عثرت مجموعة مكونة من 35 صياداً يمنياً على كنز حقيقي من العنبر في بطن حيوان حوت كان يملك مخزوناً هائلاً منه بيع مقابل 1.2 مليون يورو.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في 1 حزيران/يونيو 2021 أن مجموعة من الصيادين سعيدي الحظ عثرت على جثة لـ"حوت العنبر" في خليج عدن جنوب اليمن.
وفي تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" (independent) البريطانية، قال الكاتب آدم فوريست إن مجموعة من الصيادين عثروا على ما قيمته 1.1 مليون جنيه إسترليني من العنبر، وهو عبارة عن "قيء" الحوت الذي يُستخدم في صناعة العطور.
والعنبر هو الاسم الذي يطلق على القيء الذي يخرج من جوف الحوت ويلقب أيضاً بـ"الذهب العائم" أو "كنز البحر". وهذه المادة ذات الرائحة الكريهة هي بالفعل عنصر نادر جداً يستخدم في صناعة العطور ويمكن بيعها بما يصل إلى 50 ألف دولار للكيلوغرام الواحد.
ونقلت الهيئة عن أحد الصيادين قوله: "عندما وجدنا العنبر، شعرت بسعادة غامرة". واعتبر آخر: "لم تكن الرائحة لطيفة للغاية، لكنها أموال طائلة. لقد كان سعراً لا يمكن تصوره ونحن فقراء".
ويعتبر اليمن، الغارق منذ سنوات في حرب أهلية طاحنة، واحداً من أفقر دول العالم وتنبه منظمات دولية إلى أن ما يقرب من 80٪ من سكانه معرضون للجوع. لذلك يظل الصيد وسيلة مهمة للغاية للعيش.
يتكون العنبر، الذي يُعرف باسم "قيء الذهب" أو "الذهب العائم"، داخل أمعاء حيتان العنبر على امتداد سنوات عديدة لإنتاج مادة شمعية بلون رمادي أو أسود. ويُستخدم العنبر بعد ذلك في صناعة العطور للحفاظ على الرائحة. واتفق الصيادون من قرية الخيسة على اقتسام الأرباح التي سيجمعونها من قطعة العنبر التي يبلغ وزنها 127 كيلوغراما، قبل بيعها مقابل 1.1 مليون إسترليني، وذلك وفقا لموقع "ميدل إيست آي".
تغيير جذري
وذكر الكاتب أن أحد الصيادين قال إن بعضهم قرر شراء منزل، بينما البعض الآخر يخطط في الوقت الراهن للزواج بعد أن تم انتشالهم من دائرة الفقر. وأوضح أن "30 مليون ريال يمني (85 ألف إسترليني) تكفي هذه الأيام لبناء منزل والزواج، الأمر الذي ينفق عليه أغلب الصيادين أموالهم".
وتم توزيع جزء من الأموال على محتاجين آخرين في قرية الخيسة، التي يقطنها لاجئون من مدينة الحديدة الكائنة في بلد مزقته الحرب. وقال أحد القرويين "بمجرد بيع الصيادين قطعة العنبر، ساعدوا سكان القرية بالمال وبعض العائلات بالأدوية".
من جهتها، قدرت الأمم المتحدة أن 80% من سكان اليمن معرضون للجوع بعد مرور أعوام من اندلاع الحرب الأهلية.