غالبية سكان دمشق فقراء

تاريخ النشر: 23 يونيو 2021 - 10:33 GMT
أدت الظروف المتدهورة في دمشق إلى زيادة اعتماد السكان بشكل حاد على مساعدات الآخرين
أدت الظروف المتدهورة في دمشق إلى زيادة اعتماد السكان بشكل حاد على مساعدات الآخرين

رصد مركز "السياسات وبحوث العمليات" (OPC)، في دراسة الأنشطة الاقتصادية الرئيسية في العاصمة السورية في ثلاثة أقسام: العمل والاستهلاك والإنفاق. وشملت 600 مقابلة موزعة على ثلاثة مناطق سكنية وهي نهر عيشة (فقير)، الزاهرة (متوسطة الدخل)، وركن الدين (مرتفعة الدخل).

وقد شهد اقتصاد العاصمة السورية دمشق خلال السنوات العشر الماضية تغيرات هيكلية نتيجة ظروف الحرب والإجراءات الأمنية والعسكرية القسرية التي فرضت على مختلف أنحاء البلاد، كما فاقمت بعض المتغيرات منذ أواخر عام 2019، الوضع الاقتصادي سوءا وأبرزها تفشي فيروس كورونا، تسارع العقوبات الغربية، والأزمة المالية في لبنان.

Damascus Women in Male Occupations... Coast Crowded With Widows | Asharq  AL-awsat

القسم الأول: التوظيف

أظهرت البيانات أن متوسط ​​أسبوع العمل بدوام كامل في دمشق كان 52.5 ساعة، وهو أعلى من المعدل العام في المنطقة وأعلى من المعدل المسموح به بموجب قانون العمل السوري. عام 2004، كان متوسط ​​ساعات العمل بدوام كامل لسكان المدن السورية 46.2 ساعة في الأسبوع.

ويعمل 41.1 في المائة من المستجيبين 41-60 ساعة في الأسبوع، بينما 24.4 في المائة قالوا إنهم يعملون أكثر من 60 ساعة في الأسبوع. في المقابل، أشارت الأرقام إلى أن عائلات 53٪ من مجموع المستجيبين تعيش تحت خط الفقر.

يذكر أن بيانات الدراسة تظهر بأن 10.4% من الرجال يمارسون أكثر من عمل في وقت واحد.

القسم الثاني: الدخل

أدت الظروف المتدهورة في دمشق إلى زيادة اعتماد السكان بشكل حاد على مساعدات الآخرين. وقال ربع العينة إن التحويلات من الأصدقاء والأقارب في الخارج مصدر رئيسي للدخل.

وفي هذه الدراسة ، قال 70.7 في المائة من المستجيبين إن أسرهم تعتمد على مصدرين أو ثلاثة مصادر رئيسية للدخل، بينما قال 19.2 في المائة إن أسرهم تعتمد على مصدر دخل واحد فقط.

كانت نسبة المستجيبين الذين ذكروا أن رواتبهم هي أحد المصادر الرئيسية لدخل الأسرة 64 في المائة (وهو ما يتوافق مع النسبة المئوية للتوظيف العام). وأفاد 25.8 في المائة منهم بأن الحوالات المالية من الأصدقاء والأقارب في الخارج هي مصدر رئيسي للدخل. 

وبلغت نسبة المستجيبين الذين أفادوا بأن المساعدات العينية والنقدية التي تقدمها المنظمات الإغاثية مصدر دخل رئيسي 41.8 في المائة.Syria regime dismantles checkpoints in Damascus | MEO

القسم الثالث: الاستهلاك

في فبراير 2021، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن 12.4 مليون شخص في سوريا التي مزقتها الحرب يكافحون للعثور على ما يكفي من الغذاء، وهي زيادة كبيرة وصفها البيان بأنها "مقلقة".

من خلال تحليل العلاقة بين الإنفاق الشهري والتغير في استهلاك البيض توصلت الدراسة إلى أن ذوي الدخل المنخفض هم الأكثر تأثرا. وانخفض استهلاك البيض عام 2020 إلى أقل من نصف ما كان عليه عام 2018 من بين أقل المنفقين.

بالنسبة لاستهلاك اللحوم الحمراء، لاحظت الدراسة أن الفئات الأعلى إنفاقا انخفض استهلاكها لعام 2020 إلى أقل من نصف ما كان عليه عام 2018. 

 

Syria's 'era of women': War leaves streets empty of men | Middle East Eye

الديزل مادة وقود رئيسية في حياة السوريين

وفي سياق متصل، يعتبر الديزل وقود التدفئة المنزلي الرئيسي في سوريا، و10 في المائة فقط من المشاركين في الدراسة توقعوا تأمين أكثر من نصف احتياجاتهم من الديزل لفصل الشتاء 2020-2021، بينما قال 35 في المائة إنهم يستطيعون تأمين ربع احتياجاتهم أو أقل، و29.5 ٪  أكدوا أنهم غير قادرين على تلبية أي من احتياجاتهم من الديزل خلال موسم الشتاء القادم.

هذا ويمر الاقتصاد السوري حاليا في أسوأ مراحله منذ عام 2011، فقد هبطت الليرة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار الأميركي في السوق السوداء، ما أدى إلى انخفاض قيمة الرواتب وارتفاع تكلفة الواردات.

وزادت أسعار المواد الغذائية أكثر من الضعف في العام الماضي، فيما حذر برنامج الغذاء العالمي أن 60 في المئة من السوريين، أو 12.4 مليون شخص، معرضون لخطر الجوع، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق منذ بداية الأزمة في البلاد.

يكرس معظم السوريين الآن أيامهم لإيجاد الوقود للطهي وتدفئة منازلهم، والوقوف في طوابير طويلة للحصول على الخبز.

أما انقطاع التيار الكهربائي مستمر، حيث تحصل بعض المناطق على بضع ساعات فقط من الكهرباء في اليوم، وهو ما يكفي بالكاد للناس لشحن هواتفهم.