لجأت باريس الى اسرائيل ذات الباع الطويل في قمع الفلسطينيين، طالبة مساعدتها في التعامل مع الاحتجاجات التي تهز البلاد منذ مقتل شاب جزائري الاصل برصاص شرطي فرنسي قرب باريس الثلاثاء الماضي.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" الاحد، عن شمعون نحماني نائب رئيس قسم عمليات الشرطة الإسرائيلية قوله ان الاخيرة تلقت طلبا رسميا من نظيرتها الفرنسية من أجل المساعدة في التعامل مع الاحتجاجات العنيفة في البلاد.
ومن المعروف عما تسمى الشرطة الاسرائيلية خبرتها الطويلة في قمع الفلسطينيين والتنكيل بهم بصورة وحشية سواء في الضفة الغربية او في الاراضي المحتلة عام 1948.
وقتلت الشرطة الاسرائيلية على مدى سنوات مئات الفلسطينيين كما انها لا تتورع عن استخدام كافة اساليب التعذيب ضد المعتقلين الفلسطينيين الذين يقعون في قبضتها.
وتطلق الدولة العبرية على وحدات من قواتها العاملة في الضفة الغربية تسمية الشرطة تارة وتسمية حرس الحدود تارة اخرى، لكنها في مجمل الاحوال عبارة عن وحدات عسكرية تمارس عنفها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة تحت تلك المسميات.
وتفجرت في انحاء فرنسا اعمال الشغب التي تخللها مهاجمة وتخريب ادارات عامة في اعقاب توجيه تهمة القتل العمد الى شرطي اردى الشاب برصاصة اطلقها عليه من مسافة قريبة اثناء عملية تدقيق مروري في نانتير قرب باريس.
وتتحدر عائلة الشاب الضحية من الجزائر التي نددت بحادثة مقتله.
وقال نائب فرنسي اسرائيلي السبت، ان الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا مصدرها في المقام الاول هو الضواحي التي يسكنها فرنسيون من اصول عربية، وتزخر بالعداء لليهود على حد وصفه.
وتعرض 150 مقرا ومبنى بلديا لهجمات منذ الثلاثاء، بحسب ما اكد رئيس رابطة رؤساء البلديات في فرنسا ديفيد ليسنار، والذي دعا اعضاء مجالس البلديات المواطنين الى التجمع امامها الاثنين للاحتجاج على عمليات التخريب.
وتوعدت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن الأحد بانه لن يكون هناك اي تسامح مع العنف، محذرة من ان القانون سيتم تطبيقه وفق "أقصى درجات الحزم".
وهاجم المحتجون 16 مركز شرطة وعشر ثكنات للدرك ليل السبت الأحد، فيما تم توقيف 719 شخصا على خلفية اعمال الشغب.
ووفق حصيلة اعلنتها وزارة الداخلية الأحد، فقد اصيب 45 رجل امن بجروح، كما اضرمت النار في في اكثر من 750 عربة ومبنى، فضلا عن 871 حريقا في مستوعبات قمامة.
وحشدت السلطات 45 ألف رجل امن، بينهم سبعة آلاف في باريس وضواحيها، من اجل مكافحة اعمال الشغب والنهب والتخريب التي طالت مدنا من بينها مرسيليا وليون وغيرها.