استشهد ما لا يقل عن 19 فلسطينيًا، منذ فجر اليوم الإثنين، في سلسلة من الغارات الجوية التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متعددة في قطاع غزة، ضمن تصعيد جديد استهدف مناطق مدنية مكتظة، بما في ذلك مخيمات نازحين، سيارات توزيع المياه، وأحياء سكنية، وفق ما أفادت به مصادر طبية.
وأكدت المصادر في مجمع الشفاء الطبي أن خمسة فلسطينيين استشهدوا جراء استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المدنيين في منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة.
وفي جنوب المدينة، أعلنت المصادر الطبية في مستشفى الشفاء عن استشهاد ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة، بعد غارة استهدفت منطقة قرب الكلية الجامعية.
كما أعلن مستشفى المعمداني عن استشهاد مواطن فلسطيني في قصف صباحي استهدف حي الشجاعية، قبل أن يُنتشل لاحقًا جثمانا شهيدين آخرين من شارع مشتهى، ليرتفع عدد الضحايا في الحي ذاته إلى ثلاثة خلال الأيام الماضية.
وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، قال مدير المستشفيات الميدانية مروان الهمص إن أربعة فلسطينيين استشهدوا في قصف نفذته مروحيات أباتشي قرب مستشفى ناصر، فيما أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد أربعة آخرين جراء غارات بطائرات مسيّرة طالت مناطق وسط وشرق المدينة.
وفي مدينة رفح، استشهد فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال أثناء انتظارهم استلام مساعدات إنسانية في منطقة الشاكوش غرب المدينة، في تكرار لمشاهد استهداف المدنيين خلال عمليات توزيع الإغاثة.
وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون بعد غارة استهدفت صهريجًا لتوزيع المياه، بحسب مصادر طبية في مستشفى العودة.
كما استُشهد ثلاثة من عائلة الدحدوح جنوبي مدينة غزة بعد استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال، وتم لاحقًا انتشال جثامينهم من موقع القصف.
على صعيد الوضع الإنساني، حذر مدير بلدية دير البلح، طارق شاهين، من انهيار وشيك للخدمات الأساسية في القطاع بسبب نفاد الوقود، مما أدى إلى توقف آبار المياه، وتعطّل جمع النفايات، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وهو ما يهدد بكارثة صحية وبيئية.
بدوره، أكد مدير المستشفيات الميدانية الدكتور مروان الهمص أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيودًا مشددة على إدخال الوقود والمستلزمات الطبية، مشيرًا إلى أن الوضع الصحي في شمال القطاع "كارثي"، وسط انعدام شبه تام للخدمات الطبية ونقص حاد في حليب الأطفال.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال اعتقلت 360 من أفراد الطواقم الطبية منذ بداية العدوان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واصفة ذلك بـ"الاستهداف المنهجي للقطاع الصحي الفلسطيني". ودعت الوزارة الجهات الدولية المختصة إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات والمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين.
وتواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات تفجير وهدم واسعة في الأحياء الشرقية لمدينة غزة، لاسيما في حيي الزيتون والشجاعية، إلى جانب استهداف الطوابق العلوية من برج الشواء وحصري وسط المدينة بقصف مدفعي، دون تسجيل إصابات.
وأسفر العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن استشهاد وإصابة أكثر من 196 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، واستمرار أزمة المجاعة التي تسببت بوفاة عشرات الأطفال، وسط دعم أمريكي وصمت دولي مطبق.
