أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، عدم قبوله بضم القدس لإسرائيل إطلاقا، مشيرا إلى قطع السلطة الفلسطينية التعامل مع الإدارة الأمريكية على خلفية سياستها تجاه فلسطين.
وقال عباس، أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب برئاسة وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم في القاهرة السبت: “بمجرد أن قالوا إن القدس تُضم لإسرائيل لم أقبل بهذا الحل إطلاقا، ولن أقبل أن يسجل في تاريخي أنني بعت القدس عاصمتنا الأبدية، فالقدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعا”، في إشارة للدول العربية والإسلامية.
وتابع: “سبق أن قبلنا بإقامة دولة فلسطينية على 22 بالمئة من فلسطين التاريخية، والآن يطالبون بـ30 بالمئة من هذه المساحة المتبقية”.
وأضاف مخاطبا الاجتماع: “نشكركم على الحضور على ضوء إعلان صفقة القرن لإطلاعكم على الموقف والقراءة الفلسطينية له واتخاذ القرارات وخطة التحرك”، مشيرا إلى طلبه الاجتماع لمواجهة مخاطر الخطة الأمريكية على القضية الفلسطينية ومنع ترسيمها كمرجعية دولية جديدة.
وقال الرئيس الفلسطيني إنه أبلغ إسرائيل رسميا بـ”قطع كل العلاقات معها بما فيها الأمنية” وطلب منها “تحمل مسؤولياتها كقوة احتلال” للأراضي الفلسطينية.
وتلا عباس أمام الاجتماع العربي نص رسالة قال إنها سُلمت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد له فيها ان الخطة الأمريكية للسلام تمثل “نقضا لاتفاقات” أوسلو الموقعة بين الفلسطينيين وإسرائيل عام 1993 وبالتالي “عليكم تحمل المسؤولية كقوة احتلال: من حقنا أن نواصل نضالنا المشروع بالوسائل السلمية من أجل إنهاء الاحتلال”.
وأوضح عباس أمام السفراء العرب أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “لا يؤمن بالسلام”، وأنه أمضى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية أكثر من أي رئيس وزراء إسرائيلي آخر ومع ذلك لم يحصل هناك أي تقدم في عهده بعملية السلام.
وقال عباس إنه التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 4 مرات، وإن الوفد الأمريكي زار الأراضي الفلسطينية 37 مرة، إلا أن جميع هذه اللقاءات “لم تثمر عن شيء”.
وأضاف: “لدي اعتقاد تام بأن ترامب بارك صفقة القرن دون أن يعرف عنها شيئا”، مشيرا إلى أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، هو الذي عمل على إعداد الصفقة.
وأشار إلى أن “وعد بلفور لم يكن وعدا بريطانيا بحتا بل بريطانيا أمريكيا”، لافتا إلى أنه “كان هناك تنسيق كامل بين بريطانيا والولايات المتحدة على كل كلمة وردت بالوعد”.
وأكد عباس أن الولايات المتحدة هي “الراعي الأساسي لوعد بلفور”، مؤكدا أن أمريكا أصرت على أن يوضع وعد بلفور في ميثاق عصبة الأمم كما وضع “في صك الانتداب البريطاني على فلسطين”.
وقال: “ورد بالوعد نقطتان: إقامة وطن قومي لليهود، وأن يمنح هؤلاء السكان الموجودون في هذه الأرض حقوقا مدنية ودينية ولم يذكر من هم السكان”.
وتابع بالقول: “قبل دخول (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب للبيت الأبيض كان هناك قرار 2334 وهو قرار تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 23 كانون الأول/ ديسمبر 2016، أمريكا صاغت القرار سرا بالاتفاق مع بريطانيا”.
وقال: “رفضنا استلام الصفقة منذ اللحظة الأولى من إعلانها”، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية “اتصلت بنا عقب الإعلان عن الصفقة ورفضنا استلامها لقراءتها”.
وأعلن الرئيس الفلسطيني انه أبلغ الإدارة الأمريكية بـ”قطع كل العلاقات معها بما فيها العلاقات الأمنية”.
وأوضح عباس أنه كان قد قطع الاتصالات مع إدارة دونالد ترامب بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2017 الا أنه أبقى في ذلك الوقت “على العلاقات مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (ي أي ايه)” كونها تتعلق بالتعاون في “مكافحة الارهاب”.
وتأتي الجلسة الطارئة لمجلس جامعة الدول العربية (وزراء الخارجية) لبحث سبل اتخاذ موقف عربي موحد إزاء خطة السلام في الشرق الأوسط التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي.