فشل اجتماع عقده الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية مساء الاحد في حسم الخلافات حول تشكيلة حكومة الوحدة، والتي اوفدت اسرائيل مبعوثين الى واشنطن لاقناعها بمواصلة مقاطعتها في حال ضمت وزراء من حماس.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة عقب الاجتماع الذي عقد في غزة، ان تشكيل الحكومة سيأخذ اسبوعا على الاقل، وان المشاورات بين عباس وهنية ستستكمل الاثنين.
وأكد ابوردينة للصحفيين انه لا توجد هناك اي عقبات جدية تعيق تشكيل الحكومة، قائلا "الحكومة قادمة خلال اسبوع على الاقل".
ومن جانبه، اكد الناطق باسم الحكومة غازي حمد ان المشاورات ستستأنف حول الامور التي تتطلب مزيدا من البحث والتشاور، واصفا المشاورات بانها ايجابية وجيدة.
وفي وقت سابق الاحد، قال الناطق باسم حكة فتح ماهر مقداد إن عباس سيمكث في غزة عدة أيام حتى إنجاز تشكيلة الحكومة.
ومن جانبه قال ابو ردينة للصحفيين قبيل الاحتماع انه سيتم التركيز على بحث أسماء الوزراء الذين سيشاركون في الحكومة القادمة وفق اتفاق مكة.
وأوضح أن هنالك عقبات صغيرة سيتم تجاوزها فيما يتعلق ببعض المرشحين، مشيرا إلى أن عباس يحمل معه قائمة مرشحي فتح بانتظار أن تقدم حماس قائمتها وإعطاء باقي الفصائل ردها النهائي.
وكان مسؤول كبير في السلطة توقع ان يكون لقاء عباس هنية حاسما. ونقلت وكالة سما الفلسطينية المستقلة للأنباء عن المصدر قوله إن اللقاء سيتناول البحث في قضيتين الأولى تتعلق بتسمية وزير الداخلية حيث قدمت حماس للرئيس عدة أسماء رفضها.
أما القضية الثانية فتتعلق بحقيبة الخارجية والتي سيتسلمها زياد أبو عمرو، فيما كانت ستحسب على حصة حماس أم فتح.
وأكد المسؤول أن عباس سيناقش مع هنية الشخصية التي ستشغل منصب نائب رئيس الوزراء. ورجح أن يكون المنصب من نصيب إما رئيس كتلة فتح بالمجلس التشريعي عزام الأحمد أو اللواء نصر يوسف.
وكانت حماس اعلنت السبت أنها سلمت أسماء مرشحيها التسعة لشغل المناصب الوزارية إلى هنية، ووصف المتحدث باسم الحركة إسماعيل رضوان المرشحين بأنهم قياديون يتميزون بالكفاءة والمهنية.
وقال مصدر مطلع إن قائمة حماس لا تشمل وزراء حاليين أو سابقين أو نوابا بالتشريعي من غزة، لكن بعض وزراء الحركة من الضفة الغربية قد يشغلون مناصب بالحكومة الجديدة.
وينص اتفاق مكة المكرمة على أن يكون لحماس تسعة وزراء وفتح ستة، على أن تتولى الكتل البرلمانية الأخرى أربع وزارات إضافة إلى خمسة مستقلين بينهم المرشح للخارجية زياد أبو عمرو والمرشح للمالية سلام فياض.
تحرك اسرائيلي
وفي سياق متصل، فقد توجه السبت اثنان من معاوني رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى واشنطن لاقناعها بمواصلة معارضتها اجراء اي حوار مع حماس، بحسب ما افادت مسؤولة اسرائيلية الاحد.
وقالت هذه المسؤولة طالبة عدم الكشف عن اسمها "ان هذه الزيارة تهدف الى التمهيد للقاء جديد بين رئيس الوزراء والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتاكد من ان الولايات المتحدة لن تتفاوض مع حكومة تضم وزراء من حماس".
واشارت الى ان اللقاء بين اولمرت وعباس قد يتم في منتصف اذار/مارس، دون اعطاء مزيد من التفاصيل.
ويضم الوفد الاسرائيلي يورام تروبوفيتش رئيس مكتب رئيس الوزراء وشالوم ترجمان المستشار السياسي لاولمرت. وسيجريان محادثات بشكل رئيسي مع مستشار الامن القومي ستيف هادلي.
واولمرت كما الولايات المتحدة يعارضان حتى الساعة الاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية التي تجري المشاورات حاليا لتشكيلها والتي يفترض ان تضم حركتي حماس وفتح، طالما ان حركة المقاومة الاسلامية لم تعترف صراحة باسرائيل.
وبحسب "يديعوت احرونوت"، يخشى المسؤولون الاسرائيليون ان تغير الادارة الاميركية من موقفها وتقبل باجراء حوار مع هذه الحكومة تحت ضغط بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي مثل فرنسا.
وتشترط اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا) على الحكومة الفلسطينية المقبلة ان تعترف باسرائيل وتنبذ العنف، وذلك لرفع الحصار الدبلوماسي والمالي الذي فرضته على حكومة حماس المنتهية ولايتها.