صحف غربية: الانتخابات في مصر ستنتج برلمانا "مخصيا"

تاريخ النشر: 29 أكتوبر 2015 - 04:00 GMT
ضعف إقبال الناخبين سببه "لا مبالاتهم" بسبب تشابه معظم المرشحين - أرشيف
ضعف إقبال الناخبين سببه "لا مبالاتهم" بسبب تشابه معظم المرشحين - أرشيف

تناولت الصحف الغربية الانتخابات البرلمانية المصرية التي أقيمت جولة الإعادة بها يومي الثلاثاء والأربعاء، وأشارت إلى فشل وسائل الترغيب والترهيب التي مارسها النظام لدفع المواطنين لكسر حالة العزوف الجماعي عن المشاركة في التصويت.

ولفتت عدة صحف إلى أن أول برلمان يتم انتخابه بعد انقلاب يوليو/ تموز 2013، سيكون موالياً للنظام بشكل تام بعد أن تم إقصاء كل المعارضين الحقيقيين من المشهد السياسي في البلاد.

 

برلمان "مخصي"

وفي معرض تعليقه على الشأن المصري، قال المحلل الإسرائيلي إيرز شتريم إن البرلمان المقبل في مصر سيكون "مخصياً" وغير قادر على تشكيل أي تهديد يذكر على السلطة شبه المطلقة التي يمتلكها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن النواب الجديد سيكونون منشغلين بالسعي وراء مصالح أبناء مناطقهم بشكل أكبر من التشريع أو مراقبة الحكومة والرئيس".

 

وأضاف شتريم، في تقرير له بموقع "ميدا" الإسرائيلي، أن الإنتخابات البرلمانية التي تشهدها مصر ستكون المسمار الأخير في نعش الديمقراطية بالبلاد بعد أن نجح السيسي في القضاء على المعارضة الداخلية الحقيقية بجناحيها الإسلامي والليبرالي.

 

وتابع: بعد "أن سمح السيسي فقط لرجال الأعمال الموالين له ورموز نظام مبارك وجنرالات الجيش بالترشح فإن النتيجة النهائية ستكون برلمان يمرر سياسات الرئيس دون نقاش".

 

لا انتخابات بدون الإخوان

أما شبكة "يورو نيوز" الإخبارية العالمية فقالت إن الكثيرين في مصر يعتقدون أنه بدون مشاركة مرشحي الإخوان المسلمين في الانتخابات فإنه لم يعد هناك بدائل حقيقية للاختيار من بينها بعد أن تشابه معظم المرشحين.

 

وأضافت الشبكة، في تقريرها حول الانتخابات البرلمانية، أن ضعف الإقبال على التصويت شوه جولة الإعادة، مرجعة ذلك إلى لا مبالاة الناخبين بسبب تشابه معظم المرشحين في البرامج والتوجهات حيث لم يبق في معظم الدوائر إلا الوجوه القديمة من أعضاء الحزب الوطني.

 

وانطلقت جولة الإعادة من المرحلة الأولى من الانتخابات الثلاثاء الماضي على مدار يومين في 14 محافظة هي الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح، ويتنافس في تلك المرحلة 418 مرشحا على 209 مقاعد.

 

وكشف المستشار عبد الله الخولي، رئيس اللجنة العامة للانتخابات بالإسكندرية، إن نسبة التصويت في اليوم الأول بالمحافظة، بلغت نحو 4.5% فقط.

 

السندات تحت النار

وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إنه "في الوقت الذي تجرى فيه الانتخابات البرلمانية في مصر، شهدت السندات المالية التي تصدرها الحكومة انخفاضاً قاسٍ وسريعٍ بسبب ارتفاع تكلفة تأمينها ضد مخاطر التخلف عن السداد إلى مستويات غير مسبوقة".

 

وأضافت الصحيفة أنه فيما يقترب تشكيل برلمان مؤيد لقائد الإنقلاب عبد الفتاح السيسي، فإن اقتصاد البلاد لا يزال غارقاً في بحر من الشكوك، مشيرة إلى استقالة محافظ البنك المركزي هشام رامز بعد أن اتخذ قراراً بخفض سعر الجنيه المصري مرتين متتالين في غضون أيام قليلة.

 

وتابعت "فاينانشال تايمز" أن محاولات رامز للقضاء على السوق السوداء للدولار أدت إلى تقويض التجارة بعدما حرمت الشركات من الدولارات التي تحتاجها للاستيراد.

 

الناخبون يشاركون بالقطارة

من جهتها، قالت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية إن |فراغ مراكز الإقتراع في جولة الإعادة بالمحافظات الأربعة عشر كان المشهد السائد طوال يومي الإنتخاب، في تناقض صارخ مع الطوابير الطويلة خارج مراكز الاقتراع في انتخابات 2011".

 

وشبهت الوكالة إقبال الناخبين على مراكز الإقتراع في جولة الإعادة وكأنهم يذهبون للإدلاء بأصواتهم "قطرة قطرة"، في مشهد يعكس فشل النظام في إقناع المواطنين بجدوى المشاركة في تلك الإنتخابات ومدى تأثيرها على تحديد مستقبلهم أو حل مشكلاتهم.

 

وأشارت الوكالة إلى أن نسبة التصويت في الجولة الأولى بلغت 26.5%، حسبما أعلنته اللجنة العليا التي تولت إدارة العملية الإنتخابية، وهو ما يقل عن نصف معدل الإقبال في الانتخابات البرلمانية التي تلت ثورة يناير 2011 بعدة أشهر وهمين عليه الإسلاميون.

 

ولفتت "أسوشيتد برس" إلى أن النساء وكبار السن شكلوا الجانب الأكبر من الناخبين، فيما غاب الشباب تماماً عن المشهد معربين عن خيبة أملهم المتزايدة في تحسن الأوضاع تحت حكم الجنرال السيسي.