توعد وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الفلسطينيين بـ"تدابير قاسية" اذا ما توجهوا الى الامم المتحدة لطلب اعترافها بفلسطين دولة غير عضو، فيما اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه سيكون مستعدا للعودة الى المفاوضات
وقال ليبرمان للاذاعة العامة الاسرائيلية بعدما استقبل وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون "اذا ما ذهب الفلسطينيون الى الجمعية العمومية للامم المتحدة مع مبادرة جديدة احادية الجانب، فليعرفوا انهم يعرضون انفسهم لتدابير قاسية من اسرائيل ومن الولايات المتحدة ايضا".
وقد وصلت اشتون الاربعاء الى القدس في زيارة تستمر 24 ساعة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية في اطار جولة شرق اوسطية.
واضاف ليبرمان "قلت لكاثرين اشتون انه في الشق الفلسطيني ليس هناك لا عملية ولا سلام وان الشعارات لم تعد تجدي نفعا. لقد وصلنا الى مأزق".
واوضح ليبرمان "المشكلة هي ابو مازن (الرئيس محمود عباس). فهو ليس مهتما ابدا بالتوصل الى اتفاق مع اسرائيل. ويسعى في المقابل الى التصعيد".
وفي رام الله، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء إنه سيكون مستعدا للدخول في مفاوضات مع اسرائيل "مباشرة" اذا اعترفت الامم المتحدة بفلسطين كدولة غير عضو بالمنظمة.
وبدت تصريحات عباس محاولة جديدة للتأكيد للولايات المتحدة على أن مساعي الفلسطينيين لرفع تمثيلهم بالأمم المتحدة ليست محاولة للتحايل على المحادثات الثنائية مع اسرائيل والتي توقفت منذ عام 2010 بسبب البناء الاستيطاني على الأراضي المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقال عباس للصحفيين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البلغاري الذي يزور مدينة رام الله بالضفة الغربية "ذهابنا إلى الأمم المتحدة يهدف إلى الحفاظ على حل الدولتين وتأكيد حقوق شعبنا ورفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب."
وأضاف "نحن بحاجة إلى المفاوضات لنحل قضايا الوضع النهائي .. لذلك نحن مستعدون للعودة إلى المفاوضات مباشرة بعد عودتنا من الأمم المتحدة."
وطلب عباس في خطاب أمام الجمعية العام للامم المتحدة الشهر الماضي رفع تصنيف الفلسطينيين إلى "دولة غير عضو" بالمنظمة الدولية وهي درجة اقل من الاعتراف الكامل الذي فشل الفلسطينيون في الحصول عليه بمجلس الامن الدولي العام الماضي بسبب عدم كفاية التأييد.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس ان المحاولة الفلسطينية "ليس من شأنها سوى تعريض عملية السلام للخطر." وتعارض إسرائيل الجهود الفلسطينية أيضا.
وقال عباس في رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاسبوع الماضي إن تحرك الفلسطينيين بالأمم المتحدة يهدف للحصول على اعتراف دولي يسهل المفاوضات.
ويتمتع الفلسطينيون في الوقت الحالي بوضع "كيان مراقب". واذا نجح عباس في مسعاه فسوف تتحول الصفة إلى "دولة مراقبة" وهو ما يسمح للفلسطينيين بالانضمام إلى هيئات دولية مثل المحكمة الجنائية الدولية حيث يمكنهم تقديم شكاوى ضد اسرائيل.
وقال رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم 193 عضوا فوك جيريميتش ان من المرجح مناقشة هذا الموضوع في منتصف نوفمبر تشرين الثاني بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية.
ويحتاج الفلسطينيون إلى اغلبية بسيطة لرفع تصنيفهم لكنهم يتوقعون الحصول على أصوات ما بين 150 و170 دولة.
واستؤنفت محادثات السلام لفترة قصيرة عام 2010 لكنها انهارت بعد ان رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد تجميد جزئي للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة استمر عشرة اشهر.