بالاتحاد الاوروبي وقيام دولة فلسطينية بعد التوصل لاتفاق سلام فرد قائلا "هناك أوجه متعددة لكيفية حدوث هذا."
وأضاف ان الاتحاد الاوروبي توسع بالفعل في منطقة البحر المتوسط باضافة مالطا وقبرص الى مجموعة الدول المقرر أن تنضم اليه في مايو أيار.
وقالت بالاثيو انها ستثير الامر مع دول أخرى بالاتحاد الاوروبي مشيرة الى ضرورة اعطاء دفعة جديدة لعملية السلام.
وذكر مسؤولون أسبان أن بيريس كان يقترح أن يعرض الاتحاد علاقات أوثق مع اسرائيل والفلسطينيين للتشجيع على احداث تقدم في مفاوضات السلام.
واسرائيل والسلطة الفلسطينية عضوان في الاتحاد الاوروبي المتوسطي الذي يضم دول الاتحاد الاوروبي الخمس عشرة و12 من الدول الواقعة جنوبي البحر المتوسط.—(البوابة)—(مصادر متعددة)