اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء ان فرنسا ستصوت هذا الاسبوع بالايجاب لصالح رفع وضع فلسطين في الامم المتحدة الى دولة بصفة مراقب.
ويسعى الفلسطينيون للحصول على تأييد الدول الاوروبية لمحاولتهم الحصول على وضع دولة غير عضو في الامم المتحدة قبل يومين من التصويت.
وتحاول إسرائيل الوقوف ضد محاولاتهم ولكن من المؤكد ان تأتي نتيجة التصويت لصالح الفلسطينيين في الجمعية العامة المؤلفة من 193 عضوا معظمهم من الدول النامية المتعاطفة منذ وقت طويل مع القضية الفلسطينية.
وقال فابيوس في الجمعية الوطنية (مجلس النواب الفرنسي) "هذا الخميس او الجمعة.. حين يطرح السؤال.. ستصوت فرنسا بالموافقة."
وأضاف فابيوس "لا يمكن ان تصبح الدولة الفلسطينية واقعا الا من خلال المفاوضات بين الجانبين التي نطالب بإجرائها على الفور ودون شروط مسبقة."
وأشار المسؤولون الفلسطينيون الحريصون على حشد اكبر عدد من الدول الاوروبية قبل ساعات من التصويت إلى انهم لن يسعون على الفور للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية وذلك لتبديد احد بواعث القلق الدولية الاخيرة.
ويسعى دبلوماسيون إسرائيليون وبريطانيون وأمريكيون حاليا للحصول على ضمانات بأن الفلسطينيين سيتخلون عن شكواهم ضد إسرائيل في المحكمة وذلك بعد ان أدركوا على ما يبدو انه ليس بوسعهم اثنائهم عن مسعاهم. ويرفض الفلسطينيون تقديم مثل هذه الضمانات لكنهم يقولون في موازنة للهجتهم على ما يبدو ان توقيت واستراتيجية انضمامهم في نهاية المطاف للمحكمة الجنائية الدولية مسالة تخضع لنقاش داخلي لاحق.
وقالت حنان عشراوي العضو البارز بمنظمة التحرير الفلسطينية إن هذا من حق الفلسطينيين ولن يتخلوا عنه. وأضافت ان الفلسطينيين هم الذين سيقررون التوقيت المناسب للانضمام للمحكمة بالنظر إلى الاولويات والمصالح.
وقالت لرويترز انه ليس من حق اي دولة حمل الفلسطينيين على التخلي عن حقوقهم وانه اذا كانت إسرائيل بريئة فليس هناك ما يجعلها تخشى من المحكمة.
وكانت بريطانيا حثت الدول الاوروبية في الاسابيع الماضية على الامتناع عن التصويت على الطلب الفلسطيني وطلبت من الفلسطينيين التخلي عن الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية مقابل تغيير موقفها والتصويت بنعم.
والمحكمة الجنائية الدولية ليست هيئة رسمية بالامم المتحدة لكنها تقبل بوجه عام الطلبات من اعضائها.
وألغت إسرائيل احيانا زيارات مسؤولين إلى بريطانيا خوفا من اقامة دعاوى تتعلق بجرائم حرب هناك. وتشعر إسرائيل بالقلق من ان تركز الدعاوى الفلسطينية في المحكمة في المستقبل على زعمائها وتقوض موقفها في الخارج.
وقال دبلوماسي من دولة اوروبية لم تحسم موقفها بعد بشأن التصويت ان الجهود الفلسطينية "لن تكون كافية على الارجح" للحصول على تأييد اوروبي واسع.
وأضاف "التعهد الغامض بعدم التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لن يكفي."
وأدانت إسرائيل والولايات المتحدة المساعي الفلسطينية في الامم المتحدة وقالتا ان السبيل الوحيد لاقامة دولة للفلسطينيين هو التوصل إلى اتفاق سلام خلال محادثات مباشرة مع إسرائيل.
لكن محادثات السلام متوقفة منذ عامين بسبب قضية الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والذي تتوسع فيه إسرائيل رغم ان معظم دول العالم تعتبره غير قانوني.
وبحثت إسرائيل والولايات المتحدة قطع المساعدات وعائدات الضرائب التي تحتاجها بشدة الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية لاستمرارها.
وطرح وزير الخارجية الإسرائيلي المتشدد افيجدور ليبرمان خيارات منها اسقاط الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويقول عباس انه مستعد لاستئناف غير مشروط لمحادثات السلام مع إسرائيل في حالة نجاح المسعى بالامم المتحدة. وقال مسؤول إسرائيلي كبير يوم الثلاثاء للصحفيين إن إسرائيل ستتصرف بحذر فيما قال مفاوضون فلسطينيون ان عدد الدول التي قررت التصويت بنعم في ارتفاع.
وأشارت فرنسا إلى دعمها للمساعي الفلسطينية في حين يقول مبعوثون فلسطينيون إن إيرلندا ومالطا والبرتغال ولوكسمبورج عبرت عن عزمها على التصويت بنعم لتبقى ألمانيا وجمهورية التشيك ضمن عدد قليل من الدول المحتمل ان تصوت بالرفض.
وانقسمت الدول الاوروبية في التصويت على طلب الفلسطينيين الانضمام إلى منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في اكتوبر تشرين الاول 2011. واصبحت هذه الدول اكثر ميلا على ما يبدو في الايام الاخيرة لدعم ترقية وضع السلطة الفلسطينية الى دولة غير عضو بالامم المتحدة.
وقال دبلوماسي اوروبي تدعم بلاده المسعى الفلسطيني لرويترز "ندعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير دون المساس بالعلاقات الطيبة بين إسرائيل والفلسطينيين والمحادثات الرامية إلى حل الصراع في نهاية المطاف."
وأضاف الدبلوماسي "بذلت الدول الاوروبية جهودا على المستوى السياسي والاقتصادي في الحل الخاص باقامة دولتين احداهما إسرائيلية والاخرى فلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب في امن. لدينا مصلحة في دفع هذه الرؤية للامام."
ويقول محللون إن الدول الأوروبية تتوق إلى دعم المعتدلين بعد الصراع الدامي على مدى ثمانية ايام هذا الشهر بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية في غزة والتي دب الخلاف بينها وبين حركة فتح الاكثر اعتدالا في الضفة الغربية.