يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الدوحة الاربعاء حيث سيلتقي زعيم حماس خالد مشعل، وذلك وسط انباء عن اتفاق سري بين واشنطن واسرائيل على فك الحصار عن قطاع غزة بشكل تدريجي، مع تخلي اسرائيل عن مطلبها نزع سلاح الفصائل.
وقال سفير فلسطين في قطر الثلاثاء ان عباس سيتوجه مساء الاربعاء الى الدوحة لاجراء مشاورات حول المفاوضات الجارية من اجل التوصل هدنة دائمة في قطاع غزة.
وكان مسؤولون فلسطينيون في القاهرة حيث تجري المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل اعلنوا ان عباس سيتوجه مساء الاثنين الى قطر.
لكن السفير الفلسطيني منير غنام قال ان الرئيس عباس سيصل مساء الاربعاء الى الدوحة حيث سيجري محادثات الخميس مع امير قطر تميم بن حمد ال ثاني ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل.
واضاف ان عباس الذي كان من المقرر اصلا ان يتوجه مساء الاربعاء الى الدوحة سيتطرق مع محادثيه الى "التطورات الاخيرة في المفاوضات" بين اسرائيل والفلسطينيين حول هدنة دائمة و"جهود الاغاثة واعادة الاعمار في قطاع غزة".
وتابع غنام ان الرئيس الفلسطيني سيتوجه بعد الدوحة الى القاهرة في اطار الاتصالات التي تجريها القيادة الفلسطينية "للتشاور مع كل الاطراف المعنية" بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
اتفاق سري
وجاء ذلك فيما قالت مصادر إسرائيلية إن إسرائيل نسقت واتفقت مع الولايات المتحدة على تفاصيل التسوية المستقبلية مع حركة حماس في قطاع غزة.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن هذه المصادر قولها إنه من المتوقع أن يصل وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، إلى البلاد في الأسبوع القادم، وذلك بهدف “تعزيز إسرائيل ورئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، والإيحاء بأن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ليست في أزمة”.
وقالت المصادر ذاتها إن إسرائيل والولايات المتحدة اتفقتا سرا على أن توافق إسرائيل على فك الحصار عن قطاع غزة بشكل تدريجي، يبدأ بالمعابر البرية، وبعد ذلك البحرية.
وأضافت أن إسرائيل، بحسب الاتفاق، لا تعارض دفع رواتب الموظفين الحكوميين في قطاع غزة، كما تسمح بإعادة إعمار القطاع بأموال المساعدات الدولية.
أما بالنسبة لمطلب نتانياهو، نزع أسلحة فصائل المقاومة، والذي طالب به في بداية الحرب العدوانية على القطاع، فإنه على ما يبدو، بحسب المصادر، لن يكون جزءا من الاتفاق الذي يجري العمل على بلورته في القاهرة.
ونقلت "يديعوت احرونوت" عن اشرف العجرمي، وهو وزير شؤون اسرى سابق في السلطة واحد المقربين من الرئيس الفلسطيني قوله لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان تل ابيب تخلت عن مطلبها نزع اسلحة فصائل قطاع غزة.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن الولايات المتحدة وافقت على أن يكون لها دور في مؤتمر دولي يناقش إعادة إعمار غزة، وفي قضية التبرعات.
تمديد التهدئة
ومتحدثا في القاهرة بعد التوصل في اللحظات الأخيرة الى اتفاق مع إسرائيل على تمديد هدنة حالية لمدة 24 ساعة قال عزام الأحمد القيادي البارز بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن هذه المفاوضات لم تحقق تقدما حقيقيا.
وقال "لم يحدث أي تقدم حول أي نقطة" مضيفا انه "يجب علينا أن نستغل كل دقيقة في الأربع والعشرين ساعة القادمة حتى نصل الى اتفاق وإلا استمرت دائرة العنف."
واستطرد "ليس هناك تقدم حقيقي لهذه المفاوضات وتواجه صعوبات حقيقية وأزمة وهي شاقة وعسيرة والطرف الاسرائيلي يماطل ويسرب ويقوم بحملة تشويش وايضا للضغط على غرفة المفاوضات."
وقال مسؤول في الحكومة الإسرائيلية إن المندوبين الإسرائيليين لا يزالون في القاهرة وهم منكبون على وضع تفاصيل اتفاق محتمل على الرغم من أن الطرفين لم يتوافقا بعد على مسودة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لقد صدرت تعليمات للوفد الإسرائيلي بالإصرار على المطالب الأمنية وبمجرد التوصل إلى اتفاق سيتم دعوة الحكومة للاجتماع لبحثه."
ولم تظهر إسرائيل -التي شنت هجومها في غزة في الثامن من يوليو تموز بعد تصعيد لاطلاق حماس الصواريخ عبر الحدود- اهتماما يذكر بتقديم تنازلات كبيرة وتطالب بنزع سلاح جماعات النشطاء في القطاع الساحلي الذي يسكنه 1.8 مليون نسمة.
وقالت حماس ان التخلي عن أسلحتها ليس خيارا مطروحا. وتصر حماس ايضا على ان تطلق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين بينما تريد إسرائيل من الحركة الاسلامية ان تسلم رفات اثنين من جنودها قتلا اثناء الحرب.
واشارت إسرائيل إلى الموافقة على فتح معابر غزة -وهو ما سيخفف حصار القطاع ويسمح بتدفق حر للبضائع- وتوسيع الحدود البحرية للقطاع في البحر المتوسط.
وأوضحت إسرائيل قبل انقضاء فترة الهدنة الأخيرة انها ستستمر في وقف إطلاق النار إذا فعل الفلسطينيون نفس الشيء.
غير ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال يوم الأحد بينما كان يزور مرفأ للقوات البحرية الإسرائيلية برفقة وزير دفاعه إن "الجيش الإسرائيلي مستعد للقيام بأي عمل عدائي اذا استمر إطلاق النار" على إسرائيل.
ولم يلتق المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون وجها لوجه في القاهرة حيث تجري المفاضات في مبنى تابع للمخابرات المصرية حيث ينتقل المفاوضون المصريون بين الغرف التي يتواجد فيها الوفدان.