شارون يدرس اقتصار 'فك الارتباط' على الانسحاب من غزة

تاريخ النشر: 12 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

ذكرت صحيفة "هارتس" اليوم الجمعة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يدرس قصر خطة "فك الارتباط" على قطاع غزة ودون ان يترافق ذلك مع انسحابات في الضفة الغربية، بسبب المعارضة المتنامية للخطة في اوساط وزراء حزب ليكود الذي يتزعمه. 

وقالت الصحيفة ان شارون سيستكشف هذا الاحتمال خلال الايام القليلة المقبلة، وكذلك امكانية القيام بانسحاب صغير ورمزي من الضفة الغربية. 

واعلنت الولايات المتحدة ومصر الخميس انهما لن تدعما خطة شارون الا اذا تضمنت انسحابا كبيرا من الضفة الغربية. 

والتقى شارون الخميس في القدس مع ثلاثة مبعوثين اميركيين حضروا لاجراء محادثات اضافية حول خطة فك الارتباط، ولمناقشة ما يمكن ان تقدمه الولايات المتحدة لاسرائيل في مقابل الانسحاب. 

وقال متحدث باسم شارون ان محادثات الخميس مع المبعوثين الاميركيين تطرقت الى عمق الانسحاب من الضفة والسيطرة على الحدود بين مصر وغزة بعد الانسحاب من القطاع.  

وقال المتحدث رعنان غيسين "نحن نحاول ابقاءهم على اطلاع والتنسيق معهم بشأن كل هذه الخطوات. ونأمل في نهاية هذه العملية ان تكون لدينا خطة فك ارتباط متفق عليها يستطيع رئيس الوزراء ان يحملها معه الى واشنطن." 

ومن المقرر ان يلتقي المبعوثون الثلاثة: ستيف هادلي واليوت ابرامز من مجلس الامن القومي الاميركي ووليام بيرنز من وزارة الخارجية، مع وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم اليوم الجمعة.كما سيلتقون مع مستشار الامن القومي غيورا ايلاند، ودوف فايسغلاس، مدير مكتب شارون. 

وقد كرر مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد الخميس موقف واشنطن من ان أي دعم اميركي لخطة شارون للانسحاب من غزة سيكون رهنا بقيامه بانسحاب كبير وذي مغزى من الضفة الغربية. 

واضاف ان الولايات المتحدة لم تحدد موقفا بعد بخصوص خطة فك الارتباط، وستفعل ذلك عندما تتلقى المزيد من الاجابات من اسرائيل. 

وقال ان احد اكبر الاسئلة هو حول مساحة الانسحاب المعتزم من الضفة الغربية، والذي تعتبره واشنطن ضروريا ومكملا للانسحاب من غزة. 

وقد اجرى وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز محادثات في واشنطن الخميس مع مسؤولين اميركيين حول خطة فك الارتباط. 

والتقى موفاز في هذا الاطار كلا من ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي ووزيري الدفاع دونالد رمسفيلد والخارجية كولن باول، ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس. 

وابلغ موفاز المسؤولين الاميركيين خلال هذا اللقاء بان دعم الولايات المتحدة لخطة فك الارتباط ضروري لانه سيساعد شارون في ترويجها اسرائيليا وفلسطينيا وعربيا. 

ووفقا لمسودة لخطة شارون نشرتها صحيفة "معاريف" الخميس، فان مستشار الامن القومي الاسرائيلي غيورا ايلاند، والذي كلفه شارون باعداد الخطة، يقترح بقاء اسرائيل في ثلاث مستوطنات في شمال قطاع غزة، وفي ممر "فيلادلفي" على الحدود بين القطاع ومصر، الى جانب توسعته. 

لكن شارون، وبحسب اوساط مقربة منه، يميل حاليا الى اتخاذ قرار بانسحاب كامل من القطاع. 

وقد ابلغ موفاز المسؤولين الاميركيين ان اسرائيل ستخلي كافة مستوطنات غزة، لكنها ستبقى في ممر فيلادلفي بهدف وقف عمليات تهريب الاسلحة. 

وفي القاهرة قالت مصادر اسرائيلية ان مصر عرضت يوم الخميس تأمين جانبها من الحدود مع قطاع غزة اذا قررت اسرائيل سحب مستوطنيها من القطاع. 

