غزة: بين الحصار وارتفاع الأسعار..650 ألف طفل مهددون بالموت جوعًا

تاريخ النشر: 20 يوليو 2025 - 09:46 GMT
_

أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة وفاة الطفل الفلسطيني يحيى النجار، البالغ من العمر 3 أشهر، نتيجة سوء التغذية الحاد، في ظل استمرار سياسة التجويع التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط دعم أميركي وصمت دولي.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن تقارير ميدانية تؤكد معاناة أطفال وبالغين من الجوع الحاد داخل المستشفيات، في حين دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل، محذّرة من خطر الموت جوعًا الذي يهدد أكثر من مليوني شخص، بينهم مليون طفل. وأفادت الوكالة بأن لديها مخزونًا غذائيًا يكفي سكان القطاع لمدة ثلاثة أشهر، لكنها غير قادرة على إدخاله بسبب القيود الإسرائيلية المستمرة.

وأكدت تقارير إعلامية، من بينها تقرير معلوماتي لقناة الجزيرة، أن المعايير الأممية اللازمة لإعلان المجاعة متوفرة في غزة منذ مدة، وأبرزها وصول نسبة السكان الذين يعانون من الجوع الشديد إلى 20% على الأقل، وتسجيل معدلات هزال حاد تتجاوز 30% لدى الأطفال.

ويشير المركز الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن نحو 650 ألف طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية، إضافة إلى 60 ألف امرأة حامل تواجه خطراً صحياً حقيقياً بسبب نقص الغذاء والرعاية. كما أوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن 112 طفلًا في غزة يُنقلون يوميًا إلى المستشفيات للعلاج من سوء التغذية، في حين توفي ما لا يقل عن 620 شخصًا نتيجة الجوع، 70 منهم خلال الأسابيع الأخيرة.

ووفق مصادر فلسطينية، قتلت قوات الاحتلال أكثر من 900 مدني فلسطيني خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، التي تُدار من قبل ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، بالتعاون مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وتواجه منطقة المواصي جنوبي قطاع غزة، التي تُعد من أكثر المناطق اكتظاظًا بالنازحين، أزمة غذائية حادة بعد مرور أكثر من 100 يوم على منع إدخال الطعام إليها. وتسببت الحرب والحصار في ارتفاع كبير لأسعار المواد الغذائية، إذ تجاوز سعر كيلو الدقيق 50 دولارًا، وبلغ سعر غرام السكر دولارًا واحدًا. أما الخضروات، فتبدأ أسعارها من دولارين للحبة الواحدة، وهو ما يجعل حصول أسرة نازحة على وجبة يومية يتطلب قرابة 150 دولارًا.

ويُضطر السكان لقطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام في ظروف بالغة القسوة للوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، دون ضمان الحصول على أي طعام، بل وقد يُستهدفون بالرصاص من قبل قوات الاحتلال. وفي وقت سابق اليوم، أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 116 فلسطينيًا برصاص جيش الاحتلال، من بينهم 38 من طالبي المساعدات.

من جانبه، قال مدير مجمع الشفاء الطبي، محمد أبو سلمية، إن شخصين استشهدا خلال الـ24 ساعة الماضية بسبب سوء التغذية، مؤكداً أن المجاعة وصلت إلى مراحل متقدمة جداً تشمل جميع الفئات. كما أشار المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، خليل الدقران، إلى أن المستشفى لم يعد يوفر حتى وجبة واحدة للمرضى أو الكوادر الطبية، مشيراً إلى تزايد حالات الهزال الحاد يوماً بعد يوم.