قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الثلاثاء ان الفلسطينيين قد يتخذون خطوات منفردة اذا لم توافق اسرائيل على وقف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وتعترف بحدود الدولة الفلسطينية في المستقبل.
وقال عباس الذي كان يتحدث قبل محادثات في الاردن بين مفاوضين اسرائيليين وفلسطينيين ان الفلسطينيين مستعدون لاتخاذ اجراءات "صعبة" لكنه لم يحدد ما هي هذه الاجراءات.
ومن المقرر ان يجتمع مفاوضون من الجانبين في عمان في وقت لاحق يوم الثلاثاء مع وسطاء دوليين يحاولون إحياء محادثات السلام المتوقفة من أكثر من عام لكن لا يبدي أي من الجانبين أملا في إمكان استئنافها.
وتوقفت المحادثات في أواخر 2010 بعد ان رفضت اسرائيل تجديد تجميد جزئي للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة كما طالب الفلسطينيون.
ويقول الفلسطينيون انهم لا يمكنهم إجراء محادثات واسرائيل تعزز قبضتها على الارض التي استولت عليها في حرب 1967 والتي يعتزمون انشاء دولتهم المستقلة عليها. وتقول اسرائيل انه يجب ألا تكون هناك أي شروط مسبقة لاستئناف عملية السلام.
وقال عباس انه اذا وافقت اسرائيل على وقف البناء في المستوطنات واعترفت برؤية وحدود حل الدولتين فسيوافق الفلسطينيون على الفور على التفاوض.
وقال عباس لمجموعة من القضاة في رام الله انه اذا لم يوافق الاسرائيليون فثمة إجراءات يمكن للفلسطينيين اتخاذها لكنه لن يعلنها الان لانها لم تقر بعد بشكل نهائي. وأضاف ان الجانب الفلسطيني سيتخذ اجراءات يمكن ان تكون صعبة.
وقال ان الجانبين امامهما حتى 26 يناير كانون الثاني لتحقيق تقدم. وتنتهي في هذا التاريخ مهلة الثلاثة اشهر التي تم الاتفاق عليها في 26 اكتوبر تشرين الاول لكي يقدم الجانبين اقتراحات بشأن قضايا الأرض والأمن بهدف التوصل الى اتفاق سلام بحلول نهاية هذا العام.
وقال الوزير الاسرائيلي دان ميريدور انه رغم ان الاجتماع يمكن ان يقدم فرصة لاحياء محادثات السلام فان مهمة التحرك الى الامام يجب الا توضع على عاتق اسرائيل.
وقال ميريدور "ثمة فرصة لاستئناف المفاوضات... يجب ان نأمل في ان تنجح الامور لكن ذلك لا يتوقف علينا وحدنا."
ويشارك في المحادثات التي ستعقد في وزارة الخارجية الاردنية المفاوض الفلسطيني صائب عريقات والمفاوض الاسرائيلي اسحق مولكو وممثلون عن اللجنة الرباعية لوسطاء السلام في الشرق الاوسط والتي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة.
ويشعر الاردن الذي وقع معاهدة سلام مع اسرائيل في عام 1994 ويؤيد عباس بشدة بالقلق بخصوص امكان أن يؤدي عدم التصدي للقضايا الرئيسية في قلب الصراع الى تجدد دورة العنف مما يعرض أمنه للخطر.
وغالبية سكان الاردن فلسطينيون ينتسبون للفلسطينيين الذين نزحوا أو طردوا أثناء الحروب العربية الاسرائيلية المتعاقبة منذ قيام اسرائيل عام 1948.
وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان الهدف هو الجمع بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ومحاولة السعي لتحقيق انفراجة في محادثات السلام للوصول الى بحث قضايا الوضع النهائي بدءا من الحدود والامن.
وقال مسؤول رفيع في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان اسرائيل والفلسطينيين ينفذون طلبا للجنة الرباعية لتقديم موقفيهما من قضيتي الامن والحدود.
وقال المسؤول واصل ابو يوسف لرويترز في رام الله ان هذا ليس استئنافا للمفاوضات.
وقال دبلوماسي في العاصمة الاردنية ان اجتماع يوم الثلاثاء من غير المتوقع ان يؤدي الي انفراج. واضاف "لكي نكون واقعيين لن يحل الاجتماع أي شيء (لكنه) قد يمنح طاقة جديدة" للعملية.
واضطلعت الرباعية التي انشئت قبل عشر سنوات بدور رئيسي في الاشهر الاخيرة في محاولة اجراء مفاوضات جديدة وجاء تدخلها بعد ان فشلت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما في احياء الجهود الدبلوماسية.