وكان ايلاند سلم مسودة الخطة الى شارون في كانون الثاني/يناير الماضي، واوصى فيها ايضا بانسحابات تدريجية من الضفة الغربية. 

ووفقا لهذه التوصية، فسوف يتم اخلاء اربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية بالتزامن مع اخلاء مستوطنات قطاع غزة، على ان يتبع ذلك اخلاء ما بين 15 الى 20 مستوطنة وموقعا استيطانيا في مرحلة لاحقة. 

وقال موفاز في واشنطن ان اسرائيل ستقوم بانسحاب من نوع ما في الضفة الغربية، لكن مساحة هذا الانسحاب لم يتم تحديدها بعد.  

وفي هذه الاثناء، يطالب الفلسطينيون بان تتيح اسرائيل للرئيس ياسر عرفات حرية التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة بعد انسحابها منه، معتبرة هذا الاجراء ضروريا من اجل بسط اجهزة الامن الفلسطينية سيطرتها على القطاع بعد ان تغادره اسرائيل. 

لكن اسرائيل ترفض هذا المطلب. 

وقال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يوم الخميس انه يرحب بالانسحاب المزمع لاسرائيل  

من قطاع غزة ولكن على ان يكون خطوة نحو الانسحاب التام من المناطق الفلسطينية المحتلة. 

وقال عرفات في كلمة امام المجلس التشريعي لدى افتتاح الدورة التاسعة داخل مقره برام الله "امام المجلس اعلن للجميع باننا نرحب باي انسحاب اسرائيلي متزامن من اي جزء من غزة والضفة ... وصولا الى الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال حتى خط الرابع من حزيران وهذا ما اكدته قرارات الشرعية الدولية." 

واضاف قوله ان "الانسحاب يجب ان يتم عبر استئناف الحوار بين الجانبين والجهود الدولية والعربية وفي اطار تنفيذ خارطة الطريق.". 

اسرائيل لن تهدم المستوطنات بعد مغادرتها 

الى هنا، واعلنت مصادر رفيعة في الحكومة الاسرائيلية الخميس ان اسرائيل لن تهدم اي مستوطنات يهودية في قطاع غزة تخليها بموجب خطة الانفصال. 

وناشد بيتر هانسن المفوض العالم لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة اسرائيل الثلاثاء ترك مستوطنات غزة سليمة بدلا من هدمها في حال الانسحاب من القطاع معتبرا انها ستحقق فائدة مباشرة تخفف من معاناة الفلسطينيين.  

وقال انه "اذا لم يجد الفلسطينيون على أراضيهم بعد الانسحاب الاسرائيلي سوى الانقاض المحترقة فأنا لا اعتقد أنهم سيسعدون بذلك".  

وعندما انسحبت اسرائيل من شبه جزيرة سيناء بمقتضى معاهدة سلام مع مصر دمر شارون الذي كان وزيرا للدفاع في ذلك الوقت مستوطنة ياميت في عام 1982. واحتلت اسرائيل سيناء مثل غزة والضفة الغربية أثناء حرب عام 1967.  

وتأسست منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة لمساعدة اللاجئن الفلسطينيين الذين فروا من ديارهم أثناء حرب عام 1948 وتعمل على توفير المسكن والملبس والعلاج لهم.  

ومازالت احتمالات الانسحاب من غزة غير واضحة مع محاولات شارون كسب تأييد الولايات المتحدة وشركاءه في الائتلاف الحاكم وجنرالات الجيش للخطة.  

وقال هانسن إنه من المهم أن يتم أي انسحاب بشكل منظم وأن تواصل اسرائيل فتح أبوابها أمام العمال الفلسطينيين من غزة حيث تنتشر البطالة.  

وأضاف "سيكون من الضروري ان نرى تطورا هنا ليجد الناس فرص عمل في اسرائيل."  

وتابع "اذا لم يحدث ذلك ستظل غزة محاصرة بسور كبير وبالبحر بدلا من حصارها بنقاط تفتيش في مختلف أرجائها. من الضروري الا تغادر اسرائيل صافعة الباب خلفها."  

ويدخل نحو 17 الف فلسطيني من غزة اسرائيل يوميا للعمل حيث يكسب الواحد نحو 200 شيقل (45 دولارا) يوميا أي ثلاثة أمثال ما يمكن أن يكسبه داخل القطاع.—(البوابة)—(مصادر متعددة)  

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن