أعرب مجلس الأمن الدولي عن "قلقه العميق" حيال الاشتباكات التي اندلعت في المنطقة الحدودية ما بين السودان وجنوب السودان، محذراً من أن المعارك التي اندلعت تهدد بـ"إعادة إشعال الحرب" بين الجانبين، وتضر بالوضع الإنساني للسكان، ما قد يسبب المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين.
ودعا أعضاء مجلس الأمن الخرطوم وجوبا لإظهار "ضبط النفس بأقصى درجاته" والمحافظة على العملية السلمية والمفاوضات بينهما لحل القضايا الخلافية، بما في ذلك النفط والصراع على الحدود والجنسية ومنطقة أبيي الغنية بالنفط.
كما شدد الأعضاء على وجوب أن يحترم السودان وجنوب السودان "روح اتفاقية التفاهم" التي عقدت بينهما في العاشر من فبراير/شباط الماضي، والتي تنص على التعاون ومنع الأعمال العدائية، كما طالبهما بوقف العمليات العسكرية وإنهاء الخطوات الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار أي طرف، بما في ذلك دعم كل جانب لمجموعات مسلحة معادية للجانب الآخر وتخطط للإطاحة بنظامه.
وشن الطيران السوداني الثلاثاء غارات جوية جديدة على جنوب السودان بحسب مسؤولين في الجنوب، ما يهدد تقاربا حديثا بين البلدين ويثير قلقا كبيرا لدى فرنسا والولايات المتحدة.
وقد تواصلت المواجهات بين الخرطوم وجوبا الثلاثاء وارجا الرئيس السوداني عمر البشير زيارة كان سيقوم بها الى جنوب السودان الاسبوع المقبل بهدف تهدئة التوتر.
وواصل الطيران الحربي التابع للخرطوم لليوم الثاني على التوالي غاراته على مناطق نفطية حدودية بين الدولتين تشكل موضع نزاع بينهما، بحسب مسؤول من جنوب السودان.
والثلاثاء حملت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخرطوم "المسؤولية الكبرى" عن هذه المعارك مع جنوب السودان. واعتبرت كلينتون ان القصف الجوي الذي تشنه طائرات الخرطوم يدل على "عدم تناسب القوة" مع الجنوب.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند اعلنت للصحافيين في وقت سابق ان الولايات المتحدة ترى ان استمرار المواجهات بين الخرطوم وجوبا "مثيرة للقلق الشديد"، في حين شن الطيران السوداني لليوم الثاني على التوالي غارات جوية على جنوب السودان بحسب مصادر في هذا البلد.
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "قلقه البالغ" إزاء الاشتباكات العسكرية على الحدود بين السودان وجنوب السودان، ودعا الحكومتين إلى احترام وتطبيق الاتفاقات الموقعة بشأن الأمن ومراقبة الحدود ومنطقة أبيي.
وفي الأثناء، نفت الحكومة السودانية ما وصفته بدعاوي رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، باحتلال "هجليج."
وإلى ذلك، أصدر الرئيس السوداني قرارا جمهوريا بتكوين اللجنة العليا لتعبئة والاستنفار حيث حدد القرار اختصاصات اللجنة "المتمثلة في وضع الترتيبات اللازمة لنفره الردع الكبرى وتهيئة المعسكرات لإعداد المجاهدين بجانب أي مهام أخرى لازمة لتحقيق أغراضها"، طبقاً للمصدر.