قتلت القوات الاسرائيلية فلسطينيين اثنين في حادثين منفصلين في رفح ودير البلح في قطاع غزة. وبينما يستعد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع للتوجه الى القاهرة للقاء الرئيس المصري حسني مبارك، فقد اعلنت اسرائيل انها تعتزم تعديل مسار الجدار العازل.
افادت مصادر طبية فلسطينية ان القوات الاسرائيلية قتلت صباح اليوم الاحد، فلسطينيا وجرحت سبعة اخرين في حي السلام في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
واوضحت مصادر "مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار"، ان أشرف عدنان أبولبدة (32 عاماً) استشهد بعد إصابته بعدة أعيرة نارية في مختلف أنحاء جسمه.
وقالت المصادر ذاتها ان سبعة فلسطينيين اخرين اصيبوا بنيران القوات الاسرائيلية بينهم والد الشهيد ابو لبدة، وطفل في الخامسة من عمره، وصفت جروحه بانها خطيرة.
وكان فتى فلسطيني استشهد في وقت سابق الليلة الماضية عندما فتحت القوات الاسرائيلية نيرانها تجاه منازل الفلسطينيين في دير البلح وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية ان الفتى حسن علي رزقة (17عاماً) "قضى إثر إصابته بعدّة أعيرة نارية في أنحاء متفرقة من جسده الطاهر، عندما فتحت قوات الإحتلال نيران أسلحتها بشكل عشوائي تجاه منازل المواطنين في منطقة مقبولة، شرق دير البلح".
من جهة ثانية، أطلق مسلحون فلسطينيون صاروخين مضادين للدبابات بإتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في منطقة "غوش قطيف"، جنوبي قطاع غزة. ورد الجنود بإطلاق النار بإتجاه مصادرها. ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
قريع ومبارك
الى ذلك، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" ان الرئيس المصري حسني مبارك، سيلتقي اليوم الاحد، رئيس الوزراء الفلسطيني، احمد قريع الذي يصل إلى القاهرة في زيارة تستغرق عدة ساعات ينطلق بعدها في جولة اوروبية.
وسيطلع قريع الرئيس المصري على نتائج الاجتماع الفلسطيني الاسرائيلي الذي عقد قبل أيام تمهيدًا للقاء المرتقب بينه ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية قولها ان مبارك سيبحث مع قريع أيضًا امكانية العودة إلى طاولة المفاوضات في ضوء الاتصال الذي أجراه مع شارون قبل عطلة عيد الأضحى وأبلغه خلاله رغبته في استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين إضافة لبحث خطة شارون للانسحاب من غزة.
اسرائيل تقرب الجدار الى الخط الاخضر
على صعيد اخر، نقلت صحيفة "هارتس" اليوم الاحد عن مصدر سياسي اسرائيلي رفيع قوله ان الدولة العبرية تعتزم تقصير طول الجدار العازل عبر تقريبه الى الخط الاخضر الذي يمثل الحدود بينها والضفة الغربية، اضافة الى التخلص من غالبية المسارات التي يلتف فيها حول قرى فلسطينية.
وقالت الصحيفة ان دوف فايسغلاس، مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، ابلغ مجموعة من الخبراء في شؤون الشرق الاوسط الاسبوع الماضي انه يعتقد بان طول الجدار في مساره النهائي سيكون بحدود 600 كلم، أو اقل بمائة كلم عما تم اقراره من قبل الحكومة.
واضافت ان المسار المعدل سيتم عرضه هذا الاسبوع، على ثلاثة مبعوثين اميركيين يزورون المنطقة هم ستيف هادلي وايليوت ابرامز، وكلاهما من مجلس الامن القومي، وويليام بيرنز، من وزارة الخارجية.
وسيحضر الثلاثة الى القدس للاطلاع على تفاصيل خطة شارون للفصل الاحادي مع الفلسطينيين.
ومن المقرر ان يلتقي المبعوثون الثلاثة مع شارون وفايسغلاس ومستشار الامن القومي الاسرائيلي غيورا ايلاند المسؤول عن اعداد خطة الفصل.
وبحسب صحيفة "هارتس"، فمن المتوقع ان يعرض ايلاند نسخة مبدئية من الخطة على شارون غدا او بعد غد.
وتنقل الصحيفة عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي قولها انه بنهاية الاسبوع الماضي، لم يتم التوصل الى قرار بشان اخلاء مستوطنات غوش قطيف في قطاع غزة، وان ذلك الاعتبارات العسكرية هي ما سيملي مثل هذا القرار.
وتخشى الادارة الاميركية من ان تسود "الفوضى" في المناطق التي تخليها اسرائيل.
وتعهدت اسرائيل بمواصلة تزويد قطاع غزة بالمياه والكهرباء والكاز، والمواد الاولية وخدمات الاستيراد والتصدير بعد انسحابها منه.
وقال مسؤول في مكتب شارون الجمعة، إن إسرائيل تبحث إمكانية نقل المستوطنين الذين سيتركون قطاع غزة، إلى الضفة الغربية ودفع تعويضات لهم.
وأدان الوزير الفلسطيني صائب عريقات أية خطوة لإعادة توطين مستوطني قطاع غزة في الضفة الغربية، مطالبًا بإزالة كافة المستوطنات من المناطق الفلسطينية.
وذكرت صحيفة "هَآرِتس" أن شارون سيسعى خلال زيارته المتوقعة لواشنطن، في وقت لاحق من الشهر الحالي أو في آذار/مارس المقبل، للحصول على موافقة أميركية على خطته لاخلاء مستوطني غزة الى الضفة الغربية.
وقالت ان شارون سوف يبرر طلبه بأن المراكز الاستيطانية في الضفة الغربية ستكون بحاجة للتوسعة، لاستيعاب حوالي 7,500 من مستوطني قطاع غزة.
واقترح شارون إزالة 17 من 21 مستوطنة موجودة في غزة، وقال إنه سيتعين إزالة عدد من المستوطنات في الضفة الغربية، إذا نفذ تهديده بالانفصال عن الفلسطينيين ورسم "خط أمني" من جانب واحد، في حال انهيار خطة "خارطة الطريق"، التي تؤيدها الولايات المتحدة.
وأوضح شارون أن أية خطوات إسرائيلية من جانب واحد ستترك للفلسطينيين مساحة من الأرض أقلّ من تلك التي يسعون لإقامة دولتهم عليها في الضفة الغربية وقطاع غزة، اللذين احتلتهما إسرائيل عام 1967.—(البوابة)—(مصادر متعددة)