طليعة المراقبين تصل سوريا وعدد القتلى 6200

تاريخ النشر: 22 ديسمبر 2011 - 07:30 GMT
محتجون مناهضون للحكومة يحملون نعوشا خلال جنازة محتجين قتلوا في اشتباكات سابقة في احد ضواحي دمشق
محتجون مناهضون للحكومة يحملون نعوشا خلال جنازة محتجين قتلوا في اشتباكات سابقة في احد ضواحي دمشق

 وصلت الى دمشق الخميس طليعة بعثة المراقبين العرب، فيما قالت جماعة حقوقية ان أكثر من 6200 شخص بينهم مئات الاطفال قتلوا أثناء قمع قوات الامن والجيش السورية لانتفاضة مناهضة لحكم الرئيس بشار الاسد.
وقال وجيه حنفي مساعد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي هاتفيا من العاصمة السورية "الحمد لله وصلنا دمشق بالسلامة."
وقال سمير سيف اليزل الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية الذي يرأس الوفد المكون من 11 عضوا قبل مغادرته القاهرة ان الوفد سيعمل على تيسير عمل بعثة المراقبين العرب مع الجانب السوري "في موضوع التجهيزات لاستقبال بعثة المراقبين."
ومضى يقول ان الوفد سيقوم بعمل "بعض الترتيبات اللازمة لاستقبال البعثة على الارض من ناحية الاقامة والمواصلات والاتصالات والتأمين خلال انتقالات أعضاء البعثة وتحديد الاماكن التي ستقوم بزيارتها في كل المدن والمناطق السورية."
ويضم الوفد الذي يرأسه سيف اليزل عددا من مسؤولي الجامعة العربية الى جانب باحثين وخبراء في عدة منظمات حقوقية.
ووافقت سوريا في أوائل نوفمبر تشرين الثاني على خطة عربية تطالب بانهاء القتال وسحب القوات من المناطق السكنية والافراج عن السجناء وبدء حوار مع المعارضة.
لكن دمشق تلكأت ستة أسابيع في السماح لمراقبين بتقييم مدى التزامها بتنفيذ الخطة في الوقت الذي قفزت فيه أعداد القتلى. ووقعت دمشق على بروتوكول بشأن المراقبين يوم الاثنين في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.
ومن جانب اخر وصل الفريق أول الركن محمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب الى مصر قادما من الخرطوم في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.
وقال الدابي لدى وصوله انه جاء الى القاهرة "لمتابعة الاعدادات الادارية والترتيبات الفنية الخاصة بعمل البعثة والتي ستعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع بسوريا من خلال لقاءات ميدانية متواصلة مع كل أطراف القضية السورية من قوات مسلحة ومعارضة وأجهزة أمن ومنظمات انسانية."
وقال العربي لرويترز يوم الثلاثاء ان فريق المراقبين سيضم 150 عضوا ومن المقرر أن يصل الى سوريا بحلول نهاية ديسمبر كانون الاول أو قبل ذلك وسيطالب بزيارات بدون عوائق للمستشفيات والسجون وغير ذلك من الاماكن في مختلف أنحاء البلاد.
وأضاف أن الفريق سيصدر تقارير يومية سيكون للسلطات السورية حق الاطلاع عليها دون ادخال تعديلات.
وقال العربي ان الفريق سيحتاج الى أسبوع من وصوله الى سوريا ليحكم ان كانت الحكومة تلتزم بخطة السلام العربية.
وأضاف أن عشر سيارات دفع رباعي ستصل الى سوريا من العراق لاستعمالها في مهمة الفريق.
وفي هذه الاثناء، قالت جماعة مدافعة عن حقوق الانسان يوم الخميس ان أكثر من 6200 شخص بينهم مئات الاطفال قتلوا أثناء قمع قوات الامن والجيش السورية لانتفاضة مناهضة لحكم الرئيس بشار الاسد.
وتواجه سوريا على نحو متزايد تنديدا دوليا شديدا بسبب تعاملها مع مظاهرات مستمرة منذ شهور.
وتقول سوريا انها تحارب "ارهابيين" مدعومين من الخارج وأعلنت يوم الخميس أن أكثر من 2000 من افراد قوات الامن والجيش قتلوا في الاضطرابات.
وقالت جماعة أفاز المدافعة عن حقوق الانسان ومقرها بريطانيا انها جمعت أدلة على مقتل أكثر من 6237 مدنيا ومن قوات الامن وأن 617 منهم قتلوا أثناء التعذيب. وأضافت الجماعة أن 400 قتيل على الاقل من الاطفال.
والرقم الذي أوردته الجماعة يزيد بنحو ألف قتيل عن أحدث تقديرات للامم المتحدة التي كانت تتزايد هي الاخرى بشدة في الشهور القليلة الماضية.
وقال ريكن باتل المدير التنفيذي لمؤسسة أفاز في بيان "لا يستطيع أحد الان أن يغمض عينيه عن مشهد الرعب في سوريا... ان واحدا من كل 300 سوري اما أنه قتل أو سجن."
وأضاف "العالم أمامه خيار ..اما أن يقف على الحياد بينما تمزق حرب أهلية وحشية البلاد أو أن يكثف ضغوطه لاجبار الاسد على الرحيل."
وقالت أفاز ان السلطات السورية اعتقلت 69 ألفا على الاقل منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار. وأطلق سراح نحو 32 ألفا منهم فيما بعد.
وترتفع أعداد القتلى بشدة بعد أن خيمت على حركة الاحتجاج المناهضة لحكم عائلة الاسد التي كانت سلمية أساسا اشتباكات مع جماعات تمرد مسلحة تطلق على نفسها اسم جيش سوريا الحر.
وقدرت أفاز أن 917 من تقديراتها للقتلى سقطوا في تلك الاشتباكات وأنهم موزعون بالتساوي تقريبا بين المتمردين المسلحين وأفراد الامن.
والاسبوع الحالي من أكثر الاسابيع دموية في الانتفاضة المستمرة منذ تسعة شهور.
وقالت جماعة نشطاء أخرى ان محاولات الجيش سحق انتفاضة قرب الحدود مع تركيا يوم الثلاثاء أسفرت عن سقوط أكثر من 111 مدنيا وناشطا.
ووصل الى دمشق يوم الخميس وفد بعثة المراقبين العرب للاعداد لزيارة البعثة التي ستضم حوالي 150 مراقبا.
وسيتحقق المراقبون العرب مما اذا كانت سوريا تنفذ مبادرة عربية تدعو الى انهاء العنف وسحب القوات من الشوارع والافراج عن السجناء.
وقالت أفاز ان لديها أكثر من 50 مراقبا على الارض يجمعون بيانات للتقارير التي تعدها الجماعة. وقالت انه جرى تأكيد كل حالة من حالات الوفاة في التقدير الذي قدمته من خلال ثلاثة أفراد بينهم قريب للمتوفي ورجل دين أقام مراسم الدفن.
وتقدر الجماعة أن 40 في المئة من الوفيات وقعت في مدينة حمص بوسط البلاد وهي معقل للاحتجاجات ومركز التمرد المسلح ضد قوات الامن.