دوت صافرات الانذار في مستوطنات عدة في منطقة القدس بالضفة الغربية مع استهدافها بصواريخ من غزة الجمعة، فيما ارتفع الى 30 عدد الشهداء في الغارات التي كثفها الجيش الاسرائيلي على القطاع.
وقال الجيش الاسرائيلي ان الصواريخ استهدفت مستوطنات عفرات وبيت شيمش وغيفين وتوريش وغفاعوت ونير دانييل وتسور هداسا وروش تزوريم وكفار عتصيون.
وقالت تقارير عبرية ان صاروخا سقط قرب مستوطنة غوش عتصيون، ودون ان يتضح ما اذا كان تسبب بضحايا او اضرار.
وفي الاثناء، والت حصيلة الشهداء في قطاع غزة الارتفاع، مع مواصلة اسرائيل ضرباتها لحركة الجهاد الاسلامي في القطاع، فيما ترواح جهود التهدئة التي تبذلها مصر وقطر مكانها مع رفض تل ابيب قبول شروط الحركة لوقف اطلاق النار.
واعلنت وزارة الصحة في غزة ان طائرات اسرائيلية استهدفت مدنيين شمال القطاع مساء الخميس، ما ادى الى استشهاد احدهم. وقالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ان الشهيد هو أحد مقاتليها ويدعى عدي رياض اللوح.
وقبل ذلك، اعلنت الوزارة ان شهيدين سقطا اثر استهدافهما من قبل الطيران الاسرائيلي شرق حي الشجاعية في مدينة غزة بعد ظهر الخميس.
وبهذا، ترتفع الى 30 حصيلة الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الاسرائيلي خلال غاراته المستمرة على القطاع منذ الثلاثاء.
وأعلن الجيش مساء الخميس، انه هاجم 191 هدفا في غزة منذ الثلاثاء.
وفي وقت سابق الخميس، استشهد القيادي الكبير في حركة الجهاد الاسلامي احمد ابو دقة (ابو حمزة) في ضربة اسرئيلية استهدفت منزلا في خانيونس جنوبي قطاع غزة.
واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي في بيان انه تمكن من "القضاء" على ابو دقة، وهو نائب قائد الوحدة الصاروخية في سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وذلك عبر عملية مشتركة للجيش وجهاز الامن الداخلي الشاباك.
وقال المتحدث افيخاي ادرعي في البيان الذي نشره عبر حسابه في تويتر ان الشهيد لعب دورا كبيرا في عمليات اطلاق الصواريخ على اسرائيل.
اطلاق الصواريخ يتواصل
واكدت حركة الجهاد في بيان استشهاد ابو دقة في ضربة إسرائيلية على في بلدة بني سهيلا في خانيونس، فيما قالت وزارة الصحة في غزة ان اربعة اشخاص اصيبوا بجروح اثر الضربة.
وكان الجيش الاسرائيلي اغتال مسؤول الوحدة الصاروخية في سرايا القدس علي غالي في ضربة استهدفت شقة في بناية سكنية في خانيونس صباح الخميس.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان انه استهدف غالي الذي يشغل ايضا عضوا في المجلس العسكري بحركة الجهاد في "عملية مشتركة للجيش والشاباك".
وقالت اسرائيل انها احصت 803 قذائف صاروخية اطلقت عليها من قطاع غزة منذ الاربعاء، مؤكدة اعتراض 175 منها، وسقوط 124 داخل القطاع.
وواصلت فصائل غزة اطلاق الصواريخ على اسرائيل بعد ظهر الخميس، حيث طال بعضها منطقة تل أبيب التي دوت فيها صفارات الانذار. كما سقطت قذائف صاروخية في محيط مدن الرملة وريشون لتسيون ورحوفوت.
وقالت تقارير عبرية ان شخصا قتل واصيب اخران بعدما اصابت احدى القذائف مبنى من اربعة طوابق في رحوفوت جنوب تل ابيب، في حين اعترض نظام القبة الحديدية عددا من الصواريخ في سماء المدينة.
وساطة متعثرة
وفي الاثناء، لا تزال مساعي التهدئة التي تتوسط فيها مصر وقطر والامم المتحدة تصطدم بعقبة رفض اسرائيل شروط حركة الجهاد الاسلامي لوقف اطلاق النار.
وتشترط حركة الجهاد لقبول الهدنة ان تلتزم اسرائيل بانهاء الاغتيالات التي تستهدف قادة الحركة، وان تسلم جثمان الاسير خضر عدنان الذي استشهد بعد اشهر من الاضراب عن الطعام في سجون الاحتلال.
وفي تصريح صحفي، اعتبر محمد الهندي، رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد ان من السابق لاوانه الحديث عن التوصل الى اتفاق حول التهدئة، مشيرا الى ان ما يعيق ذلك هو "إلزام الاحتلال بوقف سياسة الاغتيالات"،
وقال مسؤول اسرائيلي للاذاعة الرسمية ان تل ابيب لن توقف الاغتيالات وستواصل ضرب البنية التحتية لحركة الجهاد لضمان عدم مواصلتها اطلاق الصواريخ، وذلك رغم الضغوط التي تمارسها مصر وقطر على اسرائيل لقبول الهدنة.

وبالنسبة لرفض تسليم جثمان عدنان، فقد تذرع المسؤول الاسرائيلي بان اقامة جنازة له قد يشعل الوضع في الضفة الغربية، وذلك قبل ان يربط اعادة الجثمان بقضية اسرائليين محتجزين منذ سنوات لدى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وحرص المسؤول الاسرائيلي على تاكيد ان المفاوضات بشأن تبادل الاسرى مع حماس متوقفة منذ فترة و"ليس هناك شئ يجري تحت الطاولة" بهذا الشأن.
وكان مسؤول اسرائيلي اخر كشف عن ان وزير المخابرات المصري عباس كامل يقود جهود الوساطة في محادثات التهدئة بين اسرائيل وفصائل غزة.
وقال المسؤول للقناة 14 الاسرائيلية ان الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي منخرط بصورة مباشرة في هذه الجهود.
وفي وقت لاحق مساء الخميس، قال مسؤول اسرائيل لهيئة البث العام إن الجانب المصري خفّض من مستوى مشاركته في المحادثات.
وفيما يعكس احباط القاهرة ازاء مجرى المحادثات، فقد اكد وزير الخارجية المصري سامح شكري الخميس ان جهود بلاده في هذا الاتجاه "لم تؤت ثمارها" بعد، داعيا الاطراف الدولية للضغط على اسرائيل لوقف "التصعيد".
دعا وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا ومصر والأردن، اليوم الخميس، إلى "وضع حدّ لأعمال العنف"، وذلك على خلفية العدوان الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ الثلاثاء.

