عمان – البوابة – وسام نصر الله
احتفل الفنان المصري عادل إمام قبل أيام بعيد ميلاده الثالث والثمانين، وسط حالة من الجدل بشأن حالته الصحية، وتسريب شائعات مفادها أنه ينوي اعتزاله الفن، بعد أن أدى دوره، وفقا لما نقله الفنان شريف حلمي، من قلب منزل الزعيم، خلال المشاركة في الإحتفال بعيد ميلاده.
النجم العربي، الذي قضى أكثر من 6 عقود، في عالم التمثيل مقدما العديد من الأدوار والشخصيات الكوميدية والدرامية في عوالم السينما والمسرح والتلفزيون، تحول إلى حالة فريدة، جعلت منه نجم الشباك الأول في صالات العرض ودور السينما والمسارح.
وقدم الزعيم، بلمسة ساخرة وساحرة مجموعة من الأعمال السينمائية الجريئة، التي لها علاقة بعالم السياسة والفساد ونقد الواقع الإجتماعي، مع تسليط الضوء على الجماعات الإسلامية المتشددة، التي تحمل في فكرها التطرف، واستباحة دماء الآخرين، بطريقة غير مسبوقة، محققة نجاحا كبيرا على الرغم من الجدل الذي رافقها.
ولم تخل مسيرة عادل إمام من المطبات، نتيجة الأعمال السياسية التي يقدمها، حيث لجأ خصومه إلى القضاء المصري، وأقاموا العديد من الدعاوى القضائية بحقه، واتهامه بازدراء الأديان في عدد من أفلامه مثل "الإرهابي، و"حسن ومرقص".
وفي عام 2012، قضت محكمة جنح الهرم، بحبس إمام 3 أشهر، وغرامة قدرها ألف جنية، مما دفع ذلك الزعيم للخروج عن صمته والمطالبة باحترام حرية التعبير والإبداع، بعد أن أعرب عن مفاجئته بتلك الدعوى، وأن الحكم كان غيابيا.

ونقدم لكم هنا مجموعة من أبرز أفلام عادل إمام ذات الطابع السياسي الناقد والجريء:
"الإرهابي"
في فيلمه الشهير "الإرهابي" الذي كتبه لينين الرملى، قام النجم المصري عادل إمام بتناول ظاهرة الإرهاب وتصاعدها، في فترة انتشرت فيها الاغتيالات، مع استعراض وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المجتمع نتيجة هذه الظاهرة الخطيرة.
وبطريقة فنية وموهبة كبيرة قدم إمام صورة شاملة لمشكلة الإرهاب وتأثيرها على الحياة اليومية للأفراد والمجتمع بأسره، مبدعا في تصوير العواقب النفسية والاجتماعية لهذه الظاهرة القاتلة.
ويُعتبر هذا الفيلم من الأعمال الفنية التي سبقت عصرها في تناول هذه الظاهرة المستمرة حتى يومنا هذا.
"إحنا بتوع الأتوبيس"
أما في فيلمه "إحنا بتوع الأتوبيس" الذي انتج عام 1979، استنادا إلى أحداث حقيقية نشرت في كتاب "حوار خلف الأسوار" للكاتب الصحفي جلال الدين الحمامصي، فقد أثار ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والفنية في ذلك الوقت.
والفيلم الذي من سيناريو وحوار فاروق صبري، وإخراج حسين كمال، وبطولة العملاق عبد المنعم مدبولي، استفز هيئة الرقابة السينمائية التي طالبت بحذف 20 مشهدًا يحتوي على لقطات للتعذيب داخل السجن، ولكن الكاتب رفض ذلك. ومع أنه تم منع عرض الفيلم في البداية لبعض الوقت، إلا أنه في النهاية تم عرضه وعرف نجاحًا كبيرًا.

