عشرات الجرحى باضراب المعارضة اللبنانية والحكومة تعتبر ما يحصل ”ارهابا”

تاريخ النشر: 23 يناير 2007 - 02:03 GMT

جرح 60 شخصا 15 منهم بالرصاص في مواجهات تخللت الاضراب الذي تنفذه المعارضة في مختلف انحاء لبنان في مسعى لاسقاط الحكومة، فيما وصفت هذه الاخيرة وقادة في الغالبية النيابية المؤيدة لها ما يحصل بانه "ارهاب" ومحاولة "انقلاب".

وافادت قوى الامن الداخلي في حصيلة جديدة ان 15 لبنانيا على الاقل اصيبوا بجروح جراء اطلاق نار فيما جرح اخرون كثيرون بسبب التراشق بالحجارة.

وقالت وكالة انباء رويترز ان عدد الجرحى في المجمل ناهز الستين.

واندلعت المواجهات في مناطق عدة على خلفية عملية قطع الطرق ومنع المواطنين من الوصول الى اماكن عملهم. وسجلت صدامات حادة بين مناصري المعارضة والموالاة في منطقة كورنيش المزرعة (غرب بيروت) وفي مناطق الزلقا ونهر والموت والجديدة ذات الغالبية المسيحية.

وتكرر المشهد نفسه في هذه المناطق شبان يتراشقون بالحجارة وعناصر من الجيش اللبناني يقفون في الوسط ويحاولون تهدئتهم باطلاق النار في الهواء.

وفي جبيل (شمال) حاول الجيش اللبناني فتح الطريق الساحلية مرارا من دون جدوى مع اصرار مناصري التيار الوطني الحر الذي يتزعمه النائب المسيحي ميشال عون على اغلاقها.

وكان الجيش قام بفتح الطريق الساحلية في منطقة نهر الكلب (شمال بيروت) تفاديا لصدام بين مناصري النائب ميشال عون واخرين يؤيدون القوات اللبنانية.

واحرق المتظاهرون اطارات والقوا ترابا وحجارة في وسط الطرق في مناطق بيروت والاشرفية والحمراء وطريق المطار والمتن وحالات وجبيل والشمال والبقاع والجنوب.

واعلن مصدر ملاحي في مطار بيروت الدولي ان حركة الملاحة توقفت جزئيا مع الغاء ثماني رحلات الى العاصمة اللبنانية وذلك مع استمرار قطع الطريق المؤدية الى المطار من جانب مناصري المعارضة.

وقال المصدر ان "ثماني رحلات اتية او متجهة الى القاهرة ومسقط وفرنسا والكويت والبحرين والمانيا وقطر تم الغاؤها".

ويأتي هذا التحرك تلبية لاضراب عام دعا اليه اقطاب المعارضة التي يقودها حزب الله الشيعي للمطالبة باسقاط الحكومة وذلك في ضوء استمرار الاعتصام المفتوح الذي ينفذه المعارضون في وسط بيروت منذ اول كانون الاول/ديسمبر الفائت.

اتهام بالارهاب

واعتبر مصدر حكومي ان عمليات قطع الطرق التي يقوم بها مناصرو المعارضة "عمل ميليشيات مسلحة لانها لا تستخدم لا ادوات سلمية ولا ديموقراطية وقد فشلوا في القيام بتحرك سلمي وفشلوا في اثبات ان لديهم الاكثرية بما انهم يرهبون الناس".

وسأل المصدر "هل حزب الله قرر تغيير مهماته من تحرير الجنوب والتصدي لاسرائيل الى قطع الطرق في بيروت والمناطق؟" واضاف "ما جرى اليوم ليس اضرابا بل ارهاب".

واكدت مصادر حكومية ان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة لا يزال في بيروت ورفضت ان تكشف موعد مغادرته الى باريس لحضور المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان والمقرر عقده في 25 كانون الثاني/يناير.

وكان رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع اعتبر ان تحرك المعارضة اللبنانية "ثورة فعلية وانقلاب" متهما القوى الامنية بحماية من يقطعون الطرق.

في المقابل اكد النائب المسيحي المعارض ميشال عون ان الحكومة اللبنانية "مجرمة" مؤكدا ان "انصارها يرتكبون جرائم" بحق المعارضين.

من جهته جدد النائب عن حزب الله حسين الحاج حسن مطالبته بحكومة وحدة وطنية وانتخابات نيابية مبكرة وقال ان "صم الاذان عن هذين الخيارين يعني خيارا ثالثا يتمثل في توالي التصعيد".

واضاف "اذا لم يجر التوافق فان مسؤولية مصير البلد في رقبة الرئيس (فؤاد) السنيورة".

وندد النائب في الغالبية مروان حمادة بتصعيد المعارضة معتبرا "انها بداية الهزيمة الالهية لمحاولة الانقلاب على النظام اللبناني".

وكان النائب السابق فارس سعيد الذي ينتمي الى قوى 14 اذار/مارس المؤيدة للحكومة اعتبر ان ما يجري "انقلاب واضح وصريح وليس اعتصاما".

واكد النائب اكرم شهيب من كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ان "قطع الطرق يدل على نوع من الخطة المبرمجة لتعطيل الحياة ولا تستطيع القوى الامنية ان تكون على الحياد".