استشهد فلسطيني وجرح اخر في اشتباك مع الجيش الاسرائيلي الذي واصل لليوم الثاني اجتياحه لمدينة نابلس في الضفة الغربية حيث اعتقل العشرات، فيما وصل زعيم حماس خالد مشعل الى موسكو في اطار جولة لحشد الدعم لحكومة الوحدة بين حركته وفتح.
وقالت مصادر طبية فلسطينية ان ناشطا استشهد متأثرا باصابته في اشتباك مع القوات الاسرائيلية، في حين اصيب اخر بجروح.
وشهدت نابلس مواجهات بين الجنود وشبان فلسطينيين منذ اقتحامها من قبل الجيش الاسرائيلي فجر الاحد.
وشاركت نحو مائة الية عسكرية اسرائيلية في الاجتياح.
وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان "التوغل الذي بدأ في الصباح مستمر ولا توجد حدود زمنية له".
واضافت ان الجيش قام خلال العملية "باعتقال ثلاثة مقاتلين فلسطينيين كان يلاحقهم. وتم توقيف نحو ثلاثين فلسطينيا آخر اشتركوا في مواجهات مع الجيش وتم استجوابهم واخلاء سبيلهم".
لكن مصادر فلسطينية تحدثت عن ان عدد المعتقلين تجاوز المئة.
وقالت مصادر طبية ان ثمانية فلسطينيين اصيبوا بجروح طفيفة خلال مواجهات مع الجنود. وقال الجيش ان اثنين من جنوده اصيبا اصابات طفيفة.
واكدت مصادر امنية فلسطينية ان الجيش قام بتفتيش المنازل طيلة النهار.
ووزع الجيش الاسرائيلي بحسب المصادر نفسها منشورات تعلن ان عمليته تهدف الى اعتقال تسعة اشخاص ملاحقين.
وقال ناطق عسكري اسرائيلي في وقت سابق "ان قواتنا، تشن عملية في نابلس للعثور على مخابئ أسلحة ومتفجرات ولاعتقال مسؤولين عن شن هجمات ضد اسرائيل".
وكان الجيش اعلن عن احباط عملية انتحارية الاسبوع الماضي في تل ابيب، وانه عثر في نابلس السبت والاحد على مختبرين لتصنيع المتفجرات.
وقال المتحدث العسكري انه تم العثور على تسعة اماكن لتصنيع متفجرات في نابلس منذ 2006.
وقال يائير غولان، قائد لواء الضفة الغربية للاذاعة الاسرائيلية العامة ان اقتحام نابلس جاء بناء على معلومات تحدثت عن استعداد خلية لتنفيذ هجمات "داخل اسرائيل".
ونددت الرئاسة الفلسطينية بـ"العدوان الإسرائيلي المتواصل" على مدينة نابلس، طالبة المجتمع الدولي وخاصة اللجنة الرباعية بالتدخل لوقفه.
وقال ناطق باسم الرئاسة الفلسطينية في بيان "ان الاجتياح الواسع النطاق على مدينة نابلس منذ ساعات فجر الأحد من قبل جنود جيش الاحتلال وقواته وآلياته، هو عدوان سافر من قبل جيش مدجج بكل أنواع الأسلحة وآلة القتل على المدينة وأهلها العزل".
واضاف ان الجيش "فرض طوق الحصار على مؤسسات المدينة ومشافيها، ومدارسها ومنازلها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، ومنصات انطلاق للتنكيل، وفرض حظر التجول، وشن حملات اعتقال شملت العشرات من المواطنين، ودهم أحياء المدينة وبيوتها".
ودعا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية "المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة، وبخاصة اللجنة الرباعية الدولية، إلى التدخل لوقف هذا العدوان المطلق السراح على الشعب الفلسطيني من قبل آلة حرب جيش الاحتلال والعدوان".
كما طالب إسرائيل "بوقف عدوانها فوراً على مدينة نابلس، وغيرها من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة".
واعتبر الناطق "هذا العدوان من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمثابة إجراء لقطع الطريق على كل الجهود المبذولة لتثبيت التهدئة، وخرق فاضح للاتفاق الذي أكدته القمة الثلاثية لتثبيتها وشمولها كافة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة".
