أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، القضاء على رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية"حماس" في اشتباك مسلح دارت مجرياته، فجر الأربعاء، في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأثارت حيثيات استشهاد السنوار دهشة المتابعين، ذلك أنه ارتقى في اشتباك مسلح وهو يقود مجموعة من المقاومين، على عكس ما أشيع عنه بأنه يتخفى داخل الأنفاق وسط الأسرى الإسرائيليين لضمان سلامته، أو ما روج له الاحتلال الإسرائيلي بشأن اختباء قادة المقاومة بين النازحين المدنيين في قطاع غزة، ذلك عدا عن أن ارتقاء السنوار لم يكن نتيجة مجهودات استخباراتية يبذلها الاحتلال منذ أكثر من عام.
ولفتت شبكة قدس الإخبارية أن السنوار بات أول قائد فلسطيني لتنظيم يستشهد في أرض الميدان والمعركة في التاريخ الحديث للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، بعد عبد القادر الحسيني قائد معركة القسطل الذي ارتقى في أرض الميدان عام 1936.
تفاصيل الاشتباك الأخير
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، في صباح يوم الأربعاء، رصدت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة مقاومين في حي تل السلطان، وبدأت الاشتباك معهم. رغم عدم تحديد هوياتهم في البداية، وبعد اشتباكات وصفت ب"العنيفة جداً" أصيب السنوار بجراح خطيرة دفعته إلى اللجوء بمفرده إلى أحد المباني.
خلال تلك اللحظات، وثقت الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الاحتلالية السنوار ملثمًا وهو يلقي لوحًا خشبيًا نحو طائرة مسيرة دخلت المبنى.
بعد ذلك، استهدفت قوات الاحتلال المبنى الذي تحصن به السنوار بقذيفة دبابة، مما أدى إلى ارتقاء السنوار شهيداً.
وقد أقر جيش الاحتلال بأن استشهاد السنوار كان غير مقصود، إذ وصفه كمسلح داخل المبنى.
ويُعتبر يحيى السنوار شخصية محورية في حركة حماس، وُلِد في عام 1962 في خان يونس، وقد اعتُقل عدة مرات على يد الاحتلال الإسرائيلي. بعد خروجه من السجن، تولى عدة مناصب قيادية في الحركة، وأصبح أحد أبرز المخططين لعمليات المقاومة، كان له دور بارز في التخطيط لعملية "طوفان الأقصى" التي وقعت في 7 أكتوبر 2023، وأسفرت عن خسائر كبيرة لقوات الاحتلال.