قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الأحد لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الجانب الفلسطيني يريد العودة إلى المفاوضات، لكن على إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى، كما قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة.
وأضاف أبو ردينة في تصريحات عقب لقاء عباس مع كيري في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله أن الرئيس الفلسطيني "أكد دائما كما أكد اليوم أننا نعتبر أن إطلاق سراح الأسرى له الأولوية التي تخلق المناخ المناسب لإمكانية تحريك عملية السلام إلى الأمام".
وأشار إلى أن لقاء عباس مع كيري يأتي في إطار متابعة الاتصالات الفلسطينية الأميركية المستمرة منذ زيارة الرئيس باراك أوباما الأخيرة إلى المنطقة مشيرا إلى أن هذه الاتصالات "ستستمر خلال الأسابيع القادمة لاستكشاف إمكانية خلق المناخ المناسب لاستئناف عملية السلام".
يذكر أن اللقاء بين عباس وكيري هو الرابع منذ تسلم الأخير منصب وزير الخارجية الأميركي خلفا لهيلاري كلينتون.
وكان كيري وصل إلى مطار بن غوريون في وقت سابق الأحد قادما من تركيا وتوجه مباشرة إلى رام الله بالضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. عقد كيري الذي يزور المنطقة للمرة الثالثة خلال ثلاثة اسابيع اجتماعا ثنائيا مع عباس استغرق نحو ساعة وذلك بعد اجتماع موسع دام لمدة 20 دقيقة حضره عدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين. وكان كيري رافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما في زيارته للمنطقة من 20 إلى 22 مارس اذار ثم عاد بمفرده بعد يوم من انتهاء زيارة أوباما. ووصف مسؤول أمريكي كبير محادثات يوم الاحد بانها بناءة لكنه لم يقل شيئا يذكر حول فحواها. وجاءت المحادثات في اعقاب اسبوع تخللته اشتباكات بين شبان فلسطينيين وقوات الامن الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وقال المسؤول الأمريكي في بيان أرسل بالبريد الالكتروني "بحث الوزير كيري والرئيس عباس خلال الاجتماع الثنائي الطريق إلى السلام واتفقا على مواصلة العمل سويا لتحديد افضل السبل للمضي قدما." وقال المسؤول الأمريكي الكبير إن المحادثات الموسعة تركزت على القضايا الاقتصادية لكنها تضمنت ايضا نقاشا حول "كيفية توفير اجواء ايجابية" لمحادثات السلام. وسرعان ما انهارت الجولة السابقة من مفاوضات السلام المباشرة في اواخر عام 2010 بسبب خلاف حول البناء الاستيطاني اليهودي في أرض احتلتها إسرائيل في حرب 1967 ويريدها الفلسطينيون لاقامة دولة عليها. وقال المسؤول الأمريكي إن كيري طلب من المسؤولين الفلسطينيين عدم التحدث في تفاصيل هذا النقاش وهو الطلب الذي التزموا به فيما يبدو. وقال نمر حماد مستشار عباس للتلفزيون الفلسطيني بعد الاجتماع انه لن تصدر اعلانات بشأن نتائج هذه الاجتماعات المؤقتة ولكن سيكون بمقدور القيادة بعد شهرين من الاتصالات بين الجانبين واطراف اخرى الاعلان عن نتائج كل هذه الاتصالات.
وشهد الاسبوع المنصرم اشتباكات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية والتي اثارت المخاوف من امكانية اندلاع انتفاضة جديدة. ومن المقرر أن يلتقي كيري يوم الاثنين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو