عبد ربه: السياسة الإسرائيلية تهدف الى منع اقامة الدولة الفلسطينية

تاريخ النشر: 27 ديسمبر 2011 - 08:03 GMT
امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه
امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه

دعا امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الثلاثاء الفلسطينيين الى تبني توجه سياسي جديد على المستويين الداخلي والخارجي لمواجهة السياسات الاسرائيلية المتبعة الان.

واكد عبد ربه في لقاء مع اذاعة (صوت فلسطين) الرسمية صباح الثلاثاء الحاجة الى مواجهة الاحتمال الخطير القائم الان الذي يؤكد ان "حكومة الاستيطان والتوسع الحاكمة في اسرائيل الان ستقضي على امكانية تحقيق حل الدولتين وتسعى فعليا لمنعه".

وقال "ما نراه اليوم من اعلانات عن نشاطات استيطانية وعن خطط ومشاريع خاصة بذلك يؤكد انهم في حكومة اسرائيل يريدون تغيير الواقع القائم في الضفة الغربية بشكل تام وكامل كما يخططون للفصل التام بين الضفة الغربية وقطاع غزة".

ونبه الى ان المسار السياسي مع اسرائيل دخل في ازمة حقيقية وفعلية خاصة بعد ان وصلت الحكومة التي يقودها بنيامين نتانياهو الى السلطة مشيرا الى "اننا نتبع الان سياسة على الساحتين العربية والدولية تهدف الى مواجهة هذا الخطر الذي تمثله سياسات اسرائيل".

وبرزت مؤخرا دعوات في الساحة الفلسطينية اطلقها عدد من المسؤولين هددت بسحب الاعتراف باسرائيل اذا ما واصلت سياسة الاستيطان على الارض الفلسطينية ورفضها الاعتراف فعليا بحق الفلسطينيين في اقامة دولة مستقلة على حدود العام 1967.

ويعترف الاسرائيليون بأن ما يجري الان في عدد من الدول العربية من تحولات استراتيجية بفعل التحركات الشعبية يربكهم تماما فيما يرون انه يتوجب عليهم العمل على ادارة الصراع مع الفلسطينيين وليس العمل على الاتفاق على حل بشأنه.

وابلغ عبد ربه الاذاعة "ان هذه الازمة في العملية السلمية بدأت منذ فترة طويلة وكان واضحا أن الوضع مع هذه الحكومة يصل فعليا الى طريق مسدود".

ونبه الى "ان برنامج حكومة نتانياهو يبدو الان اكثر وضوحا من أي شيء آخر" متهما هذه الحكومة "بأنها لا تريد التوصل الى حل ولا تريد دولة فلسطينية مستقلة ولا تريد أن تجرى عملية سلام او مفاوضات تتمتع بالحد الادني من الجدية".

وشدد على "ان حكومة نتانياهو معنية فقط بمواصلة الاستيطان على ارضنا الفلسطينية وخلق وقائع على الارض بحيث يستحيل على أي حكومة قادمة العمل من اجل الدفع لتحقيق حل الدولتين".

وقال "ان احد حوافز توجهنا سواء الى الامم المتحدة او على صعيد الوضع الوطني لجهة تحقيق المصالحة هو ما نواجهه الان من سياسة اسرائيلية خطيرة تهدف الى منع اقامة دولة فلسطينية مستقلة".

وحذر من "انه اذا لم يكن امر مواجهة الخطر الذي يمثله التوسع الاسرائيلي حافزا لنا فأين سنجد حوافز لمواجهة استحقاق المصالحة وانهاء الانقسام" مشددا على ان الفلسطينيين الان يواجهون مرحلة جديدة.

وتبنت اسرائيل خلال الاشهر الاخيرة مشاريع كبيرة لاقامة وحدات سكنية يصل عددها الى الالاف في كثير من المستوطنات في الضفة الغربية ومدينة القدس في الوقت الذي تكثر فيه من الحديث عن مفاوضات دون شروط مسبقة مع الفلسطينيين.

وبدأت اسرائيل قبل ايام سعيها لتبني مشروع قانون جديد يقضي باعتبار مدينة القدس -التي يريد الفلسطينيون شطرها الشرقي عاصمة لدولتهم-عاصمة للشعب اليهودي وهو سلوك يدل على انهم يرفضون التعايش مع الاخرين.

وهدد مسؤولون في منظمة التحرير الفلسطينية من ان سحب الاعتراف باسرائيل سيكون احد الخيارات في نهاية المطاف في حال استنفاد كل التحركات الممكنة بشأن امكانية تحقيق هدفهم في اقامة دولة مستقلة.

على الصعيد ذاته وصف عبد ربه المرحلة الحالية التي يمر بها الفلسطينيون بأنها في غاية القسوة مشيرا الى "ان اسرائيل وامام العالم كله لا تريد السلام وهذا يجب ان يصبح بالنسبة لنا مثل المسلمات البديهية وهو ما يدركه كل العالم الان".

واعتبر ان مواجهة ما يجري من قبل اسرائيل هو امر شديد الاهمية بالنسبة للفلسطينيين وهم مطالبون بالاستعداد له بشكل تام مشددا على "ان تحقيق المصالحة الوطنية يشكل واحدا من اسس مواجهة ما تقوم به حكومة اسرائيل ضد شعبنا".