دعت فرنسا وتركيا يوم الجمعة الى فرض ضغوط دولية اكبر على سوريا من اجل انهاء الحملة الامنية العنيفة ضد معارضي الرئيس السوري بشار الاسد بينما قال ناشطون ان قوات الامن قتلت خمسة محتجين بعد صلاة الجمعة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه انه يشك في استجابة سوريا لمبادرة الجامعة العربية التي تستهدف وقف اراقة الدماء بعد ان بلغ عدد القتلى وفقا لاحصاء الامم المتحدة الى اكثر من 3500 قتيل.
وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا وامهلتها حتى مطلع الاسبوع القادم كي تستجيب للمبادرة العربية التي تتضمن انسحاب قوات الجيش من المدن والبلدات السورية وهددت بفرض عقوبات ما لم يتخذ الاسد خطوات لوقف العنف.
وقال جوبيه الذي تحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان فرنسا مستعدة للعمل مع المعارضة السورية وان هناك حاجة الى عقوبات اشد على دمشق.
واضاف جوبيه انه يعارض اي تدخل انفرادي في سوريا لكنه ترك الباب مفتوحا امام عمل اوسع قائلا ان اي خطوة من هذا النوع يجب ان تأتي بتفويض من الامم المتحدة.
وقتل المئات في سوريا ومن بينهم مدنيون ومنشقون عن الجيش وافراد من القوات الموالية للاسد منذ وافقت دمشق في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني على سحب قواتها من المناطق السكنية والافراج عن السجناء السياسيين وفقا للمبادرة العربية.
وتقول سوريا انها تحاول الالتزام بالمبادرة لكنها طالبت الدول المجاورة الى بذل المزيد من الجهد لقطع تدفق السلاح الى المعارضة وانهاء ما وصفته بالحملة الاعلامية التحريضية ضد السلطات السورية.
كما دعت الجامعة العربية الى نشر مراقبين مدنيين وعسكريين لمراقبة الاحداث على الارض.
وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان اليوم انه تسلم رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تتضمن تعديلات على مسودة البروتوكول تتعلق بالوضع القانوني ومهام بعثة المراقبة المزمع ايفادها الى سوريا.
ونقل البيان عن العربي قوله ان هذه التعديلات تخضع الان للدراسة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة ان قوات الامن قتلت خمسة محتجين على الاقل واصابت عشرات عندما اطلقت النار لتفريق احتجاجات في مدن درعا وحمص وحماة وضاحية عربين في دمشق.
ولم تعلق وسائل الاعلام الحكومية السورية على اعمال العنف التي وقعت يوم الجمعة. وحظرت سوريا عمل معظم الصحفيين المستقلين مما جعل التحقق من روايات النشطاء او المسؤولين الحكوميين امرا صعبا.
وتنحي سوريا باللائمة في أعمال العنف على جماعات مسلحة تدعمها قوى خارجية وتقول ان اكثر من 1100 من رجال الجيش والشرطة قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في مارس اذار.
ودعا المحتجون الدول الاجنبية الى طرد السفراء السوريين دعما للمعارضة.
ورفع محتجون في محافظة درعا الجنوبية التي كانت مهد الانتفاضة السورية لافتة كتب عليها "من يتقي الله يطرد سفيرا سوريا".
وفي محافظة الحسكة الشرقية هتف المحتجون قائلين "ليش خايفين.. الله معنا". وهتف المحتجون في حمص وحماة وهو يرقصون متشابكي الايدي "الجيش الحر جيشنا" في اشارة الى المنشقين عن الجيش الذين شنوا حملة متصاعدة من الهجمات على اهداف حكومية.
وقالت مصادر معارضة يوم الاربعاء ان الجيش السوري الحر قتل واصاب 20 من قوات الامن في هجوم على مجمع لمخابرات القوات الجوية على اطراف دمشق وهو الهجوم الاول من نوعه منذ اندلاع الانتفاضة ضد الاسد في مارس اذار.
وقالت روسيا يوم الاربعاء ان الهجوم يشير الى ان الصراع في سوريا "يماثل تماما حربا أهلية".
وقال نشطاء يوم الجمعة ان القوات السورية قصفت قريتين خلال الليل بعد هجوم منشقين عن الجيش على قوات موالية للاسد.
وقال النشطاء ان ثمانية قرويين أصيبوا حينما سقطت قذائف الدبابات والمورتار الثقيلة على مدى ثلاث ساعات على قريتي تل منيج ومعرشمشة والزراعات المحيطة بهما.
وقال نشط ذكر ان اسمه الاول رائد "رحلت مئات العائلات. وانقطعت خدمات الكهرباء والانترنت."
وتنوي فرنسا وبريطانيا والمانيا دعوة لجنة حقوق الانسان في الجمعية العامة للامم المتحدة الى الموافقة على قرار يدين العنف في سوريا قبل عرض هذا القرار غير الملزم للتصويت امام اجتماع مكتمل للجمعية العامة.
وقال السفير الايراني في لبنان ان الضغوط الدولية المتزايدة لن تسقط الحكومة السورية.
وقال غضنفر روكن عبادي يوم الجمعة "التهديدات الاسرائيلية الامريكية والغربية ضد البلد العزيز والبطل سوريا. فان هذه التهديدات لا يمكن ان تصل الى اي نتيجة... وشهدنا ان تشديد هذه التهديدات خصوصا تجاه سوريا لا يزيدنا الا اندفاعا نحو الوحدة الشعبية في سوريا التي شهدت اكثر من عشرة ملايين من الناس في سوريا قد خرجوا الى الشوارع ليعلنوا عن دعمهم للنظام في سوريا."