قال اللواء اسماعيل عتمان عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية يوم الثلاثاء انه يتوقع أن تتجاوز نسبة الاقبال على المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية 70 بالمئة.
وتابع لقناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية "ليس هناك تقدير حقيقي أو ثابت استطيع أن أجزم به ولكن... هتطلع (النسبة) فوق 70 بالمئة دلوقتي. وأعتقد وأتمنى أنها تصل الى أكثر من 80 بالمئة بنهاية اليوم."
ودخلت عمليات الاقتراع في اول انتخابات تشريعية تشهدها مصر بعد اسقاط نظام مبارك يومها الثاني في اجواء من الفرح بهذه الخطوة الاولى نحو الديموقراطية بعد الاقبال الكبير والهدوء اللذين خيما على يومها الاول.
وعنونت صحيفة الاخبار الحكومية "ميلاد مصر الجديدة". وقالت "اليوم الاول للانتخابات: اقبال هائل .. تصويت حر .. اجواء آمنة".
وحيت الصحف المستقلة اليوم الاول للانتخابات.
وقالت صحيفة الشروق "مصر تستعيد صوتها" و"الجماهير تقود الثورة الى البرلمان". أما التحرير فكتبت في عنوانها الرئيسي "يحيا الشعب وشكرا للشهداء" بينما عنونت المصري اليوم "الشعب ينجح في مادة الديموقراطية".
وانعكست هذه الاجواء الايجابية صباح الثلاثاء على البورصة المصرية التي ارتفع مؤشرها بنسبة تزيد عن 5% ما ادى الى تعليق التداول بها لمدة نصف ساعة تطبيقا للوائح التي تنظم عملها.
وقال عضو المجلس العسكري اللواء محمد العصار في تصريحات للصحافيين " نحن الان نقطف اولى ثمار ثورة يناير ونتمني ان نسلم المهمة والمسئولية الثقيلة علي أكمل وجه".
واضاف "يجب ان نشعر جميعا الشعب المصري والقوات المسلحة وكل الشرفاء الذين عملوا لهذا البلد أن 28 نوفمبر (تشرين الثاني) هو عيد جديد للمصريين".
واشاد المراقبون الاميركيون الموجودون في مصر لمتابعة الانتخابات باليوم الاول للاقتراع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر مساء الاثنين ان "ما رأوه حتى الان ايجابي (...) فنسبة المشاركة الكبيرة وغياب العنف يشيران الى نجاح اليوم الاول" للاقتراع.
وصباح الثلاثاء، بدأت طوابير الناخبين تتشكل مجددا امام مراكز الاقتراع منذ ان فتحت في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (6,00 تغ) غداة عمليات الاقتراع التي شهدت الاثنين "نسبة اقبال اكبر من المتوقع" بحسب رئيس اللجنة الانتخابية العليا عبد المعز ابراهيم.
وتجرى المرحلة الاولى للانتخابات التي تنتهي مساء الثلاثاء في ثلث محافظات مصر، اي تسعة من اصل سبع وعشرين، من بينها اكبر مدينتين في البلاد، القاهرة والاسكندرية.
ويفترض ان يتم انتخاب 816 عضوا (56 بنظام الدوائر الفردية و112 بنظام القوائم) خلال هذه المرحلة الاولى من اصل 498 هو اجمالي عدد النواب المنتخبين في مجلس الشعب.
ودعي الى الاقتراع خلال المرحلة الاولى للانتخابات 17,5 مليون ناخب.
وقال رفيق (30 عاما) الذي كانت ينتظر امام مكتب اقتراع في ضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة) "انني حريص على ان ادلي بصوتي لانني اشعر لاول مرة ان صوتي له قيمة".
ويشارك غالبية المصريين رفيق الشعور نفسه فهم يريدون المشاركة لاول مرة في اختيار ممثليهم في البرلمان وهي مشاركة حرموا منها على مدى عقود طويلة.
ويعتقد المحللون ان حزب "الحرية والعدالة" المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين، القوة السياسية الاكثر تنظيما في البلاد سيفوز بالنسبة الاكبر في هذه الانتخابات.
لكن النتيجة النهائية الرسمية للانتخابات لن تعلن الا منتصف كانون الثاني/يناير المقبل بعد انتهاء المرحلة الثالثة والاخيرة لانتخابات مجلس الشعب التي ستعقبها انتخابات مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان).
ويعتقد نائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان انه كما حدث في تونس والمغرب فان الاسلام السياسي سيفوز في مصر كذلك وسيرغم العالم على قبوله.
وقال لوكالة فرانس برس "حان الوقت لان تقول عواصم العالم التي ساندت مبارك انها تقبل بما ستسفر عنه الانتخابات، الان وليس بعد اعلان النتائج".
واكد حزب الحرية والعدالة في بيان ان لجان الاقتراع اغلقت ابوابها الاثنين "بعد يوم حافل وغير مسبوق في تاريخ الشعب المصري الذي يواصل كتابة تابة مستقبله وحاضره بأسلوب ادهش العالم الذي شاهد واشاد بهذا الاقبال الشديد على اللجان".
وقدر الحزب نسبة المشاركة الاثنين بانه تراوح بين "30% و32%".
وكانت الاشتباكات التي شهدها ميدان التحرير بين المتظاهرين المطالبين بان يقوم المجلس العسكري بتسليم الحكم فورا الى سلطة مدنية وبين الشرطة طغت تماما على الحملة الانتخابية خصوصا انها ادت الى سقوط 42 قتيلا واكثر من 3 الاف قتيل.
ويواجه الاخوان المسلمون منافسة من احزاب سلفية وليبرالية ويسارية ابرزها حزب النور (سلفي) والكتلة المصرية (ائتلاف احزاب ليبرالية) و"الثورة مستمرة" (ائتلاف احزاب وحركات يسارية وشبابية).
كما يواجهون منافسة من اعضاء سابقين في الحزب الوطني الذي كان يقوده مبارك الذي يترشحون كمستقلين او باسم احزاب جديدة.
ومن المقرر ان يختار مجلس الشعب الجديد لجنة من مئة عضو لاعداد دستور جديد للبلاد.