تماشياً مع توجهات الحكومة نحو نشر السعادة في مختلف المجالات والأماكن، ومن منطلق أن الغذاء يؤثر بشكل كبير في أداء الفرد، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بسعادته، أطلق «مركز الطارق للتأهيل والتوحد»، بالتعاون مع جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، ووزارة الاقتصاد وشرطة دبي، مبادرة «غذائي سعادتي».
المبادرة تؤكد أن الصحة هي مقياس السعادة؛ إذ تفرض علينا طبيعة الحياة العصرية المزيد من الضغوط اليومية، سواء في العمل أو المنزل، الأمر الذي يؤثر في صحتنا بوجه عام، ويصيبنا بالعديد من الأمراض، أهمها: السمنة، وضغط الدم، ومرض السكري، واضطرابات التوحد.
وللتخلص من هذه الضغوط والتحديات اليومية، وجب علينا تعزيز النظم الغذائية، التي ترتكز على تناول الأطعمة الصحية المحتوية على الفيتامينات والمعادن، التي تؤثر بدورها في تحسين الحالة المزاجية للإنسان، والتخفيف من حالات القلق والتوتر، التي تصيبه بفعل ضغوط العائلة والعمل، ولنستطيع التخلص من تلك الضغوط والتحديات اليومية، يجب أن نتبع أسلوباً جديداً في الحياة، يبدأ من داخل المنزل، ويشمل جميع جوانب حياتنا.
وجاءت مبادرة «غذائي علاجي» ضمن الدراسة العلمية «التغذية وأمراض العصر، وتأثيرها على السعادة». وتهدف المبادرة إلى الوقاية من الأمراض، وتعديل البرنامج الغذائي الصحي، وتحفيز هرمونات السعادة عن طريق الغذاء المناسب لكل شخص، وصحتي مقياس سعادتي لمجتمع خال من السمنة، والوقاية من السكري، والوقاية من أمراض القلب، وتغيير الحالة النفسية من خلال التغذية، وعمل فحوص لأبناء الموظفين، الذين يعانون اضطراب التوحد وفرط الحركة وتشتت الانتباه.
آلية عمل المبادرة، عن طريق اختيار مجموعة من الموظفين، وأخذ عينة من الدم، عن طريق جهات مرخصة، لتحليل مجموعة من الأكلات الرئيسية، مثل: «الذرة، القمح القاسي، الغلوتين، الشوفان، الأرز، الجودار، القمح، الحبوب، اللوز، الجوز البرازيلي، الكاجو، حبوب الكاكاو، الصنوبر، مزيج البقول البازلاء، العدس، الفاصولياء، حبوب الصويا، الجوز، البذور»، لحم البقر، الدجاج، الخروف، «الخنزير» مزيج أسماك المياه العذبة «السلمون، السلمون المرقط»، مزيج المحار «قريدس، جمبري، سلطعون، جراد البحر، بلح البحر»، التونة، مزيج السمك الأبيض «الحدوق، القد، بلايس»، اللحوم والأسماك، البروكلي، الملفوف، الجزر، الكرفس، الخيار، الكرات، الفلفل «الأحمر، الأخضر، الأصفر»، البطاطا، الخضراوات، التفاح، المشمش الأسود، الغريفون، مزيج البطيخ«الأصفر، الأحمر»، الزيتون، البرتقال والليمون، الفراولة، البندورة، الفواكه، البيض«الكامل»، حليب البقر، الثوم، الزنجبيل، الفطر، الشاي، الخميرة «البيرة» والخبز، متفرقات.
حيث يتم تعبئة استبيان المعلومات الصحية العامة، عن كل موظف، والموافقة المبدئية بإجراء الدراسة؛ وذلك اختياري، حسب رغبة الموظف، وبعد ذلك، يتم تفريغ البيانات بالتعاون مع جامعة الشارقة، وجامعة عجمان، وكلية لندن الدولية، وكامبردج للعلوم الصحية، ليتم اتباع حمية غذائية تضم إيقاف جميع أنواع المأكولات، التي لا يتحملها الجسم، كما هو موضح في نتيجة الفحص لمدة 21 يوماً، وفي الأخير، نقوم بملأ استبيان آخر، لمعرفة المتغيرات ومقارنتها، وعمل مقياس للسعادة، بمنظور صحي، وهذا المقياس محكم من جامعة عجمان.
وإذا تمت الموافقة على إجراء الدراسة، تستمر المتابعة لمدة سنة كاملة، وتبلغ تكلفتها 10000 درهم إماراتي، من فحص ومتابعة، لكن تقدم مجاناً ضمن الدراسة.
وتختم هذه الدراسة، بمؤتمر غذائي علاجي دولي، بتاريخ 25 مارس/ آذار المقبل، يتم خلاله إلقاء محاضرات باللغتين العربية والإنجليزية، وطرح جميع ما توصل إليه العلم، في مجال الطب الطبيعي والتغذية.
الحالة النفسية تؤثر في الصحة
يتحدث الأمين العام للمبادرة، طارق سيف، مدير عام مركز الطارق للتأهيل والتوحد عن علاقة الغذاء بالسعادة، قائلاً: «عندما يتناول الإنسان الطعام، ينشر المخ مواد كيميائية في الجسم كله، هذه المواد هي المسؤولة بشكل عام عن الشعور بالسعادة، أو الشعور بالاكتئاب، أو العصبية، إلخ، أي أن المخ يستمد هذه المواد الكيميائية، من العناصر الغذائية المختلفة التي يتناولها الإنسان، وبطبيعة الحال فإن الحالة النفسية للشخص، هي التي تؤثر في صحته.
وأوضح أن تناول أغذية غنية بالفيتامينات والمعادن، وامتصاصها، بطريقة صحيحة وكاملة، إضافة إلى أن الهضم الجيد لبعض أنواع البروتينات، تؤدي إلى إفراز هرمون السعادة، واكتمال عملية الأيض، وهي إحدى العمليات الحيوية، التي تحدث داخل جسم الإنسان، والكائنات الحية على وجه العموم، وهي المسؤولة عن إنتاج الطاقة في خلايا الجسم، عن طريق هضم المواد الغذائية،داخل الجهاز الهضمي، وتحويلها إلى أشكال الطاقة المختلفة عن طريق مرورها بسلسلة من التفاعلات الكيميائية، كما أن كل شخص منا يحتاج إلى أن يفهم طبيعة جسمه، وما المواد التي لا تنفع، أو تؤثر سلباً فيه، بطرق مختلفة. ويضيف: لذلك، نحتاج إلى خبير تغذية في حياتنا، أو امتلاك الوعي الكافي للاهتمام بأنفسنا، وتجنب الإصابة بأمراض العصر.
هند مكاوي