لم يكد ينهي الرئيس اللبناني، ميشال عون، مقابلته مساء الثلاثاء، والتي حملت مواقف تستهترء بالانتفاضة بما في ذلك دعوة من لم يعجبه الحال إلى الهجرة من البلد “إذا ما عاجبهم ولا حدا آدمي بالسلطة يروحوا يهاجروا”، حتى خرج المحتجون إلى الشوارع منددين بما تضمنته المقابلة مما سمّوه “استفزازات”، كما تم قطع العديد من الطرقات الرئيسية في مناطق عدة، وسط هتافات منددة به ومطالبة برحليه.
ودعا عون في ثالث ظهور إعلامي له منذ بدء الانتفاضة الشعبية في لبنان، المتظاهرين للعودة إلى منازلهم، وحاول إيصال رسائل طمأنة للمتظاهرين بأن “مطالبهم قد سمعت”، محذّرًا في الوقت نفسه من “نكبة” قد تصيب البلاد في حال واصلوا مسارهم الاحتجاجي.
وخاطب عون، في مقابلة تلفزيونية، المتظاهرين بالقول: “إذا كنتم ستكملون هكذا سوف تضربون لبنان وتضربون مصالحكم. مصالحكم ستضيع ونضيع معها، وأنا أضعكم أمام هذا الخيار. نحن نعمل ليلاً نهاراً لنرتب الوضع”.
تاريخك ما بشرّف
— Mohamad Hachem Hajj (@Mohmed_hajj) November 12, 2019
أنت يلي بتهاجر#ميشال_عون pic.twitter.com/XlaPUj2uuI
وحذّر الرئيس اللبناني من أن المتظاهرين “إذا استمروا ستحدث نكبة”، مستدركًا بالقول إنهم “إن توقفوا فلا يزال هناك مجال للإصلاح”.
فتشنا بتاريخك و هذا ما وجدناه...
— joujou shayah (@joujouty123) November 13, 2019
ما عجبنا روح إنت فلّ....#إرحل_ميشال_عون #لبنان_يتنفض pic.twitter.com/fVwqNSPdsT
القبض على مطلق النار
وأعلن الجيش اللبناني الأربعاء، أنه أوقف العسكري الذي أطلق النار في منطقة خلدة مساء الثلاثاء، فيما دعا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى التهدئة.
وأصدرت قيادة الجيش بيانا قالت فيه إنه "أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين، ما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم، ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص. قيادة الجيش باشرت التحقيق بعد توقيف العسكري مطلق النار بإشارة القضاء المختص".
"انا ابني شهيد #لبنان وشهيد #الثورة... انا قلتلن يا ماما لبسوا وروحوا..." #علاء_فخر_الثورة #علاء_ابو_فخر #لبنان__ينتفض pic.twitter.com/jcnCaPwdsG
— alia awada (@AlyaAwada) November 13, 2019
وكانت "الوكالة الوطنية للإعلام" أفادت بعد منتصف ليل الثلاثاء، بوفاة علاء أبو فخر متأثرا بجروحه، إثر إصابته بإطلاق نار في خلدة.
جنبلاط يدعو للتدئة
من جهة أخرى، دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تعليقا على حادث إطلاق النار في خلدة إلى تحكيم العقل، مؤكدا أن لا ملجأ سوى الدولة.
وقال جنبلاط، من مستشفى كمال جنبلاط حيث نقل الضحية، إن "الملجأ الوحيد هو الدولة رغم خسارتنا الكبيرة باستشهاد علاء أبو فخر. اتصلت بقائد الجيش ورئيس الأركان وسيتم التحقيق في الحادث".
رددها الشهيد ابو فخر: جايي غيّر أحوالي...
— Sari Rasheed (@sarirasheed) November 12, 2019
الأكيد انو استشهادك رح يغير أحوالنا لنبني وطن و نخلص من هالمزرعة!!
الله يرحمك #لبنان_ينتفض pic.twitter.com/xtlYpGrAVm
وأضاف: "يجب تحكيم العقل في هذا الوقت. لا ملجأ لنا على رغم ما جرى هذه الليلة إلا الدولة".
وتوجه إلى الأهالي الذين تجمعوا في المستشفى قائلا: إن "كثرا منكم عارضوا قراري بأن لا أنضم إلى الحراك الشعبي رسميا، لكني أعلم أن عواطفكم مع هذا الحراك. في الوقت نفسه ونتيجة خبرة طويلة ليس لدينا مرجع سوى الدولة، لأننا إذا فقدنا الأمل بها ندخل بالفوضى. ضعوا الحادثة عندي، وأرجوكم أن تدركوا هذا الكلام".
— ROLA ALKHATIB رولا الخطيب (@RALOUL82) November 13, 2019
ويشهد لبنان احتجاجات شعبية متواصلة منذ 17 أكتوبر الماضي، اعتراضا على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد.