شيراك يؤيد إصلاح الشرق الاوسط شريطة عدم التدخل في شؤونه الداخلية

تاريخ النشر: 06 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك مساء الجمعة، الى جانب نظيره المصري حسني مبارك، انه يؤيد تحديث البلدان العربية شرط الا يكون هذا التحديث مفروضا من الخارج، معلنا "نعم للتحديث، لا للتدخل".  

واعرب الرئيسان اللذان وصفا نفسيهما مرارا بأنهما "صديقان قديمان" عن توافق تام حول المبادرة الاميركية "للشرق الاوسط الكبير"، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه في ختام لقاء استمر ساعة في قصر الاليزيه.  

ويرمي هذا المشروع الذي طرحه الرئيس جورج بوش الى تشجيع الاصلاحات الديموقراطية والانفتاح الاقتصادي في العالم العربي والبلدان الاسلامية الاخرى (منطقة تمتد من موريتانيا حتى افغانستان".  

وقال الرئيسان الفرنسي والمصري ان اطلاق عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين واستقرار العراق هما "مقدمات" لأي تحديث في الشرق الاوسط.  

واعلن شيراك "نحن نؤيد التحديث من خلال التشاور والتعاون بين الدول".  

واضاف "في المقابل، نعتقد ان من المتعذر فرض اي شيء. وبطريقة اخرى، نقول نعم للتحديث ولا للتدخل".  

واعتبر شيراك "نعتقد -وهذا هو ايضا شعور الرئيس مبارك، لذلك نحن نسلك الخط نفسه- ان اي تطور، اي تحديث في هذه المنطقة يفترض اولا تسوية مشكلة السلام بين الشعب الفلسطيني والشعب الاسرائيلي. لأن هذا هو محور الصعوبة".  

وقال "كذلك نعتقد ان من الملح ايجاد حل لمشكلة العراق تتيح احلال السلام والاستقرار من خلال الحفاظ على وحدة العراق"، مضيفا ان "هذه هي مقدمات".  

ويأتي موقف الرئيس الفرنسي هذا بعد تصريحات كانت نقلت امس عن مسؤولين فرنسيين قالوا فيها شيراك أعرب عن تأييد فرنسا للاصلاح في الشرق الاوسط في اجتماع مع ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد بن خليفة ال ثاني. 

ونقل المساعدون عن شيراك قوله "ولكن أي مبادرة تتعلق بالشرق الاوسط يجب أن تلبي حاجات وتطلعات المنطقة وتأخذ في الحسبان الحاجة لحل سياسي للمشكلة الاسرائيلية الفلسطينية". 

وكان مسؤولون اميركيون قالوا أن مبادرة الرئيس جورج بوش بشأن الشرق الاوسط الكبير التي تستهدف دعم اصلاحات سياسية واقتصادية في هذه المنطقة الممتدة من المغرب الى أفغانستان يجب ألا تعتمد على تحقيق تسوية للصراع في الشرق الاوسط. 

وتكشف نسخة من مسودة خطة الاصلاح اطلعت رويترز عليها ان الاقتراحات تركز على حل مشاكل المنطقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون ذكر للصراع العربي الاسرائيلي الذي يقول العرب انه السبب في كل المشاكل التي تعاني منها المنطقة. 

وقال دومنيك دو فيلبان وزير الخارجية الفرنسي ان باريس تبحث القضية مع شركائها الاوروبيين والولايات المتحدة وروسيا للوصول الى "أفضل مشروع ممكن بحلول حزيران/يونيو". 

واضاف دو فيلبان بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف ووزير الدفاع سيرجي ايفانوف "لايمكننا املاء المستقبل على دول الشرق الاوسط". 

ومضى دو فيلبان يقول ان القضية الاساسية في الشرق الاوسط هي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وقال ان اقامة دولة فلسطينية "شرط للاستقرار في المنطقة". 

وردا على سؤال عن الموقف الروسي قال ايفانوف "نحن نبحث المسألة ولكن الوقت مبكر للرد". 

وتستهدف المبادرة تقديم دعم عسكري وتجاري للاصلاحات التي تشمل انتخابات حرة وتمكين المرأة واقتصاد السوق. وعارضت عدة حكومات عربية الخطة وقالت ان الاصلاحات يجب أن تنبع من الداخل وأن الخطة تستهدف اساسا خدمة المصالح الاسرائيلية. 

وحذر الرئيس المصري واشنطن من محاولة فرض الخطة. 

وقد تزعم مبارك جبهة ضد المبادرة الاميركية وقام بجولة اوروبية مصغرة (ايطاليا وفرنسا وبريطانيا).  

واكد ان "جميع الجهود يجب ان تأتي من البلدان العربية"، معتبرا ان من الضروري ان تؤخذ في الاعتبار خصوصيات كل دولة و"استجابة حاجات بلدان المنطقة".  

واعتبر الرئيس المصري ايضا ان "حلا عادلا" للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني والوضع في العراق، من شأنه ان يتيح وحده "تعزيز الدعم الشعبي للاصلاحات وازالة الشعور بالاحباط الذي يقود الى الارهاب".  

وبعد الحرب في العراق، تسعى الخطة الاميركية الى ادخال تغييرات عميقة في المنطقة التي تخشى واشنطن ان تبقى بؤرة للتوترات والارهاب اذا لم تحصل الاصلاحات.  

وتريد الولايات المتحدة طرح خطتها للشرق الاوسط خلال القمة المقبلة للدول الصناعية الثماني الكبرى في حزيران/يونيو. لكن عددا من البلدان كمصر وفرنسا والمانيا طرحت ايضا مشاريع مضادة.  

من جهة اخرى، دعا مبارك نظيره الفرنسي الى زيارة مصر لتدشين الجامعة الفرنسية في القاهرة التي وصفها بأنها "رمز للتعاون الاستثنائي"—(البوابة)—(مصادر متعددة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن