عرب 48 يرفضون مساواتهم بالمستوطنين وشارون يستفتي لاخلاء مستوطنات غزة

تاريخ النشر: 04 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اشاد كوفي انان بخطة شارون وطالبه بالانسحاب من مستوطنات الضفة فيما رفض نائبان عربيان في الكنيست عملية مقايضة مناطق في ام الفحم والمثلث بالمستوطنات الاسرائيلية في الضفة، وقدمت الحركة العربية للتغيير مشروع لحجب الثقة عن حكومة شارون فيما اتهم النائب عزمي بشارة الولايات المتحدة بمباركة "الافكار الشارونية". 

وقال النائب الدكتور عزمي بشارة انه "يجب رؤية هذه التصريحات من زاوية التحضير لزيارة شارون للولايات المتحدة. فهي من ناحية تنعي "خارطة الطريق" الامريكية، ومن ناحية أخرى تضمن مباركة أمريكية لأفكار شارونية بديلة تتوافق مع رؤيا بوش من خطاب حزيران/ يونيو 2002. ويجب أن لا ننسى أن شارون يتحدث عن التجهيز لخطوات قد يستمر تنفيذها سنوات".  

واضاف ان هذه التصريحات تقرأ في سياق خطة شارون لفك الارتباط مع الفلسطينيين من طرف واحد وفرض شكل وحدود الحل الدائم عليهم من طرف واحد ودون مفاوضات. وفي الوقت الذي يتم فيه جذب الانظار الى سحب مستوطنات من طرف واحد يتم فيه تجاهل ان هذا يتم في اطار خطة اسرائيلية لفرض الحدود من طرف واحد، وقصر الكيان السياسي الفلسطيني على غزة والاجزاء المأهولة في الضفة، خلف عوائق واسيجة وجدران يغلفها جميعاً جدار الفصل العنصري. 

واضاف ان التصريحات حول ضم بعض المناطق المأهولة بعرب الداخل الى السلطة الفلسطينية هي مجرد تمهيد لوضع علامة سؤال حول حقوق عرب الداخل السياسية. فهذه الخطوة لا يمكن ان تتم دون اتفاق مع السلطة الفلسطينية في حين يجري الحديث عن خطوات من طرف واحد. والنتيجة الوحيدة لمثل هذه الأفكار هو ليس تطبيقها بل طرح علامة سؤال دائمة على مواطنة العرب في الداخل ضمن عملية ابتزاز مستمرة يتوقع شارون ان تقابل بتأكيد العرب على الانتماء والولاء لإسرائيل. لا توجد دولة تضع بإستمرار علامة سؤال على مواطنة قسم من مواطنيها 

من جانبه النائب الدكتور أحمد الطيبي عضو الكنيست والحركة العربية للتغيير في بيان له "جملةً وتفصيلاً الأفكار التي طرحها شارون والتي تقضي بمبادلة مدينة أم الفحم وسكانها وقرى أخرى في المثلث بمستوطنات إسرائيلية من خلال نقل السادة على هذه القرى العربية إلى السلطة الفلسطينية". 

ووصف النائب الطيبي هذه الأفكار بالعنصرية لأنها تستند إلى فكرة أن العرب في إسرائيل هم تهديد ديمغرافي.  

وقال النائب الطيبي إننا نرفض رفضاً مطلقاً حتى مجرد المقارنة بيننا وبين المستوطنين لأننا السكان الأصليين الذين يعيشون على أرضهم لم نسلب حق أحد ولم نقتلع أحد لا من بيته ولا من أرضه كما فعل المستوطنون الذين يشكلون مخالفة فظه للقانون الدولي.  

وإستطرد النائب الطيبي قائلاً: "إن هذه الفكرة منافية للديمقراطية وللقانون الدولي حيث أنها تأكد ما نقوله دائماً بأن إسرائيل تتعامل معنا وكأننا مواطنين مع وقف التنفيذ بمعنى أننا مواطنون بلا مواطنة".  

وأكد النائب الطيبي بأن السلطة الفلسطينية ترفض هذا الأسلوب وهذه الفكرة جملةً وتفصيلاً منهي كلامه بالقول "لسنا أحجار شطرنج في أيدي شارون وحكومته اليمينية وستقف الجماهير العربية موحده ضد هذا المشروع الخطير".  

ووجه النائب الطيبي رساله إلى المهندس شوقي خطيب رئيس لجنة المتابعة العليا طالباً عقد إجتماع طارئ لبحث هذه التهديدات. وقد قامت كتلة الجبهة والعربية للتغيير بتقديم إقتراح حجب ثقة عن حكومة شارون على خلفية هذه التهديدات الخطيرة 

وصف النائب الطيبي محاولات الإئتلاف اليميني في إسرائيل بدعم من أرئيل شارون لإجراء إستفتاء شعبي بأنها محاولات فاشية وعنصرية هدفها المبطن إلغاء تأثير صوت الناخبين العرب من مناطق 48 وذلك نظراً لأن المبادرين من حزب الليكود يطلبون بأن تكون الأغلبية أغلبية نسبية تضمن حسماً في صفوف الغالبية اليهودية مع تقليص تأثير أصوات الأقلية العربية.  

وأضاف النائب الطيبي إن غزة والأراضي الفلسطينية هي ليست ملكاً للشعب الإسرائيلي بل للشعب الفلسطيني وعليه لا حاجة لإستفتاء الشعب الإسرائيلي حول مصير أراضي محتلة لا تعود له أساساً. 

