ألمح المتمردون الحوثيون في اليمن مساء السبت، الى رفضهم تمديد الهدنة التي تم التوصل اليها في نيسان/ابريل الماضي، وانحوا باللائمة على "دول العدوان" في وصول تفاهماتها إلى "طريق مسدودة".
وتنتهي الاحدـ الهدنة التي تم التوصل اليها بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا في الثاني من نيسان/ابريل الماضي، وجرى تمديدها مرتين بعدها، وبواقع شهرين في كل مرة.
وقال فريق الحوثيين المفاوض في بيان إن "تفاهمات الهدنة وصلت لطريق مسدودة، رغم الجهود التي بذلناها لاستثمار الهدنة كفرصة للتقدم في معالجة الأوضاع الإنسانية وإنهاء الحصار وتثبيت وقف إطلاق النار في عموم اليمن".
وأضاف الفريق في البيان: "قبلنا بالتمديد الأول والثاني على أمل أن يكون هناك أدنى شعور بالمسؤولية أو تفهم من قبل دول العدوان ومرتزقتهم (التحالف العربي والحكومة اليمنية)".
واشار الى انه "خلال 6 أشهر من عمر الهدنة لم نلمس أي جدية لمعالجة الملف الإنساني كأولوية عاجلة وملحة"، لافتا الى ان "رغبتهم ليس السلام بقدر ما هي إبعاد دول العدوان عن تداعيات الحرب والاستهداف المباشر ومحاصرتها داخل اليمن".
الوفدُ الوطني: تفاهماتُ الهُــدنة وصلت إلى طريق مسدود؛ بسَببِ تعنت تحالف العدوانhttps://t.co/IyaWy5x9l5 pic.twitter.com/QEYW7cPAZE
— صحيفة المسيرة (@almasirahnews2) October 1, 2022
واكد بيان فريق الحوثيين المفاوض "على حق شعبنا اليمني في الدفاع عن نفسه وعن حقوقه ومواجهة العدوان والحصار، ونحمل دول العدوان مسؤولية الوصول بالتفاهمات لطريق مسدود جراء تعنتهم وتنصلهم إزاء التدابير التي ليس لها من هدف سوى تخفيف المعاناة الإنسانية".
القواتُ المسلحة تنبِّهُ الشركات الملاحية والبحرية التي لها وجهات إلى دول العدوان بمتابعة ما سيصدر عنها من تحذيرات وتعليمات فورَ انتهاء وقت الهدنةhttps://t.co/Uiv2v8IfnH pic.twitter.com/Q9SjiKXxdO
— صحيفة المسيرة (@almasirahnews2) October 1, 2022
وفي سياق متصل، قالت القوات المسلحة التابعة للحوثيين مساء السبت، إنها بصدد الاستعداد والجاهزية لأي تطورات، محملة شركات الملاحة مسؤولية تجاهل ما سيصدر عنها خلال الساعات المقبلة.
ووجهت هذه القوات تحذيرا لشركات الملاحة المتجهة إلى دول التحالف العربي والشركات التي تعمل في الأراضي اليمنية، وطلبت منها متابعة التحذيرات والتعليمات.
وقالت مخاطبة تلك الشركات "سنوافيكم بتحذيراتنا فور انتهاء وقت الهدنة في حال عدم التوصل لما يحقق مطالب شعبنا المحقة".
قلق اميركي
الى ذلك، عبر السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاغن عن قلقه ازاء "عدم إحراز تقدم في تأمين تمديد الهدنة".
رسالة من السفير فاجن حول الهدنة pic.twitter.com/0Uip3unrgn
— US Embassy to Yemen السفارة الأمريكية لدى اليمن (@USEmbassyYemen) October 1, 2022
ودعا فاغن "الأطراف إلى عدم تبديد تقدم الأشهر الستة الماضية وإعطاء الأولوية للشعب اليمني بقبول تمديد الهدنة وتوسيعها".
وزير الخارجية أنتوني بلينكن كان بحث الجمعة، مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانس غروندبرغ سبل دعم الولايات المتحدة لجهود تمديد الهدنة التي اكد انها تمثل أفضل فرصة ليحقق اليمن السلام، وقد وفرت لليمنيين الإغاثة التي هم بأمس الحاجة إليها ولأطول فترة من الهدوء النسبي.
واكد بلينكن التأكيد استعداد الولايات المتحدة للعمل مع المجتمع الدولي لدعم السلام والتعافي في اليمن إذا اختارت الأطراف اليمنية السلام ومددت الهدنة.
ورحب بقيادة حكومة الجمهورية اليمنية لتنفيذ الهدنة، بما في ذلك التزامها بدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية على غرار الممرضات والمعلمين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ سنوات وتوسيع حرية الحركة وضمان التدفق الحر للوقود في مختلف أنحاء اليمن.
الحكومة تتعاطى بإيجابية مع المقترح الأممي
وقالت الحكومة اليمنية في وقت سابق السبت أنها "ستتعاطى بإيجابية مع مقترح أممي لتمديد الهدنة".
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن مصدر مسؤول قوله ان "الحكومة تعمل على دراسة المقترح المحدّث وستتعامل معه بإيجابية انطلاقًا من حرصها على بذل كافة الجهود الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لجميع أبناء شعبنا في كافة المحافظات".
واضاف المصدر أنه "بالرغم من تخلّف المليشيا الحوثية عن الوفاء بالتزاماتها المتصلة برفع حصار تعز (جنوب غرب) ووقف نهب إيرادات موانئ الحُديدة (غرب)، فإن الحكومة لا تدّخر جهدًا في إبداء كلّ أشكال المرونة والتعاون مع المبعوث الأممي".
ولم يذكر المصدر أي تفاصيل إضافية عن طبيعة المقترح المحدّث، فيما لم تصدر إفادة رسمية من المبعوث الأمميّ بهذا الشأن حتى الساعة 16:40 (ت.غ)، كما لم تعلق جماعة الحوثي أيضا.
ويشهد اليمن، منذ أكثر من 7 سنوات، حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.