ينتظر العالم بشكل عام والولايات المتحدة خاصة، البدء في فصل جديد مع الرئيس الديمقراطي جو بايدن حيث يغادر الملياردير الجهوري دونالد ترامب بعد سنوات من الحكم، أثار فيها الكثير من الجدل وتجاوز القوانين الدولية
ويقدم بايدن نفسه اليوم كجامع لبلاد مقسومة وقلقة لاسيما في ظل أزمة فيروس كورونا ساعيا لأن يطبع ببصمته الفارق الكبير - في الجوهر كما في الشكل- مع رجل الأعمال النيويوركي السباق وفق تقرير لوكالة الانباء الفرنسية
في المقابل، سيكون باراك أوباما وجورج بوش وبيل كلينتون في الصفوف الأمامية خلال حفل تنصيب الرئيس الديمقراطي المرتقب عند الساعة 12,00 بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ) وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية في العاصمة الفدرالية.
هذا اليوم المرتقب سيدخل كتب التاريخ في الولايات المتحدة لاسيما بسبب وصول امرأة إلى منصب نائب الرئيس للمرة الأولى في تاريخ أكبر قوة في العالم. وستصبح كامالا هاريس (56 عاما) أول امرأة سوداء من أصول هندية تتولى هذا المنصب.
ويأتي ذلك في ختام ولاية شهدت سيلا من الفضائح ومرتين إجراء "عزل"، يغادر دونالد ترامب السلطة ومستويات التأييد الشعبي له في أدنى مستوياتها ومقطوعا عن قسم من معسكره الذي روعه مشهد اقتحام الكونغرس من قبل أنصار الرئيس المنتهية ولايته.
رئيس جامع
ويقدم جو بايدن نفسه كجامع لبلاد مقسومة وقلقة لاسيما في ظل أزمة فيروس كورونا ويعتزم الرجل الذي يتولى الرئاسة بعد نصف قرن من الحياة السياسية، أن يطبع اعتبارا من اليوم الأول ببصمته الفارق الكبير - في الجوهر كما في الشكل- مع رجل الأعمال النيويوركي السباق.
وفي لحظة وحدة ترتدي طابعا رمزيا كبيرا، سيكون ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ إلى جانبه، وبدعوة منه، خلال قداس في كاتدرائية القديس متى صباحا.
وتابع "لهذا السبب نحن هنا اليوم"، في حين أضيئت خلفه حول بركة الماء الضخمة الواقعة أسفل النصب في ساحة "ناشونال مول" 400 شمعة إحياءً لذكرى الأمريكيين الـ400 ألف الذين راحوا ضحايا الفيروس الفتّاك.
وهذه هي المرة الأولى التي يضيء فيها الأمريكيون بهذه الطريقة هذه البركة الشهيرة التي تجمّع حولها في العام 1963 آلاف الأشخاص للاستماع إلى مارتن لوثر كينغ وهو يلقي، من على درجات نُصب أبراهام لنكولن التذكاري، خطابه التاريخي "لديّ حلم".
وسيكون بايدن البالغ 78 عاما والفخور بأصوله الإيرلندية أكبر الرؤساء الأمريكيين سنا عند تولّي المنصب.
سياسة خارجية مختلفة
يجري حفل تنصيب بايدن في أجواء خاصة تحت تأثير انتشار فيروس كورونا والصدمة التي خلفها اقتحام الكونغرس الذي أسفر عن خمسة قتلى، فإجراءات الأمن المحيطة ستكون استثنائية. وسيتم نش حوالي 25 ألف عنصر من الحرس الوطني وآلاف الشرطيين من كل أنحاء البلاد.
وبسبب عدم حضور الحشود التي تتدفق عادة في مثل هذا اليوم إلى جادة "ناشونال مول" في واشنطن لرؤية الرئيس الجديد، فإن بايدن سيقف أمام أكثر من 190 ألف علم أمريكي نصبت لتمثيل المواطنين الغائبين. فيما نصبت حواجز وأسلاك شائكة لحماية "المنطقة الحمراء" الواقعة بين تلة الكابيتول والبيت الابيض.
في الانتظار، بدأت عملية تثبيت الوزراء الذين اختارهم الرئيس المنتخب الثلاثاء في مجلس الشيوخ لكي تبدأ الحكومة عملها في أسرع ما يمكن في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها الولايات المتحدة.
على الصعيد الدبلوماسي، وعد أنتوني بلينكن الذي اختاره بايدن لتولي منصب وزير الخارجية بإعادة إحياء تحالفات الولايات المتحدة والعودة إلى العمل المتعدد الأطراف. لكن بلينكن اعتبر أن دونالد ترامب "كان محقا" في اتخاذ "موقف أكثر حزماً تجاه الصين" لكنه أكد أنه "يخالفه" بشأن استراتيجيته "حول عدد من النقاط".
ومن بين هذه النقاط شدد على العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران و"إعادة النظر فورا" في تصنيف الحوثيين في اليمن "منظمة إرهابية" بسبب المخاوف من أن يفاقم ذلك الأزمة الإنسانية. إلى ذلك، صعد بلينكن لجهته ضد تركيا واصفا إياها بأنها "شريك استراتيجي مزعوم" مشيرا إلى إمكانية فرض مزيد من العقوبات عليها.
ولم تتأخر ردود الفعل الدولية على انتهاء ولاية ترامب، حيث أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء بنهاية عهد "طاغية"، في إشارة إلى اليوم الأخير من ولاية الرئيس الأمريكي الذي اعتمد سياسة "ضغوط قصوى" حيال الجمهورية الإسلامية.
اقرأ ايضا:
ترامب يفكر في تأسيس حزب جديد
روحاني يشيد برحيل "طاغية" مع نهاية ولاية ترامب
تابع صفحتنا على الفيس بوك
المزيد من الاخبار على البوابة