شارون يهدد بتشكيل حكومة جديدة اذا فشل في تفكيك مستوطنات غزة

تاريخ النشر: 03 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الثلاثاء، عزمه على تنفيذ خطته الرامية الى اخلاء معظم المستوطنات اليهودية في قطاع غزة، حتى لو عنى ذلك انهيار الائتلاف الحاكم وتشكيل حكومة جديدة. ياتي ذلك فيما اظهر استطلاع تاييد 59% من الاسرائيليين لخطة رئيس وزرائهم. 

وقال شارون يوم الثلاثاء ان قراره الخاص باخلاء معظم المستوطنات اليهودية في قطاع غزة هو قرار "مؤلم" للغاية بالنسبة له لكنه ضروري لمستقبل البلاد. 

وأدلى شارون بأول تصريح علني له منذ الكشف عن الخطة التي تقضي باخلاء 17 مستوطنة في غزة خلال زيارة لمصنع لتحلية المياه في عسقلان. 

ونقل راديو اسرائيل عن شارون قوله "وصلت الى هذا القرار كشخص مسؤول يحمل على كتفيه  

مسؤولية (ضمان مستقبل اسرائيل) بأكبر قدر من الامن." 

واضاف شارون "أسمح لنفسي أن أقول ان هذا يؤلمني شخصيا أكثر من أي شخص اخر في دولة اسرائيل" مشيرا الى خطة "نقل" المستوطنات التي صرح كبار المسؤولين بأن تنفيذها قد يبدأ في حزيران /يونيو أو تموز/يوليو. 

وردا فيما يبدو على تهديد حلفاء له في الائتلاف اليميني الحاكم بالاستقالة احتجاجا على الخطة قال شارون "أنوي أن أنفذ ما أراه ضروريا اليوم من اجل اسرائيل في السنوات القادمة." 

وقد هدد ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي يوم الثلاثاء بتشكيل حكومة جديدة إذا حاول شركاؤه في الائتلاف الحاكم تعطيل خطته لاخلاء كل المستوطنات اليهودية في قطاع غزة تقريبا. 

وجاء تهديد شارون في تصريحات ادلى بها لصحيفة يديعوت احرونوت بعد ان اعلن يوم الاثنين عن خطة استراتيجية لاخلاء غالبية المستوطنات في غزة وفاز بعد ذلك في اقتراع البرلمان على الثقة بحكومته بفارق صوت واحد وسط معارضة شديده من حلفائه اليمنيين المتشددين 

إلى ذلك نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن ارئيل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي خطته الكاملة للانسحاب من 17 مستوطنة في قطاع غزة وقال انه اوعز الى المسؤولين ببدء الاعداد لخطة نقل المستوطنات مشيرا إلى ان الخطة تحتاج إلى عامين لتطبيقها وقال انه سيتم نقل هذه المستوطنات، بكل ما فيها من سكان ودفيئات زراعية ومصانع يديرها الجيل الثالث من المستوطنين في القطاع، وهي مسألة معقدة، حسب رأيه تقتضي "التوصل الى اتفاق مع المستوطنين أنفسهم، اولا، والاتفاق على الاماكن التي سيتم نقلهم اليها، واعادة بناء ما سيتم هدمه، ونقل الاف الدونمات من الدفيئات الزراعية والمؤسسات التربوية والمنازل والاف المركبات والسيارات"..! 

وحسب قول شارون فان "الهدف هو نقل المستوطنات التي تسبب لاسرائيل مشاكل او تلك التي تقوم في اماكن لن نتواجد فيها بموجب الاتفاق الدائم". وأضاف ان الحديث لا يجري عن مستوطنات في قطاع غزة فحسب، وانما "عن ثلاثة مستوطنات اشكالية في الضفة الغربية". 

وحسب ما قاله شارون للصحيفة فان العملية قد تستغرق بين عام وعامين، مضيفا ان المستوطنين لن يتمكنوا من العيش في قطاع غزة، في ظل الاتفاق (مع الفلسطينيين)، اما في الضفة فالمقصود عدد قليل من المستوطنات. وقال "لا يمكن اعتبار هذه الخطوات بمثابة نهاية للعملية (التفاوضية)، لكن هذا هو ما انوي عمله، واذا اراد الفلسطينيون الجلوس معنا فسنجلس ونفاوضهم". 

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان سيحمل هذه الخطة الى الرئيس الاميركي، بوش، خلال اللقاء المرتقب بينهما، قال شارون: "من الواضح انه يجب تنفيذ الخطة بموافقة وبدعم اميركيين. لا يمكن القيام بخطوات تتعارض مع موقفهم. نحتاج الى موافقتهم في مسألة الاخلاء وفي مسألة الجدار الفاصل. من المهم ان تلامس كل خطوة نقوم بها رؤية الرئيس بوش وتتفق مع المفهوم الأميركي". 

أما بالنسبة للجهة التي ستتحمل تكاليف خطة النقل، فقد قال شارون انه لم يناقش مع الادارة الاميركية مسألة تقديم المساعدة المالية، لكنه من الواضح انه سيفعل ذلك. وقال "لقد عارضوا منذ عام 67 اقامة المستوطنات، ويمكنهم ان يقولوا لنا الآن "لقد سبق وحذرناكم"، لكننا نشكل متكأ لاميركا في المنطقة، وما سيحدث هنا سيكون مكملا لرؤية الرئيس بوش. سأضطر الى اقناعهم بتقبل خطواتنا هذه، فلنا ولهم ذات المصالح هنا 

استطلاع 

على صعيد متصل افاد استطلاع للرأي نشرت صحيفة "ديدعوت احرونوت" نتائجه اليوم ان غالبية ساحقة من الاسرائيليين تؤيد تفكيك المستوطنات اليهودية في قطاع غزة المحتل منذ حزيران /يونيو 1967، في اجراء احادي الجانب. 

واكد 59% من الاسرائيليين موافقتهم على هذا الاجراء الذي اقترحه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بينما عبر 34% عن معارضتهم لهذه الخطوة ولم يبد 7% اي رأي. 

واجرى معهد دحاف الاستطلاع الذي شمل 500 شخص يشكلون عينة تمثيلية للسكان البالغين في اسرائيل، بهامش خطأ يبلغ 4.5% . 

وافاد هذا الاستطلاع ان 57% من الاسرائيليين مقتنعون بان شارون تحدذ عن هذه الخطة لاسباب سياسية بينما رأى 24% ان انه يريد التغطية على قضية فساد تطاله. 

وقال 11% من الاسرائيليين ان دوافع شارون سياسية وشخصية في وقت واحد بينما لم يعبر 8% عن اي رأي.—(البوابة)-(مصادر متعددة)