أوضح مدير مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، أن مئات آلاف النازحين يواجهون ظروفاً مناخية قاسية تفوق قدرة أي مجتمع على تحملها، مشيراً إلى أن أكثر من 288 ألف أسرة تقيم في خيام مهترئة، في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي دخول خيام جديدة إلى القطاع.
وذكر المكتب في بيان أن غزة تقف أمام "كارثة إنسانية هي الأخطر منذ بدء حرب الإبادة الجماعية والعدوان الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي"، وسط غياب كامل لمقومات الحياة الأساسية.
وأكد الثوابتة أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تفاقم المأساة من خلال حرمان المدنيين من وسائل الحماية ومواد الإيواء الضرورية، ومنع إدخال أي مستلزمات أساسية للعيش في القطاع. ولفت إلى أن هذا الواقع يعكس حجم المعاناة وفشل المجتمع الدولي في توفير الاحتياجات العاجلة، مشيراً إلى حاجة القطاع لنحو 300 ألف خيمة وبيت متنقل لضمان الحد الأدنى من السكن الإنساني.
وتعرضت مناطق واسعة في قطاع غزة لمنخفض جوي استمر ثلاثة أيام، صاحبه رياح وأمطار غزيرة أغرقت عشرات آلاف الخيام التي تؤوي النازحين، ما أدى إلى فقدانهم آخر ما تبقى لديهم من مأوى ومتاع بعد أن دمّر الاحتلال الإسرائيلي منازلهم خلال عامين من الإبادة.
وأشار المكتب الحكومي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يواصل منع إدخال مواد الإيواء ووسائل التدفئة ومستلزمات الطاقة والإنارة، مبقياً المعابر مغلقة ومستمراً في سياسة التضييق.
واتهم المكتب الاحتلال بالمماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق والتنصل من البروتوكول الإنساني المتعلق بالأوضاع الإنسانية في غزة، معتبراً أن هذا السلوك يمثل محاولة لفرض أشكال جديدة من الإبادة عبر تعميق الكارثة.
ودعا المكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب والدول الوسطاء والأطراف الضامنة للاتفاق إلى تحرك عاجل لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مشيراً إلى أن السماح الأخير بإدخال كميات محدودة من مواد الإيواء لا يلبي الاحتياجات المتصاعدة، رغم بدء الترتيبات الدولية لتوزيعها قريباً.
من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وداعميه لوقف اعتداءاته ورفع الحصار وفتح المعابر، مؤكدة في بيان أن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة يتطلب تدخلاً فورياً لإنقاذ المدنيين وإدخال المساعدات والخيام. وحمّلت الحركة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار خروقاته لاتفاق إنهاء الحرب، وطالبت الدول الضامنة بالضغط عليه لتنفيذ البروتوكول الإنساني وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية.
وخلال عامين من الإبادة التي بدأها الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أميركي، سقط أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني، وأصيب ما يزيد عن 170 ألفاً، فيما لحقت أضرار جسيمة بنحو 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع.