غارات متواصلة واستدعاء الاحتياط وهولاند يبحث مع نتنياهو وقف القتال وملك السعودية لتحكيم العقل

تاريخ النشر: 16 نوفمبر 2012 - 07:43 GMT
والد الطفلة التي ذهبت ضحية القصف الاسرائيلي على الزيتون بغزة،حنين طافش، 10 اشهر، يقبل جبينها قبل ان توارى في الثرى/أ.ف.ب
والد الطفلة التي ذهبت ضحية القصف الاسرائيلي على الزيتون بغزة،حنين طافش، 10 اشهر، يقبل جبينها قبل ان توارى في الثرى/أ.ف.ب

اعلن الجيش الاسرائيلي انه بدأ استدعاء 16 الفا من قوات الاحتلال، فيما اتصل الرئيس الفرنسي برئيس الوزراء الاسرائيلي لبحث وقف القتال دعا العاهل السعودي الى تحكيم العقل واعتبرت انقرة الهجوم الاسرائيلي فاجعة اخلاقية.

استدعاء الاحتياط

أعلن الجيش الاسرائيلي يوم الجمعة انه بدأ استدعاء 16 ألفا من قوات الاحتياط.

وتعتبر هذه الخطوة مؤشرا على ان العنف قد يتصاعد أكثر مع النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة.

الطيران الاسرائيلي يشن عشرات الغارات الجديدة

وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية عشرات الغارات الجوية على قطاع غزة صباح الجمعة ما أسفر عن وقوع 40 جريحا فلسطينيا على الاقل، وفقا لمراسلي وكالة فرانس برس ووزارة الداخلية في حكومة حماس.

وقال اسلام شهوان المتحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس إن "طائرات الاحتلال شنت اكثر من 130 غارة" ليل الخميس الجمعة، موضحا أن "عشرات الغارات شنت فجر الجمعة".

واكد مراسلو وكالة فرانس برس تعرض مناطق مختلفة من قطاع غزة ولا سيما مدينة غزة لغارات كثيفة ومتزامنة.

واعلن ادهم ابو سلمية المتحدث باسم لجنة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس "اصابة اربعين مواطنا بجروح في الغارات الاسرائيليلة ليل الجمعة".

واستهدفت احدى هذه الغارات الجمعة مبنى الشق المدني لوزارة الداخلية المقالة التابعة لحكومة حماس غرب مدينة غزة ما أدى لتدميره، بحسب شهوان.

واعتبرت وزارة الداخلية في بيان أن "استهداف مقراتها لن يثنيها عن أداء واجبها تجاه شعبها وحماية الجبهة الداخلية"، معتبرة ان "استهداف مقرات الداخلية دليل على تخبط الاحتلال وغيظه من تأمين وحماية وزارة الداخلية للجبهة الداخلية".

وقال أحد شهود العيان لفرانس برس ان الغارات استهدفت ايضا "العديد من مواقع التدريب التابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية خصوصا مواقع كتائب القسام اضافة الى اراض فارغة وعدد من المنازل".

وفي خانيونس قال أحد شهود العيان إن الطيران الحربي الاسرائيلي شن غارة على منزل يحيى السنوار القيادي في حماس والذي افرج عنه في اطار صفقة التبادل مع الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط، مؤكدا أن الغارة لم تسفر عن اصابات.

وقالت لجنة الاسعاف والطواري في وزارة الصحة المقالة ان "حصيلة الشهداء بلغت 18 شهيدا بينهم خمسة اطفال وسيدة، اضافة الى 235 جريحا جميعهم من المدنيين" منذ بداية التصعيد الاسرائيلي على قطاع غزة الاربعاء.

بدوره أكد جيش الاحتلال الاسرائيلي انه نفذ 466 غارة على القطاع منذ بدء عمليته ضد قطاع غزة الاربعاء والتي كانت باكورتها اغتيال احمد الجعبري قائد العمليات العسكرية في كتائب القسام.

وشدد الجيش على أن "الضربات مستمرة"، مشيرا إلى أن الفصائل الفلسطينية اطلقت 11 صاروخا على إسرائيل ليل الجمعة. كما اشار إلى أن المجموعات الفلسطينية المسلحة اطلقت 280 صاروخا على إسرائيل منذ الاربعاء.

وأوضح متحدث باسم الجيش ان نظام القبة الحديدية للدفاع المضاد للصواريخ اعترض 131 من هذه الصواريخ.

وتركز الهجوم الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ يومين على ضربات جوية لكن مسؤولين قالوا ان التوغل البري قد يكون ضروريا لوقف هجمات الصواريخ التي يشنها نشطاء فلسطينيون في غزة على اسرائيل.

الرئيس الفرنسي يجري محادثات مع نتنياهو لوقف القتال

وسياسيا، قال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرو يوم الخميس إن الرئيس فرانسوا اولوند أجرى محادثات مع زعماء إسرائيل ومصر في محاولة لمنع تصاعد العنف في قطاع غزة.

وأضاف قوله للصحفيين خلال زيارة لبرلين "حان وقت وقف هذا التصعيد الذي يشكل خطرا على أمن إسرائيل وشعبها وعلى أمن الشعب الفلسطيني."

وقال إن فرنسا أجرت "اتصالا مباشرا" مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري محمد مرسي. واضاف ان "فرنسا ستفعل ما في وسعها لتفادي تصاعد العنف."

وندد الرئيس المصري محمد مرسي بالغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفها بأنها "عدوان غير مقبول" في أقوى انتقاد علني لإسرائيل منذ توليه السلطة في حزيران/ يونيو. وأمر مرسي رئيس الوزراء هشام قنديل بزيارة القطاع المحاصر تعبيرا عن الدعم للفلسطينيين.

ويوم الخميس استهدف صاروخان أطلقا من قطاع غزة تل ابيب في أول هجوم على العاصمة التجارية لإسرائيل في 20 عاما الأمر الذي زاد المخاطر في مواجهة عسكرية بين اسرائيل والفلسطينيين تقترب من شفا حرب شاملة.

العاهل السعودي يدعو إلى تحكيم العقل في أحداث غزة

ودعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز خلال اتصال هاتفي مع الرئيس المصري محمد مرسي إلى ضرورة "تحكيم العقل" في الأحداث التي تدور في غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) الخميس أن الملك عبد الله تلقى اتصالا هاتفيا الليلة من الرئيس مرسي تطرق الحديث خلاله إلى العلاقات بين البلدين الشقيقين والأوضاع في المنطقة وتطور الأحداث في الأراضي الفلسطينية.

وأضافت (واس) أن العاهل السعودي أجاب على الرئيس المصري محمد مرسي "بأنه لا بد من تهدئة الأمور وإحكام العقل وألا يغلب الانفعال على الحكمة والتدبر".

وأدان الرئيس مرسي الذي تعهد مرارا باحترام اتفاقية السلام التي أبرمت عام 1979 مع إسرائيل الغارات ووصفها بأنها تهديد للأمن الإقليمي وسحب السفير المصري من إسرائيل.

واستدعى أيضا السفير الإسرائيلي بالقاهرة لتسليمه مذكرة احتجاج ودعا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن.

واستشهد 16 فلسطينيا بينهم أحمد الجعبري قائد العمليات العسكرية في كتائب عز الدين القسام كما أصيب ما لا يقل عن 150 أخرين بجروح منذ بداية العدوان العسكري الإسرائيلي الجديد على غزة مساء الأربعاء.

تركيا تعتبر الهجوم على غزة فاجعة

قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرنج ان الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة يعتبر فاجعة، مشيراً إلى ان على بلاده أن تبحث مع إسرائيل مسألة وقف الهجمات بأسرع وقت رغم الخلافات التي تعترض العلاقات بين الدولتين.

ونقلت وكالة انباء الأتاضول عن أرنج قوله رداً على أسئلة الصحافيين، خلال حفل استقبال أقيم بمناسبة الذكرى 39 لتأسيس جمهورية شمال قبرص التركية في العاصمة أنقرة، ان اغتيال قائد كتائب عز الدين القسام أحمد الجعبري وقصف مواقع في القطاع، هو تصرف خارج عن الإنسانية.

وأكد أرنج ان الحكومة التركية تطالب بوقف الهجمات في أسرع وقت ممكن، مستنكراً تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستمرار الهجمات، ومتمنياً ألا تتكرر الأحداث الأليمة التي عانى منها القطاع من قبل.

وأمل أرنج ألا تأتي أخبار عن سقوط أبرياء جراء الهجمات، مشدداً على أن هذه الهجمات لا تستند على أي حقوق أو أخلاقيات تسوغها.

وأعرب عن عزم الحكومة التركية بذل كافة المحاولات من أجل وقف الهجمات، مذكراً بأن العلاقات بين البلدين مجمدة في الوقت الحالي.

وأوضح أرنج ان تصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عقب اجتماع وزراء مجلس التعاون الإسلامي، التاسع والثلاثين، المنعقد في جيبوتي، عكست رأي الحكومة التركية فيما يخص موضوع الهجمات، مشيراً إلى أن إسرائيل تقوم بعمل خاطئ، وما يحصل في غزة "فاجعة".

وكان داود أوغلو قد وصف الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، بأنها جريمة إنسانية جديدة، مشيراً إلى ان إسرائيل حولت القطاع إلى سجن مكشوف، مرتكبة جرائمة إنسانية ضد أهالي القطاع.

ورأى انه في ظل المجازر والاغتيالات، لا يمكن لأحد أن يتصور وجود مستقبل للسلام في الشرق الأوسط.