كما وصف التوغل الإسرائيلي في مدينة نابلس "بالتدخل السافر لتخريب التوافق الفلسطيني الذي تم التوصل له في مكة المكرمة، وتشكيل حكومة وفاق وطني قادرة على فك الحصار المالي والسياسي المضروب على الشعب الفلسطيني، وإبقاء الساحة الفلسطينية رهينة حالة استنزاف وتوتر دائمين".
الى ذلك، أعلن الجيش الاسرائيلي مساء الأحد العثور على جثة احد المستوطنين قرب بلدة بيت أمر في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وصرح مصدر أمني فلسطيني بأنه يجري التحقيق في الحادث ومحاولة تحديد ما اذا كان الرجل قتل على يد نشطين ام ان ذلك حادث اجرامي.
وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة ان "الشرطة في المكان لم تستبعد وقوع هجوم ارهابي."
واضاف ان جثة الرجل عثر عليها بالقرب من سيارته في منطقة قرب قرية بيت امر الفلسطينية الواقعة بين مستوطنتي الخليل وغوش عتصيون في الضفة الغربية.
وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الجثة بها طعنات عديدة.
وفي الاسابيع الاخيرة كثفت الشرطة الاسرائيلية دوريات الحراسة في الضفة الغربية بعد محاولات نشطاء لخطف اسرائيليين.
والعثور على جثث لاسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة امر غير عادي. وفي وقت سابق من الشهر الجاري عثر على سائق شاحنة مدنية اسرائيلي مقتولا في الضفة الغربية في واقعة قالت الشرطة الاسرائيلية انها حادث.
مشعل بموسكو
وهذه الزيارة لمشعل الى موسكو هي الثانية منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية.
وتاتي فيما تسعى حماس الى رفع المقاطعة الغربية على الحكومة الفلسطينية التي فرضت منذ تسلم حماس رئاسة الحكومة في اذار/مارس 2006.
وفي السياق، أبلغت فرنسا مصر والسعودية الاحد أن اتفاق تشكيل حكومة وحدة فلسطينية خطوة أولى نحو تلبية مطالب المجتمع الدولي بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل.
وقال المتحدث باسم الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان شيراك اتصل بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وبالرئيس المصري حسني مبارك للتأكيد مجددا على دعم فرنسا لاتفاق مكة بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة.
ونقل المتحدث جيروم بونافون عن شيراك قوله للزعيمين ان الاتفاق الذي أبرم قبل أسبوعين هو "خطوة أولى نحو تطبيق شروط (اللجنة) الرباعية" الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الاوسط. وقال بونافون "أبلغهما ان فرنسا ستطلب من الاتحاد الاوروبي خلال اجتماع قمته المقبل دعم هذا الموقف".
وجاءت المكالمتان الهاتفيتان في أعقاب اجتماع بين الزعيم الفرنسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس يوم السبت.
وتتألف اللجنة الرباعية من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة.
وكانت فرنسا من أولى الحكومات الغربية التي عبرت عن دعمها لاتفاق الوحدة الفلسطيني الذي يدعو فتح وحماس الى انهاء العنف المسلح بينهما وتشكيل ائتلاف.
لكن الولايات المتحدة ترتاب في الاتفاق الذي لم يصل الى حد تلبية مطالب اللجنة الرباعية.
ويتضمن الاتفاق وعدا مبهما "باحترام" الاتفاقات الاسرائيلية الفلسطينية لكنه لا يلزم الحكومة القادمة بالتقيد بتلك الاتفاقات ولا الاعتراف باسرائيل ولا نبذ العنف كما تطلب اللجنة الرباعية.
وتريد واشنطن اجتناب الحكومة الجديدة لابقاء الضغوط على حماس التي تعتبرها جماعة ارهابية. وتفضل روسيا وبعض الدول الاوروبية اتباع نهج أقل تشددا.
وأبلغت فرنسا عباس السبت أنها "ستميل الى التعاون" مع حكومة الوحدة المزمعة التي يشارك فيها فتح وحماس وستسعى الى حمل سائر القوى الغربية على دعمها.
لكن عباس الذي أنهى جولة أوروبية في باريس لم يحصل عن مؤشرات واضحة على أن الاتحاد الاوروبي سينهي حظرا تسبب في صعوبات اقتصادية في الاراضي الفلسطينية. وفرضت العقوبات لحمل حركة حماس على الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة.