عمان تتسمك بموقفها من الجدار وشارون يحذرها من مواصلة حملتها ضد بنائه

تاريخ النشر: 19 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

جدد الاردن الاثنين، التاكيد على موقفه من الجدار الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية، باعتباره "تهديدا مباشرا" للامن القومي الاردني، فيما حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عمان من انها ستخسر الكثير من تدهور العلاقات مع تل ابيب بسبب دورها في الحملة الدولية القائمة ضد بناء الجدار. 

وقال وزير الخارجية الاردني مروان المعشر في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) "ان الموقف الاردني واضح من الجدار..الذي يشكل تهديدا مباشرا ليس فقط للمصلحة الوطنية الفلسطينية وفكرة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وانما ايضا تهديدا مباشرا للامن القومي الاردني". 

واضاف المعشر الذي كان يتحدث في ختام مباحثات اجراها مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في عمان "ان محكمة العدل الدولية بامر من الجمعية العامة للامم المتحدة ستقوم بالنظر في موضوع الجدار وطلبت من الدول الاعضاء ان تقدم مرافعاتها بهذا الشان والاردن سيقوم بتقديم مرافعته". 

وشدد وزير الخارجية الاردني على ان العلاقات الوثيقة التي تربط بلاده بالوضع الفلسطيني، تحتم تقديم هذه المرافعة. 

وقال ان "علاقتنا بالوضع الفلسطيني وثيقة للغاية والضفة الغربية كانت في يوم من الايام جزءا من المملكة الاردنية الهاشمية ومن هنا لا بد من تقديم هذه المرافعة نهاية الشهر الحالي".  

واعلن المعشر ان "جلالة الملك عبدالله الثاني سيقوم يوم غد بزيارة الى جمهورية مصر العربية في اطار السعي لبلورة وايجاد تحرك عربي يهدف الى وقف حالة التدهور التي تشهدها الاراضي الفلسطينية ويعيد العملية السلمية الى مسارها الصحيح".  

وقال "ان جلالة الملك عبدالله الثاني بحث هذا الامر مع ولي العهد السعودي سمو الامير عبدالله بن عبد العزيز خلال الزيارة التي قام بها جلالته الى المملكة العربية السعودية وهو جزء من التنسيق الهادف الى بلورة مثل هذا التحرك".  

من جهته اعرب عريقات عن تقدير السلطة الفلسطينية للموقف الاردني المساند للشعب الفلسطيني، مؤكدا ان "لدينا رؤية مشتركة فيما يتعلق بجدار الفصل العنصري وضرورة احياء عملية السلام الامر الذي يتطلب احياء دور اللجنة الرباعية" التي اشرفت على اعداد خطة "خارطة الطريق"، وتتالف من الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. 

وقال ان "هناك مسؤوليات على اللجنة الرباعية واخرى على الطرف الفلسطيني ونحن على استعداد تام لتحملها ..كما ان هناك التزامات على الجانب الاسرائيلي وعلية تحملها".  

شارون يحذر 

هذا، وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حذر الاثنين المملكة الاردنية بانها ستخسر الكثير من تدهور العلاقات مع اسرائيل بسبب مشاركتها الناشطة في الحملة الدولية القائمة ضد بناء جدار الفصل في الضفة الغربية. 

واتهم شارون عمان بانها على راس الحملة في العالم العربي ضد الجدار المثير للجدل وفق ما قالت مصادر برلمانية اسرائيلية. 

وكان شارون يتحدث امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست التي كانت تناقش موقف الحكومة من بناء جدار الفصل قبل الجلسة التى تعقدها محكمة العدل الدولية في لاهاي للنظر في هذه المسالة في 23 فبراير المقبل. 

وعزا شارون مشاركة الاردن في هذه الحملة الى خشية هذا البلد من ان يحمل الجدار الذي تبنيه اسرائيل عددا كبيرا من الفلسطينيين للاقامة على اراضيه. 

وطلبت الجمعية العامة للامم المتحدة في الثامن من كانون الاول/ديسمبر من محكمة العدل الدولية رايا استشاريا حول شرعية جدار الفصل الجاري بناؤه في الضفة الغربية المحتلة والذي تصفه اسرائيل بانه "جدار مكافحة الارهاب" في حين يقول الفلسطينيون انه "جدار الفصل العنصري". 

من جهته اعلن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم انه سيقوم قريبا، في الاسبوع المقبل ولا شك، بزيارة رسمية الى الاردن ستكون، كما قال، الاولى لوزير خارجية اسرائيلي منذ اب/اغسطس 1999. 

وكان يفترض بجدار الفصل الذي قالت اسرائيل في بادىء الامر انها تبنيه لمنع تسلل الفلسطينيين الى اراضيها، ان يمر بمحاذاة "الخط الاخضر" الفاصل بينها وبين الضفة الغربية.  

لكن ترسيمه الحالي اظهر انه يقضم اراضي فلسطينية واسعة في الضفة الغربية لحماية مستوطنات يهودية ومحيط القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل 

قريع: الجدار "يهدف الى ضم الاراضي الفلسطينية" 

واكد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع الاثنين ان جدار الفصل "هو جدار عنصري يهدف الى الضم والتوسع وان الامن ياتي بالسلام والاعتراف بالحقوق الفلسطينية ولا يأتي عبر ضم الاراضي والتوسع بها وبناء الجدار".  

وقال قريع في اعقاب اجتماع وزاري في مدينة رام الله للصحافيين "ليس صحيحا ان بناء الجدار تم بسبب الامن كما يدعون فالجدار يدخل في الاراضي الفلسطينية للضم والتوسع". 

وطلب رئيس الوزراء الفلسطيني من الرئيس الاميركي جورج بوش ومن اللجنة الرباعية "ان يأخذا موقفا جادا من الجدار". 

وقال "نرجو من انصار السلام في اسرائيل ان يدركوا ان الجدار لا يترك مجالا للحديث عن السلام." وراى قريع ان " القدس اصبحت في خطر حقيقي وان القدس اغلقت بالكامل، ومع اغلاقها كونها عاصمة الدولة الفلسطينية، فلن يكون هناك اي حل." 

واشار الى ان الحكومة الفلسطينية بحثت في اجتماعها ايضا، الوضع الامني الداخلي الذي وصفه بانه "لا يسر". 

وقال "هناك العديد من الانتهاكات في عديد من المناطق في الضفة الغربية والقطاع".  

واكد على ان " هذه القضية سيتم بحثها في اجتماع يعقده مجلس الامن القومي برئاسة الرئيس ياسر عرفات الاسبوع المقبل، اضافة الى اجتماع مشترك بين الحكومة ومجلس الامن سيعقد لبحث الاوضاع". 

واكد "لم يعد مقبولا السكوت على هذا الوضع ولا على الذين لا يحترمون امن البلد. هناك وضع لا بد من الاسراع في معالجته".—(البوابة)—(مصادر متعددة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن