تظاهر عشرات الاف اليمنيين الجمعة في صنعاء رافضين منح الرئيس علي عبد الله صالح حصانة مقابل تعهده بالتخلي عن الحكم. وقال خطيب الجمعة فؤاد العنجري امام حشد المتظاهرين ان "دم الشهداء الذي ارغمك على التنحي عن السلطة سيلقي بك في السجن، لا حصانة لا ضمانة، دم الشهيد امانة".
وشدد الامام في خطبة صلاة الجمعة وصلاة الغائب على المتظاهرين الخمسة الذين قتلوا الخميس برصاص انصار الرئيس علي عبد الله صالح "اننا سنصمد في ساحة الستين (شمال صنعاء) حتى نحقق اهدافنا: وهي سقوط ما تبقى من النظام وانبثاق يمن جديد".
وفي الاثناء تظاهر انصار علي عبد الله صالح الاقل عددا من السابق، في ساحة السبعين في جنوب صنعاء داعين الى ان يكون التغيير نتيجة انتخابات طبقا للشعار الذي تعود الرئيس ان يردده.
ويوجد علي عبد الله صالح في المملكة السعودية حيث وقع الاربعاء بعد اشهر من التردد، اتفاقا ينص على تنحيه من السلطة مقابل منحه والمقربين منه حصانة. لكن "شباب الثورة" الذين يتظاهرون منذ عشرة اشهر مطالبين بسقوط النظام رفضوا بشدة هذا الاتفاق الذي يشرك المعارضة البرلمانية والذي يبدو انه يرضي العسكريين المنشقين.
كذلك نددت بالحصانة الممنوحة لصالح منظمات الدفاع عن حقوق الانسان مثل منظمة العفو الدولية وكل الذين يستنكرون القمع الذي اوقع مئات القتلى والاف الجرحى.
ونظمت تظاهرات تطالب بمحاسبة علي عبد الله صالح في انحاء عدة من البلاد التي تعتبر الافقر في المنطقة.
وقد اصيب علي عبد الله صالح (69 سنة) الذي يحكم البلاد منذ 33 سنة، في اعتداء في حزيران/يونيو وتلقى العلاج في الرياض قبل ان يعود الى اليمن.
وسيخضع في العاصمة السعودية الى فحوص اضافية وفق تصريح ادلى به وزير الخارجية ابو بكر القربي ونشرته صحيفة الوطن السعودية الجمعة.
وقال انه "لم يحدد اي موعد بعد لرحيله من الرياض، ان ذلك يتعلق بنتائج الفحوص وما اذا سيواصل العلاج في السعودية او الولايات المتحدة". واضاف انه "اذا كانت النتائج مطمئنة فانه سيعود الى اليمن".
وظلت ساحات المدن اليمنية مكتظة بالحشود الجمعة، رغم توقيع الرئيس علي عبدالله صالح آلية تنفيذ المبادرة الخليجية، فخرج المعارضون ليعلنوا رفضهم "منح الحصانة" للرئيس، الذي وجه رسالة إلى القوات المسلحة تمنى فيها ألا يتنكر الطرف الآخر للاتفاقية كما جرى عام 1994 عندما اندلعت حرب أهلية بين شطري البلاد الشمالي والجنوبي بدعوى الانفصال.
وقال صالح، في رسالة بعثها إلى القوات المسلحة والأمن بمناسبة العام الهجري الجديد إن الشعب اليمني عاش خلال العشرة الأشهر المنصرمة "أزمة حادة وصعبة انعكست سلباً على كل جوانب الحياة.. وألحقت أضراراً فادحة في الجانب التنموي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي،" مضيفاً أن التعامل مع الأزمة من قبل كان "بروح المسؤولية الوطنية" من خلال التوقيع على الآلية.
وقال صالح إن توقيعه جاء من أجل "تفويت الفرصة على من يتآمر على الوطن ونظامه الجمهوري.. ولإفشال المخطط التآمري الداخلي والخارجي الذي يحاك ضد وطننا اليمني ضمن المخطط التآمري الذي استهدف بعض الأقطار العربية، وبما يجنب بلادنا الحرب والدمار وإراقة الدماء والانزلاق إلى الفوضى،" على حد تعبيره.
وتابع الرئيس اليمني: "نتطلع بكل الأمل والثقة إلى أن تتعامل كافة الأطراف السياسية وكل القوى الخيرة بإيجابية مع المبادرة وآليتها التنفيذية.. وألا يتم التنكر لها كما تنكر الذين وقعوا في عمان عام 1994 على وثيقة العهد والاتفاق وأشعلوا الحرب وأعلنوا الانفصال وأرادوا تمزيق الوطن، وان لا يتم أيضا الالتفاف على ما تم الاتفاق عليه أمام مرأى ومسمع كل دول العالم أشقاء وأصدقاء، من خلال أعمال التصعيد ومحاولة تفجير الموقف."