عالم أحياء دقيقة: أوكرانيا تحولت لمجمع ضخم للحرب البيولوجية

تاريخ النشر: 12 مارس 2022 - 10:56 GMT
الحرب البيولوجية
أكدت وزارة الدفاع الروسية، القبض على طيور مرقمة تم إطلاقها من مختبرات بيولوجية في أوكرانيا

اتهم عالم الأحياء الدقيقة إيغور نيكولين، الولايات المتحدة بتحويل أوكرانيا لمجمع ضخم لتطوير"الأسلحة البيولوجية"، مشيرا إلى تفشي وانتشار الأمراض والأوبئة في أوكرانيا منذ عام 2014، ملمحا إلى أن الولايات المتحدة ربما تكون قد استخدمت الطيور لنقل الأمراض والأوبئة إلى روسيا.

وقال عالم الأحياء الدقيقة، إن الولايات المتحدة حولت أوكرانيا إلى "ورشة حقيقية" ضخمة لاختبار وسائل وأساليب شن الحرب البيولوجية.

وشدد نيكولين، الذي عمل في وقت سابق كعضو في لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالأسلحة البيولوجية والكيميائية، على أن واشنطن انتهكت بذلك اتفاقية حظر تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية والتكسينية.

وأكد نيكولين أن "أوكرانيا تحولت بالفعل إلى "مجمع ضخم" لتطوير واختبار التقنيات المتعلقة بالأسلحة البيولوجية.

ووفقا له قامت الولايات المتحدة في أوكرانيا باختبار أحدث تكنولوجيات الأسلحة البيولوجية على البشر والحيوانات والنباتات، ونتيجة لذلك نشاهد تفشي وانتشار الأمراض وحتى الأوبئة في أوكرانيا منذ عام 2014.

وأضاف الخبير: "ونتيجة لذلك ظهرت هناك أمراض الطاعون الرئوي والجمرة الخبيثة وجميع أنواع الأمراض الغريبة مثل حمى كيو. كل ذلك يشير إلى أن الولايات المتحدة وأوكرانيا تنتهكان اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية والتكسينية على نطاق واسع. قامت الدولتان بتطوير وتصنيع وتخزين أنواع جديدة من هذه الأسلحة مع انتهاك جميع الوصايا الثلاث التي تشكل الاتفاقية".

إنفلونزا الطيور

وكان عالم الأحياء الدقيقة إيغور نيكولين، قد أشار في تصريحات سابقة إلى إن الولايات المتحدة ربما استخدمت الطيور كوسيلة لنقل الأمراض الخطيرة إلى روسيا.

ووفقا له، تدل الوثائق التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية، على أن بعض البحوث التي جرت في أوكرانيا تتعلق بفيروس إنفلونزا الطيور، بما في ذلك سلالة H5N1 ، والتي تعتبر الأكثر خطورة ويمكن أن تسبب الوباء على مستوى عالمي.

كذلك يجب تركيز الانتباه على أنه تم في المختبرات الموجودة في أوكرانيا العمل لزيادة قوة العدوى المسببة للأمراض لدى بعض الميكروبات.

وأضاف نيكولين: "وهذا يعني أنه من خلال أساليب الهندسة الوراثية، كان من الممكن التوصل إلى إنتاج سلالات قتالية، ليقوم الأمريكيون بنقلها عمدا إلى الطيور البرية ومن ثم توجيهها إلى أراضي العدو المحتمل، أي إلى روسيا".

طيور مرقمة

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، القبض على الطيور المرقمة التي تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا في منطقتي إيفانوفو وفورونيج الروسيتين.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف،الخميس الماضي، أن الهدف من الأبحاث البيولوجية التي كانت تمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا كان إنشاء آلية سرية لنشر مسببات الأمراض الفتاكة.

في السياق ذاته قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها إنه باتت معروفة تفاصيل مشروع UP-4، الذي تم تنفيذه بمشاركة مختبرات في كييف وخاركوف وأوديسا خلال فترة حتى عام 2020.

انتشار العدوى

ووفقا للوزارة، كان هدف المشروع، دراسة إمكانية انتشار العدوى فائقة الخطورة من خلال الطيور المهاجرة، بما في ذلك إنفلونزا H5N1 شديدة العدوى، والتي تصل نسبة فتكها إلى 50٪، وكذلك مرض نيوكاسل. وخلال ذلك تم تحديد نوعين على الأقل من الطيور المهاجرة، والتي تمر طرقهما بشكل رئيسي عبر روسيا، كما تم تلخيص معلومات عن طرق هجرتها عبر دول أوروبا الشرقية.

وأضافت الوزارة: "من بين جميع الأساليب التي تم تطويرها في الولايات المتحدة لزعزعة استقرار الوضع الوبائي، تعد هذه الطريقة من أكثر الأساليب تهورا وعديمة المسؤولية، لأنها لا تسمح بالتحكم في تطور الوضع". ووفقا للوزارة تم هناك أيضا تطوير مشروع R-781، حيث تعتبر الخفافيش ناقلات محتملة لعوامل الأسلحة البيولوجية.

وتؤكد الوزارة أن مواد المشروع UP-8 لدراسة فيروس حمى القرم-الكونغو النزفية، وفيروسات هانتا في أوكرانيا تدحض التأكيد العام الأمريكي بأن العلماء الأوكرانيين فقط هم من يعملون في مختبرات البنتاغون البيولوجية في أوكرانيا دون تدخل علماء الأحياء الأمريكيين. تثبت إحدى الوثائق أن جميع الأبحاث عالية الخطورة يتم إجراؤها تحت إشراف مباشر من جانب مختصين أمريكيين. وتؤكد الوثيقة أن البنتاغون كان يسدد بشكل مباشر نفقات هذه البحوث، وتشير الأجور المتواضعة للمختصين الأوكرانيين، وفقا للمعايير الأمريكية، إلى تدني المستوى المهني لهؤلاء المتخصصين.

البرنامج البيولوجي العسكري الأمريكي

وتضمنت الوثائق، مقترحات لتوسيع البرنامج البيولوجي العسكري الأمريكي على الأراضي الأوكرانية. وتم العثور على أدلة على استمرار المشاريع البيولوجيةUP-2 ، UP-9، UP-10، التي تهدف إلى دراسة مسببات الأمراض من الجمرة الخبيثة وحمى الخنازير الإفريقية.

من جانبه قال الفريق إيغور كيريلوف قائد قوات الحماية من الإشعاعات ومن السلاح الكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، إن البنتاغون أبدى الاهتمام بالحشرات التي تحمل العدوى خلال التجارب في مختبرات أوكرانيا، وتم نقل أكثر من 140 حاوية بها براغيث وقراد إلى الخارج من المختبر البيولوجي في خاركوف، قبيل اقتراب القوات الروسية من المنطقة.

وأضاف: "اهتم البنتاغون كذلك بالحشرات الناقلة للأمراض المعدية الخطيرة. ويؤكد تحليل المواد الموجودة أن أكثر من 140 حاوية بها طفيليات خارجية للخفافيش - البراغيث والقراد - تم نقلها إلى الخارج من المختبر البيولوجي في خاركوف".