أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات السورية تنفذ منذ منتصف ليل الأحد إلى الإثنين عمليات أمنية واسعة النطاق في مدينتي دوما بريف دمشق ودير الزور تتخللها مداهمات وإطلاق نار كثيف، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى. وقال المرصد في بيان إن الأجهزة الأمنية تنفذ حملة اعتقالات واسعة في شارع ابراهيم بمدينة دوما تترافق مع تعذيب في الطرق العامة وإطلاق رصاص كثيف. وأضاف المرصد أن قوات الأمن تنفذ حملة مداهمات في شارع التكايا وشارع النهرين في مدينة دير الزور بحثا عن مطلوبين للأجهزة الأمنية، وترافقت الحملة مع إطلاق رصاص كثيف أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. من جانبها أعلنت لجان التنسيق المحلية أن دبابات الجيش السوري اقتحمت مدينة سراقب في محافظة أدلب وسط إطلاق نار كثيف، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وكان الجيش السوري سيطر الاحد على مدينة الرستن التي تبعد 160 كيلومترا شمال دمشق والواقعة في محافظة حمص، بعد مواجهات عنيفة بينه وبين عسكريين انشقوا عنه، بحسب المرصد السوري. اتخذت جماعات المعارضة الرئيسية في سوريا يوم الاحد موقفا موحدا وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ اجراء لحماية الشعب السوري في مواجهة حملة عنيفة لقمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. ورفض بيان صدر في اسطنبول عن المجلس الوطني السوري المشكل حديثا أي تدخل خارجي "يمس السيادة الوطنية" لسوريا لكنه قال ان المجتمع الدولي عليه التزام انساني بحماية الشعب السوري.
وقال البيان "يطالب المجلس الوطني المنظمات والهيئات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب السوري والعمل على حمايته من الحرب المعلنة عليه ووقف الجرائم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان التي يرتكبها النظام اللاشرعي القائم." ويمثل الاعلان والتأييد للمجلس الوطني اظهارا ملموسا للوحدة من جانب المعارضة السورية بعد ان بدأت مقاومة اكثر عنفا تسيطر على الاحتجاجات غير العنيفة في معظمها والتي بدأت قبل ستة اشهر ضد الرئيس بشار الاسد. وقد تم حتى الان التغلب على منشقين مسلحين معظمهم في منطقة حمص الواقعة بوسط سوريا وفي محافظة ادلب الواقعة شمال غرب سوريا قرب تركيا. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء يوم السبت ان القوات السورية استعادت السيطرة على بلدة الرستن الواقعة بوسط سوريا بعد اطول اشتباكات بين الجيش ومتمردين يقودهم منشقون عن الجيش وذلك حسب ما ذكر سكان. ولكن في تأكيد للتحول الاكثر عنفا اعلنت السلطات السورية ان نجل مفتي سوريا الذي يعينه الاسد قتل يوم الاحد. وكان هذا اول هجوم ضد رجل الدين السني الذي تدعمه الدولة وكان يمثل احدى قواعد الدعم للنخبة العلوية الحاكمة التي ينتمي اليها الاسد منذ عشرات السنين. وفي اسطنبول قال المجلس الوطني ان الانتفاضة لابد وان تبقى سلمية ولكن الهجمات العسكرية ضد العديد من البلدات والقرى والتعذيب والاعتقالات الجماعية تدفع سوريا الى "حافة حرب اهلية وتدعو الى التدخل الخارجي." وقال ايضا ان جماعة الاخوان المسلمين ومجموعة اعلان دمشق -التجمع الرئيسي لشخصيات المعارضة- ونشطاء المجلس الاعلى للثورة انضموا الى المجلس الوطني.
وفي حين لا يتوقع كثيرون تدخلا عسكريا في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا الا ان الاعلان يعد مع ذلك استعراضا مهما لوحدة المعارضة التي أضعفتها الخلافات فيما بينها. وقال دبلوماسي في دمشق "حقيقة ان الاسلاميين وشخصيات علمانية ونشطاء على الارض اصبحوا الان مجلسا واحدا فهو امر مهم." وأضاف "ولكن ما زال يتعين عليهم ان يثبتوا براعتهم السياسية ويتمكنوا من شغل اي فراغ سياسي. يحتاجون الى خطة عمل مفصلة تتجاوز المباديء العامة المطالبة بتحقيق الديمقراطية في سوريا."