أكد نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني أن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة يمكن أن يتحول إلى شرك إسرائيلي يجعل حلم الدولة صعب المنال إذا لم يستطع الفلسطينيين أن يجعلوا منها نموذج جيد للدولة يسود في مجتمعه العدل والمساواة
و أضاف شعث في إجتماع مع المكتب الحركي الإعلامي لحركة فتح أنه سمع كلاما مشجعا جدا خلال اجتماعاته الأخيرة مع الفصائل الفلسطينية و قادة الأجهزة الأمنية في غزة حيث أبدى الجميع استعداده لتحمل المسؤولية و مساعدة السلطة على تخطي هذا الاختبار.
و أعتبر شعث في التصريحات التي نقلها مركز الاعلام والمعلومات الفلسطيني أن الجانب الفلسطيني لا يمكن أن يضع شروط على خطة الانسحاب من غزة لأن ذلك يعني وضع معوقات أمام الانسحاب و كأننا نقول لشارون لا تنسحب ، مشيرا إلى أن ذلك لا يتناقض مع طلب ضمانات من العالم بعد الانسحاب بخصوص عدم تصعيب إسرائيل لتحرير الضفة الغربية عبر ترحيل المستوطنين للضفة أو بناء مستوطنات جديدة أو استمرار البناء في الجدار أو المضي في خطوات تهويد القدس
و أضاف شعث أن على إسرائيل أن تفهم أن انسحابها من قطاع غزة سيكون مشجع لمزيد من النضال في الضفة منتقدا التصرحات التي أطلقها البعض بأن حركة حماس ستسيطر على القطاع أو أن الفوضى الأمنية ستنتشر في القطاع و أن الحرب الأهلية ستندلع و كأن إسرائيل هي التي تحفظ الأمن في القطاع و تحافظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية.
و حول الموقف الأمريكي من خطة الانسحاب من غزة قال شعث أن الموقف الأمريكي يتبنى حتى الآن مجموعة من الثوابت منها عدم دفع تعويضات على مستوطنات غزة ، و عدم نقل المستوطنات من غزة للضفة ، و لا لمزيد من المستوطنات في الضفة ، و لا لدخول الجدار في عمق الأراضي الفلسطينية ، إضافة للإنسحاب من غزة بشكل كامل و عدم ترك مزارع شبعة جديدة في القطاع
وأكد شعث أن الاقتراح جاء في ظروف صعبة جدا تمر بها القضية الفلسطينية ، مؤكدا أن إسرائيل هي التي تحتاج للانسحاب من غزة التي تكلفها الكثير بسبب استبسال أهل غزة في الدفاع عنها و الكثافة السكانية العالية التي تؤدي لوقوع أعداد كبيرة من الضحايا و غياب أي أهداف دينية أو اقتصادية
و توقع شعث أن تنسحب إسرائيل من كل قطاع غزة بما في ذلك مستوطنات الشمال و الشريط الحدودي مع مصر مؤكدا على أن إسرائيل طلبت من مصر إعادة احتلال قطاع غزة و هو ما رفضته مصر بشكل قاطع و نقلت للجانب الفلسطيني عنر أسامة الباز مستشار الرئيس المصري أن جندي مصري واحد لن يعبر الحدود الدولية ، و مع ذلك فإنها ستساهم في حفظ الأمن عبر الخبراء و المساعدة في وضع الخطط
و أعتبر شعث أن الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة هو أقرب ما يكون مع انطباق أهدافه في الحصول على دولة مستقلة قابلة للحياة مع ما يقبله العالم ، معتبرا أن ذلك لم يأتي من فراغ ولكن بعد تاريخ طويل من الناضل حتى اعتراف الجميع بهوية الشعب الفلسطيني و أنه ليس فقط مجموعة من اللاجئين و المشردين بل شعب لديه هويه و من حقه الحصول على دولة .
و أضاف أن العالم الآن يربط بين تحقيق السلام و بين قيام الدولة الفلسطينية التي تملك مقومات الدولة المستقلة و على رأسه الرئيس الأمريكي بوش ، مشيرا إلى أن المفارقة الحقيقية أنه مع هذا الاقتراب يعيش الشعب الفلسطيني أصعب مراحل النضال ، و هو أمر تكرر مع تجارب الثورات السابقة حيث عاشت أصعب ظروفها قبل فترة قصيرة من التوصل للحل النهائي للصراع ، كما حدث مع ثورة الجزائر
و لم يخفي شعث أن الانتفاضة الفلسطينية هي التي قربت المشروع النضالي الفلسطيني من نهاية الطريق ، فقد شهدت أكثر الأوقات التي تضرر فيها الشعب الفلسطيني و سقط منه أكبر عدد من الشهداء و الجرحى و في المقابل خسر العدو ما لم يخسره أمام الدول العربية مجتمعه طوال خمسين عاما –(البوابة)—(مصادر متعددة)