استشهد مراسلا قناة الجزيرة في قطاع غزة، أنس الشريف ومحمد قريقع، مساء الأحد، إثر قصف شنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي على خيمة مخصصة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة شمالي القطاع. وقد أسفر الهجوم أيضًا عن استشهاد عدد من المصورين، من بينهم إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، بحسب ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الصحفي أنس الشريف، في بيان صدر عقب الغارة.
ومنذ بداية العدوان، عرف عن الشريف وقريقع التغطية الميدانية المكثفة لمعاناة المدنيين في غزة، حيث واصل الفريق العمل رغم ظروف الحرب والحصار، على مدى نحو 22 شهرًا، موثقين حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
شبكة الجزيرة أعربت عن إدانتها الشديدة لما وصفته بـ"الاغتيال المتعمد" الذي استهدف مراسليها، واعتبرته "هجومًا جديدًا وسافرًا على حرية الصحافة". وفي بيان رسمي، حمّلت الشبكة الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن استهداف خيمتهم، مشيرة إلى أن القصف جاء عقب تحريض مباشر ضد طواقمها العاملة في القطاع، وفي سياق التصعيد العسكري الواسع تمهيدًا لاحتلال غزة.
وأكدت الشبكة أن صحفييها الذين استُهدفوا كانوا من بين آخر الأصوات التي تنقل ما يجري على الأرض، مضيفة أن الإفلات المتكرر من العقاب يشجع الاحتلال على التمادي في استهداف الصحفيين والاعتداء على حرية الإعلام.
كما طالبت الجزيرة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية المعنية بالتحرك العاجل لوضع حد لما وصفته بـ"الاستهداف المنهجي للصحفيين"، ووقف محاولات طمس الحقيقة، لا سيما في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وأضاف البيان أن مراسلي الجزيرة في غزة عاشوا نفس المعاناة التي نقلوها للعالم، وتعرضوا للمجاعة والخطر والموت، لكنهم واصلوا أداء واجبهم المهني والإنساني في توثيق الواقع المرير الذي خلّفه العدوان.