"حوار خلف الأسوار" يعتبر عملًا مهمًا وجريئًا في تاريخ السينما المصرية، حيث استعرض العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية الحساسة. تناول الفيلم موضوعات مثل التعذيب والقهر والظلم الاجتماعي، مما جعله يلقى استحسانًا كبيرًا من قبل الجمهور ويحظى بتقدير النقاد الفني.
"الغول"
وفي عام 1983، أخرج المبدع سمير سيف، فيلم "الغول" الذي منع من العرض داخل مصر وخارجها بحجة توجيهه اتهامات لأجهزة الدولة بالتواطؤ مع رجال الأعمال على حساب مصالح الشعب.
والفيلم الذي جسد شخصيات أبطاله، كل من عادل إمام، ونيللي، وصلاح السعدني، يصور سيطرة رجال الأعمال على المجتمع، كما أنه يعتبر تحفيزًا للثورة ضد رؤوس الأموال وتصويرًا للفساد والاستغلال الذي يعاني منه المجتمع.
ويُعتبر مقتل الشخصية المعروفة بـ "الغول" في الفيلم مشهدًا يشبه حادثة المنصة واغتيال الرئيس المصرؤي الأسبق محمد أنور السادات، مما أثار ردود فعل قوية وتفسيرات متعددة للأحداث.
"طيور الظلام"
أما فيلم "طيور الظلام" من تأليف وحيد حامد، فيرسم شبكة العلاقات بين القوى السياسية ويسلط الضوء على لعبة الانتخابات النيابية في مصر، كما يقدم صورة واقعية للفساد والتلاعب السياسي.
وتدور أحداث الفيلم حول ثلاثة أصدقاء، حيث يختار الأول أن يعمل كمحامٍ مع النظام الفاسد، بينما يعمل الثاني كمحامٍ للتيار الإسلامي، ويكتفي الثالث بوظيفة حكومية.
ويشارك في بطولة الفيلم بالإضافة إلى عادل إمام، كل من النجمة يسرا والفنان جميل راتب، حيث يتناول بشكل شيق ومثير للتفكير دور المحاماة في النظام القضائي وتأثيرها على السياسة والمجتمع.
"الواد محروس بتاع الوزير"
وتناول فيلم "الواد محروس بتاع الوزير" الذي تم إنتاجه عام 1982، وهو من إخراج نادر جلال، بطريقة كوميدية قضايا الفساد والرشوة والتحايل التي تنتشر في بعض الجهات الحكومية، ويسلط الضوء على قوة الفرد العادي في محاربة الفساد وتحقيق العدالة.
وتتطور الأحداث حينما يكتشف محروس الذي يجسد شخصيته "عادل إمام" عمليات فساد وتجاوزات تحدث داخل الوزارة التي يعمل بها، ويقرر الوقوف في وجه الفساد والمحاولة لإصلاح الأمور
"الواد محروس بتاع الوزير" حقق نجاحًا كبيرًا في السينما المصرية، ويُعتبر من أعمال الكوميديا الاجتماعية التي تمتاز بروح الدعابة والسخرية في تناول القضايا الهامة.
"الإرهاب والكباب"
ويناقش فيلم "الإرهاب والكباب" الذي صدر عام 1992، وهو من إخراج شريف عرفة، وبطولة عادل إمام ويسرا وشريف منير وعبدالله مشرف ومنى زكي.، قضية الإرهاب بطريقة ساخرة وتوضح التشويه الذي يتعرض له الإسلام بسبب تصرفات الجماعات المتطرفة.

يستخدم الفيلم الكوميديا للتعبير عن قضايا اجتماعية وسياسية حساسة، بما في ذلك ظاهرة الإرهاب وتأثيرها على المجتمع. ينتقد الفيلم بشكل ساخر الجماعات المتطرفة والتشويه الذي يُلقى على الإسلام بسبب أفعالها. كما يتناول الفيلم أيضًا قضايا الفساد والتلاعب السياسي.
الأفوكاتو والنوم في العسل والسفارة في العمارة
كما تناول الفنان المصري عادل إمام القضايا السياسية ومشاكل الإرهاب في عدة أعمال سينمائية مميزة أخرى، ومن بينها: "الأفوكاتو"، وهو فيلم من إخراج رأفت الميهي، و"النوم في العسل"، وهو فيلم من إخراج شريف عرفة. كما قدم أيضًا فيلم "السفارة في العمارة" الذي تناول قضية الصراع العربي الإسرائيلي.