تصاعدت حدة الاتهامات بين فنزويلا والولايات المتحدة بعدما اعتبر الرئيس نيكولاس مادورو أن واشنطن تختلق حرباً جديدة في البحر الكاريبي، بالتزامن مع تعزيزها وجودها العسكري هناك عبر إرسال حاملة طائرات إلى المنطقة.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية في فنزويلا، أمس الجمعة، عن مادورو قوله إن "الإدارة الأميركية تختلق حرباً أبدية جديدة، رغم تعهدها السابق بعدم الانخراط مجدداً في الصراعات العسكرية، لكننا سنمنع اندلاع هذه الحرب".
وفي تصريح آخر أول أمس الخميس، وجه مادورو رسالة باللغة الإنجليزية إلى واشنطن قائلاً: "لا لحرب مجنونة، أرجوكم"، مؤكداً خلال اجتماع مع نقابات مؤيدة له: "نعم للسلام، نعم للسلام إلى الأبد، لا لحرب مجنونة".
وجاءت هذه التصريحات بعد يومين من تلويح الرئيس الفنزويلي باستخدام الترسانة الصاروخية الروسية الموجودة لدى بلاده رداً على التهديدات الأميركية، إذ أكد في احتفال عسكري حضره كبار القادة أن فنزويلا تمتلك ما لا يقل عن خمسة آلاف صاروخ قصير المدى من طراز "إيغلا-إس" منتشرة في مواقع دفاع جوي رئيسية "لضمان السلام".
ويأتي ذلك بينما يواصل الجيش الأميركي تعزيز قواته في البحر الكاريبي على نحو غير مسبوق قرب السواحل الفنزويلية. فقد أعلنت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) أمس الجمعة نشر مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" بزعم مواجهة شبكات تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية، في خطوة أثارت مخاوف من احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية.
كما كشفت واشنطن أول أمس عن إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع ترينيداد وتوباغو قبالة السواحل الفنزويلية. وتأتي هذه التحركات في سياق الحملة العسكرية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سبتمبر/أيلول الماضي تحت شعار "محاربة إرهابيي المخدرات"، والتي تضمنت نشر عشر طائرات حربية من طراز "إف-35" وثماني سفن تابعة للبحرية الأميركية.
ووفقاً لتقارير محلية، أسفرت غارات أميركية استهدفت عشرة قوارب على الأقل في المنطقة عن مقتل أكثر من أربعين شخصاً، تؤكد عائلات الضحايا وحكوماتهم أن معظمهم من المدنيين والصيادين.