وأنهى النائب الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير قائلا أن البرلمان والحكومة هي التي يجب أن تكون صاحبة القرار والقرار يجب أن يكون إخلاء المستوطنات في غزة والضفة الغربية ومنطقة القدس لإنهاء الإحتلال وليس لإعادة تنظيمه كما يسعى أرئيل شارون 

انان يشيد  

إلى ذلك أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، بخطة شارون وأعرب عن أمله بأن يفعل نفس الشيء في الضفة الغربية.  

وقال أنان للصحفيين: "شعرت بحيرة شديدة تجاه قرار رئيس الوزراء شارون بالإنسحاب من غزة. أعتقد أنه تطور إيجابي". وأضاف أنه يأمل في أن يتاح للجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أن تساعد شارون في تنفيذ الخطة.  

وقال: "الانسحاب من غزة الذي أعلنه رئيس الوزراء يمكن أن يتيح لنا في حال تنفيذه لحظة في غاية الأهمية. قوة دفع جديدة يمكن أن تدفع عملية السلام قدمًا".  

ولكن أنان استدرك إلى القول إن الانسحاب من مستوطنات غزة يجب أن يكون خطوة أولى للانسحاب من المستوطنات في الضفة الغربية.  

ومضى أنان يقول: "الانسحاب من الضفة الغربية سيكون أيضًا مطلوبًا إذا كنت تسعى لإقامة دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وتحقق فعلا مبدأ الأرض مقابل السلام".  

وتجنب أنان الرد على أسئلة الصحفيين بشأن الهجوم غير المعتاد الذي شنه السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، دان غيلرمان، واتهمه فيه بالانحياز للفلسطينيين في تصريحه عن تفجير انتحاري بالقدس وفي تقرير للجمعية العامة عن الجدار الفاصل.  

ولكن أنان قال إن تعليقات إسرائيل بشأن الجدار يجب أن تقدم لمحكمة العدل الدولية التي طلبت منها الجمعية العامة رأيها في مدى مشروعية الجدار.  

وتابع أنان: "الدفاع يجب أن يقدم في لاهاي . في المحكمة وليس في هذا المبنى 

اجراءات شارون 

وفي وقت سابق هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون باجراء انتخابات مبكرة فيما نقل عنه ايضا انه يفكر في اجراء استفتاء عام حول قضية تفكيك مستوطنات غزة التي تثير جدلا صاخبا في اسرائيلي.  

نقلت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية عن مصدر في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لا يستبعد اجراء انتخابات مبكرة للكنيست خلال نصف عام اذا واصل الائتلاف الحكومي عرقلة خطة الانفصال من جانب واحد التى طرحها موخرا والتى تشمل الانسحاب من 17 مستوطنة من قطاع غزة وبعض مستوطنات الضفة الغربية .  

وأكدت المصادر عدم معارضة شارون للفكرة بعد أن كان قد هدد امس بتشكيل حكومة جديدة أذا حاول شركاوه فى الائتلاف الحاكم تعطيل خطته وجاء تهديد شارون بعد اسقاط الكنيست الإسرائيلي امس لاقتراحين بحجب الثقة عن حكومته بفارق صوت واحد بسبب امتناع نواب كتلتي المفدال والاتحاد القومي واربعة من نواب الليكود عن التصويت .  

من جهته قال وزير الخارجية الاسرائيلى سيلفان شالوم انه لا يشك بأن خطة الانفصال ستؤدى الى اسقاط حكومة شارون وتقديم موعد الانتخابات مشيرا الى ان الخطة تلقى معارضة شديدة حتى داخل الليكود نفسه وبين الوزراء وأعضاء الكنيست .  

وقال رئيس الكنيست الإسرائيلي رووبين ريبلين انه يتحتم على وزراء الليكود اتخاذ قرارات صعبة مشيرا الى أن اللحظة تحتم اتخاذ قرارات حاسمة على الصعيدين القومي والشخصي من جانب اخر أعرب القائم باعمال رئيس الحكومة الإسرائيلي الوزير ايهود اولمرت والذي يعد احد مهندسي خطة شارون عن تأييده لخطة شارون واعرب عن اعتقاده بأن الكنيست سيصادق عليها وحسب تقديره ستصادق الحكومة بالغالبية على الخطة مؤكدا ان التطبيق الفعلي لخطة شارون قد يبدأ في الصيف القادم.  

وفي هذا السياق، اعلن مسؤول إسرائيلي كبير اليوم الاربعاء لوكالة الصحافة الفرنسية ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون يفكر في احتمال تنظيم استفتاء حول خطته لتفكيك مستوطنات يهودية في قطاع غزة. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان الاستفتاء هو احد الخيارات التي يجري التفكير فيها، لكن هناك ايضا خيار الانتخابات المبكرة وخيار تشكيل حكومة.  

وكل هذه الخيارات قيد الدرس في الوقت الراهن. والساحة السياسية الاسرائيلية في حالة غليان منذ ان اعلن شارون الاثنين خطته لاخلاء المستوطنات الاسرائيلية في قطاع غزة التي تدخل في الاطار الاشمل لخطة فصل مع الفلسطينيين كان اعلن عنها في 18 كانون الاول/ديسمبر الماضي.  

وتم الحديث عن انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة اثر ذلك لكنها اول مرة يثار فيها خيار تنظيم استفتاء—(البوابة)—(مصادر متعددة)